في خطوة شجاعة اعلن الصدر اعتزاله وان كانت متأخرة جدا لان ثمة حيتان كبيرة ابتلعت الاخضر واليابس وهي تهلل وتسبّح بأسم الشهيد الصدر وهي ما عرفته يوما بل لم يعرفها اتباعه يوما …يوم كان الموقف يكلف ثمنا باهضا في زمن الطاغية ويوم كان للحق رجاله وليس من هبّ ودبّ من سياسي كتلة الاحرار الذين تحدثوا عن الفساد اكثر من حديثهم عن ما عملوه هم للبلد حيث يوجد اربعون عضو في البرلمان وست وزراء في الحكومة لم يعرف الناس حتى اسمائهم ,,الحكومة التي تتفرج على الفقر وتتصارع مع البرمان في ظل غياب تام لوعي المواطن وتغييب تام لإرادة ورأي المثقفين ,, في ظل هكذا ظروف اعلن الصدر اعتزاله ففي كل يوم تطل علينا مها الدوري وهي تمسك الالف دينار او النجمة الاسرائيلية في الضريح او اشياء اخرى لبهاء الاعرجي والشهيلي ولم يفعلوا للتيار الصدري غير هذا حيث لم يتقدم اتباع السيد مقتدى او ممثليه في الكتلة بقانون يصب في صالح الشعب وبعد ان تحرك الشعب لالغاء تقاعد البرلمان سارع بهاء الاعرجي الى الغاء تقاعده بتعهد امام كاتب العدل لركوب الموجه واظهاره في صورة البطل على قناة البغدادية! وبعد مدة صوت التيار الصدري او معظم اعضاءه على شمولهم بتقاعد البرلمان مما سبب احراجا كبيرا للسيد مقتدى الصدر امام الشعب,,لقد قاتل المحتل مجموعة من رجالات جيش المهدي بعضهم في السجون والبعض الاخر في مقبرة النجف ولم يحصل اهلهم على رواتب مؤسسة الشهداء ولا على الخدمة الجهادية ولا على امتيازات الشهيلي والاعرجي وغيرهم..تلك هي الدنيا دائما يضحي ثلة من الشرفاء ليأتي غيرهم ممن ينزوي بعيدا عندما تكون للكلمة ثمن اقله الموت..وتراه يطل علينا فجأة ويتحدث بلا انقطاع عن الشرف وعن الوطنية وعن الحق …كل تلك المواقف دفعت السيد مقتدى الصدر للاعتزال في حين لم يفعل السيد عمار الحكيم غير التهديد بالفصل الا انه للإنصاف نقول لا الفصل ولا الاعتزال هو الحل وان كان الاعتزال هو اخر الدواء ! وان الصحيح هو الاعتزال يجب معاقبة كل شخص قصر في خدمة الناس وكل شخص استخدم اسم الصدر والحكيم لينال مآربه وبعد ان يتم التخلي عنهم يمكن للسيد مقتدى ان يعتزل وكذلك السيد الحكيم ليحفظا تراث تلك الاسرتين الجليلتين من التشويه والتلويث الذي لحقهما جراء افعال السياسيين التابعين للاسرتين…لم يعد الترميم يكفي لتراث ناله ما ناله من التخبط في المواقف والصراع الدائم مع الاطراف المنافسة في الحكم وترك اصل المطلب كما يعبرون ..ان اسرة ال الحكيم وال الصدر لها من التاريخ ما لا يمكن انكاره بل هو شرف لكل انسان وطني ,,كان الصدر يصيح في كل جمعة يا الله والناس تردد خلفه يا الله محاولا ربط الناس بالله وترك الدنيا وزخارفها ولم يكن يوما من اهل الدنيا وطلابها لكن الذي حصل ان كتلة الاحرار التي وصلت للبرلمان بأسم الصدر لم تدرك معنى فكر الصدر بل ارتضت لنفسها دنيا هارون وتخبطت كثيرا في مواقفها وهي الان اوهن من بيت العنكبوت ان بقي الصدر معتزلا ولم يعد ترتيب التيار من جديد,,وخاصة ان الانتخابات على الابواب وسوف تتغير المعادلة في العراق ربما رأسا على عقب وسوف تحصل تصفية حسابات بين الكثير من الجهات وربما الان تنقضُّ دولة القانون على ما تبقى لكتلة الاحرار ان كانت قد بقيت لها بقية.ربما لايمكننا ان نسبق الاحداث سننتظر لنرى هل سيغير السيد مقتدى موقفه . وهل سيفعل السيد عمار الحكيم شيء اكثر من الفصل .