23 ديسمبر، 2024 1:35 ص

الاصلاح يحتاج …ولكن ؟

الاصلاح يحتاج …ولكن ؟

لايمكن لأي مصلح أن يتحقق مشروعه الإصلاحي إلا بوجود رجال ثابتون على مواقفهم لايساومون على مبادئهم ,المشكلة تكمن بإختبار للبمادىء ومعرفة بأي طريق ستتجه عند أي محك ,..أذكر جيداً أن في ساعة متأخرة من الليل جاء رسول ٌ من خراسان يحمل ُ كتاب سري للغاية من أبا سلمى الخلال الى الإمام الصادق (ع) ففتح الإمام الكتاب فجاء بمضمونه : نحن على أهبة الاستعداد للقيام بثورتنا وهنالك (100) الف مقاتل تحت أمرتكم ,وحامل الكتاب ينتظر الرد ليبلغ ابا سلمى بذلك ,فكان الجواب أن جيء بشمعة ووضع الصادق الكتاب عليها وأحرقه فقال (لا الزمان زماني ولا أنت من رجالي ) وكان يقصد بذلك أبا سلمى ,فكان بقرب الإمام أحد ثقاته والذين يعتمد عليهم في الشدائد فقال له مولاي أنهم (100) الف ,فرد عليه الإمام وليكن (200) الف مقاتل ,أعطني أصحاب بعدد اصحاب بدر (313) سأقوم وأغير الحال ,أنها محنة المصلحين وهم يبحثون عن أنصار لتنفيذ مشروعهم الإصلاحي فالطغاة يريدون منهج العبودية وإرغام الناس على عبوديتهم بأسم ظل الله في الأرض الذي يمثلوه وبأعتبارهم خلفاء الباري وطاعتهم واجب فرض على الرعية,بهذا الحق الباطل منحوا لأنفسهم امتيازات ومغانم ما كانوا يحصلون عليها لولا وعاظ السوء والمكر والخديعة الذين زيفوا الحقائق والتأريخ ,من هنا أخذ الصراع أبعاداً بين القائمين على تحرير المجتمع من طاغية كل زمان ,وفارضين وجوده لكل زمان,لكن عملية الشر دائماً ما تسود بسبب عدم الأرادة بالتصدي فضلاً عن ذلك عدم انصياع الناس وراء مصلحهم أو زعيمهم ,الانتكال والنوم في الظل لن يحقق ما تصبوا اليه الأمة لنيل حريتها وأسترجاع حقوقها ولذلك كانوا الأئمة يستخدمون أساليب متنوعة لمواجهة الحاكم المستبد ولكن كلٌ منهم له اسلوبه شريطة ان لا يؤثرعلى ثقاتهم المعول عليهم في المهام المنط اليهم ,فهنالك سطوة نار وحديد ,وإرهاب جسدي متمثل بتقطيع أوصال المرء ورميه بتنور مسجور امام نصب عينينه ,وسمد للعيون بدمٍ بارد,المواجهة العلنية دون عدد كافي تعني استباحة للدماء وإعطاء مبرر للقتل الجماعي,والأنكى من ذلك على رغم القتل الجسدي هناك قتلُ معنوي يستهدف القيمة الاعتبارية والمعنوية للمقتول بأنه خارج عن الملة والشريعة ,أما الباحثين عن الإصلاح عليهم أن يتحلوا بالإيثار الذي يمنحهم قوة وعزيمة وإرادة في مواجهة الانحراف ,فقد قال سعيد بن عبد الله الحنفي هو أحد أنصار الإمام الحسين (ع) : والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا نبيّه محمّداً فيك، والله لو علمت أنّي أقتل ثمّ أحيى ثمّ أحرق حيّا ثم أذرى يفعل بي ذلك سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك، وإنّما هي قتلة واحدة. ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً . فعندما تتوفر مثل هذه الصور الرائعة في الثبات فأن المصلح لن يتردد في إحقاق الحق ونصرة المظلومين .