22 نوفمبر، 2024 11:01 ص
Search
Close this search box.

الاعلامي فلان .. الصحفي فلان . المبدع فلان .. القاص فلان .؟؟؟

الاعلامي فلان .. الصحفي فلان . المبدع فلان .. القاص فلان .؟؟؟

منذ ان اختطت عصا برسي كوكس بخبث خارطة للعراق … تكريسا لموضوع تقسيم اوصال الوطن الكبير الى دويلات كنتائج للحرب الكونية الاولى التي احكمتها معاهدة سايكس بيكو سيئة الصيت .. اصبح كل بلد مستحدث ضمن ما اطرته الحدود .. ينطوي على مكونات مختلفة اراد منها كوكس والصهيونية العالمية ، ان تلك البلدان تحمل تناقضاتها في داخلها . وبمقدور اي احد ان يلعب على الورقة الاثنية او الطائفية بنزع فتيل التناقض والاحتراب مستقبلا . وامام هذا الامتحان الصعب يبرز دور الوطنية التي ينبغي ان تحكم هذا النسيج المتلون من الناس تحت هوية واحدة هي العراق لتفويت الفرصة على المراهنين عليه . فاستمرت الدولة العراقية بنجاح تارة واخفاق اخرى ..الى ان بلغت مرحلة الاخفاق الحالية ذروتها . ترى من المقصر … ؟ السياسي المحمل بأملاءات خارجية ..؟ المثقف المعبأ ضد العراق ؟ الاعلامي الموجه من الخارج ..؟ ام السياسي الوطني والمثقف الموضوعي الذي يشعر بانتمائه لوطنه او الاعلامي الواعي الذي يدرك حجم المؤامرة ..؟ فالجواب لايحتاج الى كثير من العناء .. والفرز لايستوجب اطالة النظر او امعان الفكر ، بل هي دلالات واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار . وانت عندما تطلق على نفسك صفات هي ليست من استحقاقك ” الاعلامي فلان ، والصحفي فلان ، والمثقف فلان ، والمبدع فلان ” فخصمك الذي يراقبك اضافة الى سخريته من سطحية عقلك يطمع فيك لكي يسيرك بما يعرفه عنك من حاجة الى الجاه والصفة التي لايحق لك ان تمتلكها . والكثير من الواعين يعيب على من يصف نفسه بالاعلامي او الصحفي او الكاتب او المبدع .. والقاص وسواه .. وهذه لاشك صفات علمية تمنحها جهات متخصصة بعد ان يتأكد لديها ان ذلك الفرد اصبح علما .. لذا فأن تلك الجهات المتخصصة عندما تسبغ على هذا الفرد تلك الصفة ليس جزافا وانما من باب انها متاكدة بأن المتلقي سيقبل تلك الاسباغات لقناعته بهذا العنصر او ذاك تبعا لانجازاته الوطنية الكبيرة التي تكرس وطنيته وانتمائه للعراق فعلا وقولا . ولكن الذي يحصل ان البعض هو راح يصف نفسه بالاعلامي او الصحفي او الكاتب او المبدع او الفنان وبشكل مبتذل واعتباطي . وفي حقيقة الامر ان اغلب هؤلاء المشتغلين بهذه المهنة تجدهم ينفذون ماتمليه عليهم الجهات التي يرتبطون بها ، وخاصة الجهات الحزبية الضيقة بأشتراطاتها المعروفة على من يكون في الواجهة الاعلامية لها .. كونه يترجم مايقوله رئيس الكتلة او احد عناصر الكتلة الى الشارع بعد ان يزوقه ويضيف عليه من فنه ” ان وجد ” ولمساته . ويطل علينا ليقول انا الاعلامي او انا الكاتب او انا الصحفي او انا امثل العراق دون سواي . ومن المعلوم ان عملية اضطراب المنظومة السياسية والفكرية في العراق تحتم على كل من يريد ان يحمل هذه الصفة سواء اطلقها على نفسه او اسبغت عليه .. ليتلمس ، اين موقعه من الاسهام في بناء الهوية الوطنية التي زحفت عليها الهوية الكتلوية او الحزبية وابتلعتها او تكاد . وكم اثر رأس مال الحزب الذي يمول هذا الاعلامي او ذاك في لي عنقه ليسقطه في يؤر الصراعات المذهبية والفكرية والاجتماعية التي اوصلت العراق الى هذا الشكل من التردي والنكوص . بل الى اي مدى اسهم هذا الاعلامي في تقسيم الاعلام ذاته الذي ينبغي ان يكون وحدة وطنية متراصة ..الى كتل يتصارع بعضها مع البعض ، ليس بهدف الوصول الى الاعلى او الافضل تحت خيمة التفاضل بمايقدمه للعراق الوطن والتنافس الشريف لايجاد افضل الصيغ بتعميق مفاهيم الوطنية والانتماء الى العراق بعيدا عن ضيق الحزبية وانانيتها ..