23 ديسمبر، 2024 5:47 م

الاعتصام..مطلوب وفق المادة 4 ارهاب

الاعتصام..مطلوب وفق المادة 4 ارهاب

بحثت في كل المحامل التي اوصانا بها نبي الرحمة صلوات الله عليه وعلى اله عن سبب منع الحكومة لاعتصام الصدريين امام مجلس النواب، فلم اجد محملا واحدا يجعلني اغض الطرف عن تصرفهمالاحمق هذا.
فقلت في نفسي، لعل خطاب المتظاهرين كان طائفيا، فصدرت الاوامر بمنع استمرار اعتصامهم، كون دولة الرئيس صرح من البصرة الفيحاء، انه سيقاضي كل من ينادي بالطائفية.
او قلت لعل المتظاهرين طالبوا بحجب الثقة عن دولة الرئيس، فانتفض كعادته حين يسمع بموضوع حجب الثقة، وصال وجال ومنعهم.
او قلت ربما كان المتظاهرون يطالبون بامور خاصة تنفع الصدريين لا العراقيين، فعمد الى اكل حقهم، كما فعل بالامس القريب معهم.
او قلت قد يكون البعث والتكفير اندس وسط المتظاهرين، فسارعت مليشيات دولة الرئيس الى قمع اعتصامهم.
حقيقة دون مزاح، اجهل السبب الذي دعا الحكومة الى فض الاعتصام؟، ما هو الدافع؟، وما هي الاسباب؟، لا اعلم، كما ان غيري لا يعلم!!.
طيب، لماذا سمحت الحكومة في باديء الامر بالاعتصام، وحصل منظموه على كل الموافقات والتصريحات اللازمة لاقامة هذا الاعتصام، ومن ثم انقلبت الامور خلال اقل الاربع والعشرين ساعة؟.
لا اظن ان المتظاهرين كانووا طائفيين، حتى يُمنَعوا، بل كانوا عراقيين الاصل والفصل، ومع ذلك مُنِعوا من ممارسة حقهم الدستوري الذي كفله لهم القانون.
ولا اعتقد ان مطالب المتظاهرين تجاوزت سقف اقرار الموازنة لهذا العام، والتي مضى عليها تقريبا ثلاثة اشهر ولم تُقَرّ ويصوّت عليها داخل اروقة البرلمان.
ولا احتمل ان المعتصمين طالبوا بحقوق خاصة، بل كان مطلبهم عراقي شعبي يصب في مصلحة العراق جميعا، لا مصلحة فئوية ضيقة.
واشك كل الشك، في ان يكون للبعث مكانا بين هؤلاء الفتية المعتصمين، كونهما نقيضان لا يجتمعان.
فعليه، هل يمكن ان يرشدنا احدكم الى سبب المنع؟، عله يفك لنا لغزا حيرنا، منذ ليلة الامس الى ليلة هذا اليوم؟!!.
والاغرب من منع الاعتصام والغائه، هو ان دولة الرئيس فعل ما كان يفعله النظام السابق، اذ قامت قواته بالامس بتطويق جزء كبير من مدينة الصدر الصابرة، بجيوش جرارة، وعمد الى تفتيش البيوتات الامنة، واظنه كان مصابا بداء الحول، لانه كان يقصد تفتيش بيوت الرمادي، فتوجهت عيونه المتراكبة المتقاربة صوب مدينة الصدر، وهذه السياسة بحذافيرها تذكرني بذات الطريقة التي كان يفعلها البعث الشوفيني انذاك مع ابناء مدينة الصدر، اذ انه ما ان تحصل مشكلة في اي منطقة من مناطق العراق، سرعان ما تجد ازلام البعث العفلقي يطوقون بيوتات مدينة الثورة، ويعبثون بامنها ويصولون ويجولون في شوارعها.
سبحان الله، القائل: (وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا منكم ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين)، آل عمران، الاية 140.