23 ديسمبر، 2024 10:12 ص

الاسماء ليس مشكلة

الاسماء ليس مشكلة

اسمي علاء الخطيب ومثبت في الاوراق الرسمية ، لو أن بعض الناس أسموني ” جورج أو توم ” هل سيتغير من الامر شئ؟ ، بالتأكيد لا …
اذا لماذا احاول خلق ازمة مع الاخرين مادمت متيقناً ان اسمي هو علاء ؟
ولماذا أخاف من التسمية الاخرى ؟
هذا بالضبط ما حدث في اعتراض الاتحاد الايراني لكرة القدم على تسمية ” بطولة كأس الخليج العربي”
أليس من الغباء ان أثير زوبعة وجدل لاقيمة له ؟
لكن ما يبدو ان إثارة المشكلة ليس من اجل التسمية ، فهناك اسباب اخرى دعت الايرانيين الى اثارة التسمية .
اولاً : اذا كانت ايران واثقة ان اسمه “الخليج الفارسي ” وان الوثائق والخرائط العالمية تقرُ بذلك ، فماذا يضيرها لو ان العرب اطلقوا على الخليج اسم اخر ، وهو اسم خاص بهم.
ثانياً : ان من حق الدول ان تطلق تسميات على حدودها الجغرافية، والقانون الدولي يبيح لها ذلك. فهذه التسميات خاصة بمطلقيها ، فمثلاً منطقتنا تسمى بالشرق الاوسط ، فلو تمعنا في الامر في تسمية الشرق الاوسط ، لوجدناها تسمية غربية ، فنحن الشرق بالنسبة لهم، والغرب بالنسبة للصين واليابان ، فهل نعترض على التسمية ونقول لهم نحن الامة العربية او الاسلامية ؟ ولا تطلقوا علينا اسم الشرق الاوسط و لا يحق لكم ؟
ثالثاً ان افتعال ايران لازمة التسمية ، لم يكن موفقاً ، خصوصاً وان البطولة تقام في العراق، وفي ظل حكومة توصف بانها قريبة منها ، فهي بذلك تضعف موقف حلفائها ، وتحرجهم بنفس الوقت .
والبطولة هي الخامسة والعشرين التي تحمل هذه التسمية ، لماذا لم تنتبه ايران طيلة الدورات السابقة ؟
خصوصا ً وان بطولة الخليج كانت تقام منذُ أيام الشاه وهو القومي المتطرف ، وصاحب نظرية ” الرستاخيز” أي بعث الروح الفارسية. الذي تحول الى حزب البعث الايراني فيما بعد وقاد البلاد .
البعض يرى ان اثارة ايران لهذه القضية كان رد فعل على النجاح الكبير في افتتاح البطولة ، وكذلك الاقبال الجماهيري للعراقيين والترحيب بالاشقاء العرب، ليس على المستوى الرسمي فحسب ، بل على المستوى الشعبي كذلك، فقد احست ايران بفشلها رغم كل ما قدمته واقدمت عليه ، كما شعرت بالعزلة في محيطها الاقليمي الذي بدا بعيداُ عنها، فايران دولة مطلة على الخليج ولها حدود طويلة عليه ، إلا انها استثنيت من البطولة، باعتبار ان البطولة عربية ” قح”.
رد الفعل الايراني كان غير مدروس ، وقد حركته الروح القومية التي تتملك بعض اصحاب القرار ، فلو تأملوا قليلاً ، لما اقدموا على مثل هذا الخطأ، ولو باركوا للعراق نجاحه في هكذا حدث لكان افضل من الاعتراض عليه .
باعتقادي ان اعتراض ايران هو رسالة للداخل وليس للعرب ولا للخليجيين ،يراد من هذه الرسالة ان تضبط ايقاع وضعها الداخلي الذي كاد ان يتضعضع ، فكما هو معروف ان اي تحدي خارجي يوحِّد الجبهة الداخلية، ولعل الايرانيين ارادوا ان يستنفروا الروح القومية في المجتمع الايراني كي يخفف الضغط الداخلي .
من ناحية اخرى ان الاعتراض لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يقدم ولا يؤخر ، كون البطولة ليست رسمية وغير معترف بها من قبل الاتحاد الدولي.
ايران بهذا الاعتراض قد خسرت الكثير من الداعمين لها في العراق ، وشجعت مناوئيها على طرح نزعتها القومية ، التي اظهرتها من خلال هذا الاعتراض، وراحوا ينبشون التاريخ ويبحثون في الخرائط القديمة عن اصل التسمية، وماذا كان الاشوريين والبابليين والاكديين سكان العراق القدامى يطلقون على الخليج .
بعض العراقيين و العرب وجدوا في اعتراض ايران فرصة للنيل منها و الحديث عن اطماعها ونظرتها لباقي دول المنطقة .
السياسة الايرانية احيانا ً تتخبط، ففي الوقت الذي تدعو دول المنطقة للتعاون وتمد يدها للسلام ، بذات الوقت تطلق ازمات واثارات واستفزازات في غير محلها .
كما حدث في تصريح احد المسؤولين الايرانيين منذ وقت ، حينما قال نحن نسيطر على اربع عواصم عربية !!!
تصريحات غير مناسبة ، في الاوقات الغير المناسبة .
ولعل هذا يؤشر الى عدم مركزية الخطاب الرسمي للدولة .
هذا الخطأ الايراني ليس الاول من نوعه ،فقد وقع قبل ذلك واثارت ايران حفيظة جيرانها في دورة الالعاب الاولمبية في البرازيل. “ريو دي جانيرو” عام 2016 حينما ارتدى اللاعبين الايرانيين قميص يحمل اسم الخليج الفارسي. وشعار. يقول ” خليج هميشه فارس ” اي الخليج فارسي دوماً ، وخارطة على القميص تضم بعض الدول العربية مما سبب باعتراض السعودية والامارات عليه . وحدثت مشكلة واستفزاز للدول الخليجية .
الازمات في المنطقة تتوالد وما ان ننتهي من ازمة حتى ندخل اخرى ، فازمة تلد اخرى، وحرب تلد اخرى والحبل على الجرار.
ملاحظة :
وعلينا ان نذكر ان الامام الامام الخميني اقترح تسميته بالخليج الاسلامي