17 نوفمبر، 2024 9:48 م
Search
Close this search box.

الاعتداء على سورية وموقف الحشد

الاعتداء على سورية وموقف الحشد

التدخل الامريكي السافر، والاعتداء العسكري الغاشم على سورية مرفوض وغير مرحب به على جميع الاصعدة، بما فيه الصعيدين: العسكري والسياسي، فمن الناحية العسكرية، فأنه يجلب الويلات والدمار، ليس للشعب السوري فحسب، بل وحتى على المنطقة العربية برمتها، على اعتبار أن المعارك العسكرية، ومهما يكون حجمها ومستواها، لا يفضي الا الى ترك العديد من الضحايا الابرياء، قتلى وجرحى ومعاقين، وانهيار البنية التحتية ولا يمكن اعادتها بليلة وضحاها، وهو معروف في الاستراتيجيات العسكرية وفلسفة الحروب.
واما على الصعيد الآخر، اعني الصعيد السياسي، فأنه يخل في معايير كثيرة، ومنها مواقف الدول العربية والاجنبية المتناقض، ويأتي ذلك بحسب الموافقات السياسية والمصالح التي تجمع تلك الدول، سواء بعضها مع بعض او مصالحها المباشرة مع الحكومة السورية، خصوصا، ونحن نرى ان سعودية كانت اول دولة عربية رحبت بالضربة الامريكية على سورية، ووصفت الضربة بالشجاعة والتي كان من المفترض ان تفعلها الولايات المتحدة قبل اكثر من وقت مضى، على تعبير الحكومة السعودية.
ونحن نعلم، علم اليقين، ان العلاقات السورية- السعودية منقطعة منذ امد طويل، وان معظم، بل جميع الحركات الاسلامية المتطرفة، بل بصريح العبارة، الارهاب، وبما فيه “داعش” هم من تدعمهم السعودية، فكريا ومعنويا وماديا، فالمتطرفون الاسلاميون، بكل ايديولوجياتهم، هم من يتبنى الفكر الوهابي، وهذا المذهب يكفّر كل من يشذ عن هذا المذهب، وهو المذهب الرسمي للمملكة العربية السعودية.
ومن خلال متابعاتنا المستمرة لسير الاحداث المتعلقة بسورية وتداعيات الضربة الاخيرة، ومراقبتها عن كثب، استنتجنا أن معظم قيادات الحشد الشعبي هي ضد هذه الضربة والتعرض السافر الذي نال هذه الدولة المسلمة الجارة، وهو ليس حبا ببشار الاسد، كما يفسر البعض من السياسيين والمحللين السياسيين، كلا، بل ان الرئيس السوري لو تنحى عن الحكم، سواء بمحض ارادته، او بإجباره عن التنحي بقوة عسكرية كبيرة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، كما فعلت بالعراق، فسوف يتسلط على دفة الحكم، ويأخذ بزمام الامور هم  الدواعش والمتطرفين المدعومين من دول الخليج وعلى رأس ذلك السعودية وقطر، وهذا هو الخطر الكبير على المنطقة العربية برمتها، بل ويصل الخطر الى ابعد من ذلك، وقد تشمل هذه الخطورة العراق وشعبه، وربما هذا ما تخطط له الولايات المتحدة لمرحلة ما بعد داعش.
قيادات الحشد الشعبي ادركت هذه الخطورة منذ الوهلة الاولى، فكان موقفها واضح وصريح، وهو ايضا ينم عن وطنية عالية، وشعور بالمسؤولية الاخلاقية والسياسية، بل ان بعض القيادات صرحت بضرب القوات الامريكية ومعاملتها معاملة الدواعش.

أحدث المقالات