في خبر مثير يحمل الكثير من المدلولات الكبيرة ، اعلن في نيويورك ان الرئيس الامريكي باراك أوباما سيراس وفد بلاده الى اجتماع مجلس الأمن الدولي المقرر انعقاده في الخامس والعشرين من شهرايلول الجاري حيث تنوي الولايات المتحدة خلاله استصدار قرار حول التهديد الذي يشكله خطر داعش في سورية والعراق على الامن والسلم الدوليين وبما يمهد لحشد دولي آخر على غرار الحشد الذي غزا العراق عام 2003 ..
السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور التي تتولى بلادها رئاسة المجلس لهذا الشهر.اشارت الى ذلك في حديثها مع الصحفيين امس الاربعاء ودعت المجتمع الدولي الى مشاركة بلادها في الحرب في مواجهة ارهاب داعش مؤكدة أنها “لن تكون فعالة إذا تعاملت معها الولايات المتحدة وحدها مع شركائها الحاليين فقط الذين تقدموا لمجابهة التهديدات”.
وكان الرئيس أوباما قد صرح الأربعاء بأن الولايات المتحدة تعتزم قتال التنظيم إلى أن تتلاشى قوته في الشرق الأوسط، وبأن واشنطن ستسعى لتنفيذ العدالة في ما يتعلق بقتل الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوفوف. واعلن ارسال بلاده المزيد من الخبراء والمستشارين العسكريين للعراق لمواجهة تعاظم التهديدات الارهابية في المنطقة…وضمن تحضيراتها في مواجهة الجيل الجديد من القاعدة الذي سبق له ودمر في الحادي عشر من ايلول عام 2001 مركز التجارة العالمي ،تنهض الولايات المتحدة حاليا بحملة تعبئة دولية شاملة كانت ابتدأتها بحملة جوية من القصف بالطائرات القاصفة والمسيرة بدون طيار لحشود داعش ومرابض اسلحتها الثقيلة في شمال العراق واوقفت تقدمها باتجاه اربيل وانتزعت سد الموصل وبامرلي من اياديها ، لاكنها على ما يبدوا لم تحدث تأثيرات كبيرة على الارض ، ولهذا فان الرئيس اوباما ربما طور الان استراتيجيته بعد دراسات ومعلومات استخبارية ميدانية كشفت له ان الاكتفاء
بالقصف الجوي لن ينهي هذا التهديد الكبير لمصالح امريكا في المنطقة التي ينتشر فيها سرطان داعش ..
هذا التوجه والتعبئة والاستحضارات الميدانية ستضع بلاشك المجتمع الدولي والدول الاقليمية امام مخاطر انتشار الارهاب على اوسع نطاق جراء الهجمات البربرية التي طالت السكان المحليين ورقاب مواطنين امريكان ذبحتهم سكاكين داعش ..التحضيرات للتدخل الجديد على ما يبدوا سياخذ شكل مناشدة امريكية ودعوة لمواجهة تداعيات الخطر .. ولعل ابلغ من قالها مجازا في مواجهة من تسمي نفسها بالدولة الاسلامية في العراق والشام هو نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الذي قال بالامس إن بلاده لن تدخر جهدا في ملاحقة عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” حتى “بوابات
الجحيم، لتقديمهم إلى العدالة والاقتصاص منهم بعد ذبحهم صحفيا أميركيا ثانيا”.؟؟؟
وفي امريكا نفسها حيث تخيم اجواء الحادي عشر من ايلول الاسود على البلاد بظلالها هذا الشهر ، تعرض الرئيس اوباما الى حملة من الانتقادات اثر قوله ان ادارته لاتملك حاليا رؤى ستراتيجية لمواجهة شاملة مع داعش باستثناء القصف الجوي العقيم نوعما ..ضغوطات نواب الحزبين الديمقراطي والجمهوري يبدو انها اسفرت عن تحضيرات عسكرية وسياسية تجري بصمت في مواجهة اكبر تحد تتعرض له امريكا منذ غزوها العراق عام 2003 ..
الذبح من الوريد للوريد وانتهاك كل المحرمات هو من فجر موجة من السخط العام ليس في امريكا وحدها وانما العالم باسره ،ضد بربرية هذه العصابات الهمجية التي طالت السكان المحليين في العراق على مختلف اديانهم ، وصارت حديث مطالبات عالية وواضحة ، اسمعها الجميع للرئيس اوباما بوضع استرتيجية فعالة لمواجهة للخطر .. فهل بدأ العكسي لطلائع الحشد الدولي للتحرير ..!! واين ستكون اولى بوابات الجحيم..؟