23 ديسمبر، 2024 3:55 ص

الاعتراف المعهود والمنتظر

الاعتراف المعهود والمنتظر

منذ الايام الاولى لإندلاع إنتفاضة إصفهان، بذلت الاجهزة الامنية التابعة للنظام جهود مکثفة وواسعة النطاق من أجل عزل الخلايا الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق عنها وهي ومن أجل تحقيق هذا الهدف قد قامت بإطلاق سلسلة دعايات وإشاعات مغرضة زاعمة بأنها من جانب المتظاهرين ومفادها بأن المتظاهرون ليسوا يعادون النظام ولايسمحون بتدخل مجاهدي خلق في هذه التظاهرات، ولکن وبعد إستمرار التظاهرات وصيرورتها إنتفاضة ضد النظام وترديد شعارات معادية للنظام وفي مقدمتها”الموت لخامنئي”، فإن النظام کعادته لم يتمکن من الاستمرار في مزاعمه الکاذبة والمخادعة، حيث إعترفت صحيفة”جوان” التابعة للحرس الثوري في تقرير لها يوم 28 نوفمبر الماضي قائلة:” نشاط عناصر مجاهدي خلق في (انتفاضة أصفهان) لا يمكن إنكاره، إنهم في مقاطع الفيديو التي ينشرونها من مسرح الأحداث، يقولون أنهم مراسلو قناة الحرية (سيماي أزادي)”!
هذا الاعتراف يضاف الى سلسلة الاعترافات السابقة للنظام الايراني بدور وتأثير مجاهدي خلق في النشاطات والتحرکات المعادية للنظام وخصوصا في إنتفاضتي 28 ديسمبر2017، و15 نوفمبر2019، والاهم من ذلك إن وسائل إعلام النظام الرسمية بدأت من جانبها أيضا تعترف بما نشرته وأکدت عليه وسائل الاعلام التابعة لمجاهدي خلق وخصوصا ماذکرته قناة الحرية بهذا الصدد، حيث إن صحيفة “جهان صنعت” الرسمية قد أقرت بهذا الخصوص:” تسارعت الاحتجاجات منذ عام 2009. في أعوام 2017 و 2018 و 2019 والآن في 2021 نشهد احتجاجات. أي أن فترة الاحتجاجات تصبح أوسع وأكثر انتشارا. ونرى هنا في هذه الحالة حيث يقوم حتى من يؤيدون (النظام) بالاحتجاج”. وأضافت الصحيفة:” (في أصفهان) رأينا كيف أنه بدلا من متابعة مطالب الشعب، أطلق النواب على المتظاهرين صفة مثيري الشغب والمتسللين والمرتزقة. الاستياء الاجتماعي ينتشر في مدن ومحافظات مختلفة لأسباب مختلفة، وهذا ليس خبرا جيدا على الإطلاق (بالنسبة للنظام)”، وبطبيعة الحال فإن قناة الحرية کانت قد أعلنت يوم السبت27 نوفمبر المنصرم بأن عدد الجرحى في هجوم القوات القمعية على أهالي وشباب الانتفاضة في أصفهان أمس كان 100 على الأقل وعدد الاعتقالات التي لا تزال مستمرة أكثر من 300 شخص. ونشرت مقاطع الفيديو والكليبات التي تظهر بکل وضوح إطلاق النار المباشر للقوات القمعية على المتظاهرين بالقرب من جسر خواجو في أصفهان.
کذب وخداع وتمويه النظام وأجهزته الامنية ووسائل إعلامه بشأن مجريات الامور في إنتفاضة إصفهان لم يصدقها حتى عملاء وأتباع النظام في حين إن الشعب قد إستهجنها ورفضها بالکامل ولذلك فإن النظام ومن أجل أن يصحح من مساره الخاطئ فقد إعترف بالامر الواقع والذي جعله موضع سخرية وتهکم الشعب الايراني.