قال الشاعر لاتنه عن خلق وتاتي بمثلة عار عليك ان فعلت عظيم.” الجميع يتفق على أن السياسية هي فن الممكن البعيد عن العواطف والمجاملات والصداقات المتينه فهو يعتمد اعتمادا كليا على المنافع فعندما تمر المصلحة فإن اول من يلتحق بها هو السياسة وهذا معروف في نظام العلاقات الدوليه وفعلا هي اشبه بالرمال المتحركة في يوم عاصف تراها ساعة هاهنا وأخرى هاهناك وهذا التغيير جعلها تستمر فلاصديق دائم ولأعدو إنما الثابت هو المصلحة كما في قول اورسون” “لدي كل المعدات لأكون سياسيًا. مجموع الوقاحة وقوله ” لا تصدق الفقيه المسيس و لا تثق بالسياسي المتفيقه الأول كاذب و الثاني مراوغ:
وهذا ماينطبق اليوم على الحكومة العراقية الجديدة والتي كان شعارها الثائر والقصاص من حكومة الكاظمي لابل الكاظمي تحديدا بوصفه خان العراق وخذل ابنائة وبدد خيراته ورهن مستقبل العراق الى المجهول وراح يتنقل ببن أحضان العرب التي تكن العداء للعراق وتحمل الضغائن لابل وصفوة بأنه سائر بالعراق نحو الالتحاق بقافله التطبيع العربي الصهيوني (بحسب وصفهم) فانه ” الشيطان” الذي لابد من محاسبته فورا وكان هذا برنامج الحكومة الجديدة وشعارها وقد عجت وسائل الاعلام بتصريحاتهم ونظرياتهم ولكن ما ان ثنيت الوسادة للحكومة الجديدة فسرعان ماسارت على نهج ذلك الشيطان وكانت أولى إشارات التهنئة تأتي من “الشيطان الأكبر “حسب وصف طهران وقد سارع العرب ببعث باقات التهاني والتبريكات لمقام السيد السوداني وفعلا ترجمت ذلك في زيارات لدول العرب وكان الملف الابرز مع الاردن المتهم بأنه بوابه التطبيع ” التي لابد من غلقها نهائيا ومنح نفط البصرة إلى الاردن ومصر في جدوى اقتصادية غير نافعة ولكن ماحصل وجدنا السوداني يكمل ما انتهى بة سلفة الكاظمي ويكمل ايضا اجراءات الربط الكهربائي مع القاهرة مرورا بالاردن وكانوا يعدون هذا اكبر مشاريع الخيانه ؟ لابل عد ذلك باكير نجاح للدبوماسية الجديدة متناسيا تصريحاته السابقة بشيطتنت الكاظمي بانة وهب نفط الجنوب إلى اعداء العراق لقد كانت كل خطوات السوداني هي مكملة للحكومة الكاظمي فالسياسة الداخلية والخارجية ذاتها ولم تتغير الا اليسير منها ولكن المتغير الابرز هو “الدولار “والقيود التي تفرضها واشنطن على بغداد من أجل المحافظة على الدولار وعدم تهريبه إلى دول معاقبة من قبل واشنطن وبما ان حكومة الاطار تعلم علم اليقين أنها غير قادرة على الدخول مع واشنطن بحوار مثمر يقنع واشنطن فانها استنجدت بمهندس حكومة الكاظمي فؤاد حسين العراقي الأمريكي الكردستاني الذي يجيد فن الحوار مع واشنطن وبالرغم من صعوبة ذلك الحوار وحجم الشروط التي تفرضها واشنطن على العراق لكن صدرت بوادر ذلك الانفراج وعلى ما يبدو فإن وزير الخارجية فؤد حسين استنجد هو الاخر بالشيطان (الكاظمي) لمواجهة الشيطان الأكبر ” وهذا مانقلته وسائل الاعلام من زيارة للكاظمي إلى طهران والاستقبال الرسمي له لإيجاد ارضية خصبه لإكمال الحوار الإيراني الأمريكي وبطبيعة الحال هذا ما يخدمنا كثيرا ان تحقق ونحن هنا في موفع تسأل لماذا شيطنتموه ثم سرتم على نهجه وهل فعلا الكاظمي مبعوث واشنطن لطهران ويحمل صفة رسميه ام ……