للاعلام الرسمي دور كبير في مسيرة الاعلام العربي بشكل عام كونه يعد اللبنة الاولى للاعلام المرئي والمسموع . فلقد ظهرت على ساحة الاعلام الكثير من الاذاعات الرسمية في بدايات البث الاذاعي العربي في ثلاثينيات القرن الماضي منها اذاعة صوت العرب في مصر واذاعة الجمهورية العراقية من بغداد واذاعة فلسطين ثم توالت الاذاعات الاخرى .
ما ان ظهر البث التلفازي حتى ظهر نوع اخر من الاعلام الرسمي متمثلا بالمحطات التلفزيونية ولعل اول هذه المحطات هي محطة تلفزيون بغداد التي انطلق بثها في الثاني من مايس عام 1956 .
الاعلام العربي الرسمي المرئي والمسموع كان يمتاز بالنهج الذي اختط له منذ تاسيسه وهو النهج الوطني الذي يجمع مكونات الشعب الواحد ولا يفرقها فراح يبث البرامج الثقافيه بكل انواعها كالادبية والسياسية والفنية والطبية والعلمية والرياضية وبرامج الترفيه والمسابقات ما جعل المعرفة تعمم على قطاعات الشعب كافة دون ان يغازل فئة على حساب اخرى
لقد جرت في فترة الاعلام الرسمي منذ بدايته الكثير من اللقاءات الاذاعية والتلفازية مع شخصيات سياسية وادبية وفنية ورياضية عامة وتركت تلك الشخصيات من خلال احاديثها اثارا كبيرة على الناس واغلبها محفظ في الارشيفات .
لقد ظهر الاعلام الخاص منافسا قويا للاعلام الرسمي خاصة في السنوات الاخيرة حيث كاد الاعلام الرسمي يأفل نجمه وبات تاثير الاعلام الخاص على المشاهد كبيرا لسعة حجم المساحة المسموح الحديث فيها وقلة او انعدام الخطوط الحمراء لدى البعض منه رغم ما يغلف هذا الاعلام من اكاذيب احيانا وما تحمله سياسته من نهج طائفي او مذهبي مسموم لعدم انتمائه للوطن كالاعلام الرسمي بل لانه ينتمي الى فئة او حزب او شخص
ولكن هذا ليس عاما على الاعلام الخاص بشكل مطلق بالتاكيد فنحن نقصد البعض منه الذي يخدم المصالح الخاصة متخذا من صراعات الشعوب وبث الفرقة بانواعها وسيلة للاثراء . لذا راح الاعلام الرسمي العام يتعرض الى هجمات منظمة وكبيرة من الاعلام الخاص بهف اسقاطه وتشويه صورته عند المتلقي لكي تكون الساحة مهياة له لبث السموم والاحقاد كما تفعل بعض القنوات المحلية والعربية المغرضة وهي معروفة للجميع مستغلة مايحصل على الارض العراقية وفي الواقع العراقي ولكنها اصطدمت بجدار اعلامي صلب وقوي متمثلا بالجهة الاخرى وما فيها من قنوات اعلامية شريفة فراحت تفند بالصوت والصورة مزاعم تلك القنوات المغرضة
ومع كل ذلك اقول لاعلامنا الرسمي العام ان يسترد روحه ونبضه وعافيته وحيوته التي كان عليها في سنين التاسيس وهذا ياتي من خلال استغلال الطاقات الاعلامية الرصينة والشريفة وصاحبة التاريخ المهني الشريف المخلص للقيام بتخطيط شامل لسياسة اعلامية واضحة تتماشي والواقع الحالي وتتفاعل مع متطلبات العصر وحاجات الناس لتكون السلاح الفاعل في مواجهة تللك التحديات من بعض القنوات الفضائية المغرضة والمنحرفة عن المسار الاعلامي الحر الملتزم باسس ومبادئ الاخلاق المهنية . وان يضع خطة تنمي الذوق العام وتقوي الوحدة الوطنية وترسخ معالمها في الاذهان والنفوس والقلوب على صعيد البرامج وعلى صعيد الاخبار السياسية المحلاة بالجراة والصدق وان يكون الاعلام الرسمي العام هو اول من يعلم من خلال استخدام التقنيات الاعلامية الحديثة وبناء خلية كبيرة من المراسلين في دول العالم كافة لكي يكون للاعلام الرسمي دور كبير في نقل الحدث من موقع الحدث وفي لحظته