بل لتمجيد شخوصها بانه الاصلح للعراق المتعدد ووفق فهمهم الطائفي الضيق . ومن البديهي جدا ان مهمة الاعلام العراقي هي البحث عن هوية وطنية تلك التي تشظت حتى غابت ملامحها . وترسيخ تلك المفاهيم بعيدا عن توجهات الاحزاب والطوائف التي هدفها ان تقفز فوق حقيقة الوطن .. بل وتصنع من نفسها ” الوطن ” بعد ان تعمل على افراغه تماما من المحسوسات وثوابت الفعل الوطني العام والخاص . والسؤال الذي يطرح نفسه … هل تمكن الذين اطلقوا على انفسهم ” الاعلامي ، والصحفي ، والكاتب ، والفنان ” من فهم هذه الحقيقة والنأي بأنفسهم عن ضيق الحزبية وسيطرتها وتمويلها وتمجيد الفرد والطائفة وصولا الى صنع الدكتاتور …؟ او انهم تناسوا هذه المهمة الوطنية واصبحوا يسعون وراء الارضاءات الحزبية ومايفرغه فكر رئيس الكتلة او المنتمي اليها من اراء ومعتقدات يحاول ان يجعل منها لسان العراق او هو العراق ؛ وسواه لا يستحق صفة المواطنة او مايفرغة في جيوبهم من مال بخس اجرا لهم . اوان هذا الذي اسبغ على نفسه التسميات ..هل وجدناه اكثر وضوحا في القنوات الممولة حزبيا والتي تنتج منهجا حزبيا ضيقا ، محاولة المزاوجة بين ماهو حزبي وطائفي والتي ضيعت الفعالية الوطنية .. بل وكرست غياب الهوية العراقية .. ودليلنا ماتطرحه القنوات الحزبية والتي تشكل عائقا حقيقيا امام الهوية الوطنية وطرحها الذي لايخدم الا التشظي والفرقة ولايخرج عن حدود الطائفة والحزب واحيانا المدينة ، والى ترسيخ مبادئ الانحراف والتشظي فأصبحت تلك الفضائيات او تلك الورقيات في احيان كثيرة تمجد الاحزاب غير ابهة بعواقب مايفرزه ذلك التمجيد ، وهل ان اؤلائك جعلوا العراقي بأن يحلم بوطن راق خال من البؤس والشقاء والامتهان والقتل والتفجير والتفخيخ ومحاربة الهويات التي قادت الى التناحر ، وهل حملوا مواطنهم الى ايجاد هويته الوطنية الانسانية ..؟ وهل للعراق مكان في تفكيرهم ..؟ لذا في الوقت الذي ادعوا به اخوتي من المشتغلين في الاعلام بأن يتركوا ” الاخرين يطلقوا عليهم تلك الالقاب او المسميات والعمل في مجال الاعلام الذي هو سلاح ذو حدين بقدر عال من المعقولية والقبول ، وترصين الخطاب الاعلامي ومعالجة المعضلة الوطنية القائمة حتى تتغير المفاهيم الخاصة وتندمج مع المفهوم الوطني العام لنمضي قدما في ركب الانسانية الواعي .. وعلى الاعلامي ايضا ان يربط الاسباب بالنتائج ، فكيف ان الاعلامي روج للسياسي الذي هو اساسا فاشلا بل واحيانا ان الاعلامي يسوغ الفشل لهذا السياسي او ذاك ويعمل على ان يسوقه على انه نجاحات يمكن الافادة منها .. والدليل الواضح ماوصل اليه البلد حاليا من تمزق وتقسيم وتناحر ونكوص واقتتال ومادفعه العراقيون من دم طاهر ونفوس بريئة ومال واقتصاد .. وما حصلوا عليه من تبعية للاخرين تتحكم بها تيارات سياسية خارج الوطن ، توجهها لعبة استخبارية قذرة هدفها افراغ العراق من محتواه الوطني وطمس حضارته والهجوم على تاريخه الوطني ، وقطع جذوره الممتدة في اعماق التاريخ . وبقلب دام وعين باكية عندما تتفحص بشكل دقيق المشهد الاعلامي العراقي ، تجد ان الشلل التام يكتنف العقول التي عشعشت بداخلها الحزبية دون العراق ، والحزب كما هو معلوم مفهوم ضيق هدفه ان تطفوا منجزاته على السطح ليركز وجوده قبل ان يحسب للوطن والهوية الوطنية حساب ، وان الوطن والوطنية ملغاة في تقديره ، واحيانا يقف باتجاه معاكس لما يراه الوطن مناسبا سيما اذا تعارضت الانتماءات الوطنية مع الانتماءات الحزبية الطائفية اوالعرقية التي تنفذ رؤى خارجية .. فقبل ان تطلق على نفسك انك اعلامي لتصبح تلك السمة من حقك وتفخر بها ، عليك ان تتخلص من تبعات رأس مال الحزب الذي يدفع لك ..! وان تقطع دابر الطائفية الاعلامية .. وتعمل على ترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية … وتكون جادا في الاندماج داخل الهوية الوطنية ، والا فأنه ليس من حقك ان تفرض نفسك على العراق ” اعلاميا وصحفيا وكاتبا ومبدعا وفنانا ” وانت تشتغل ضمن توجيهات الحزب او الطائفة وكأنما انك لاتعيش داخل وطن اسمه العراق .كونك تنتمي الى هذا الحزب او ذاك .. ومعلوم ان المثقف هو الذي يخطط رؤى السياسي ويرسم خارطة طريقه المستقبلية ..كونه يرى اكثر من السياسي الذي لا يرى سوى السياسة سواء كانت حزبية او وطنية ..

أحدث المقالات