18 ديسمبر، 2024 9:13 م

الاسلام بين الحزبية والمذهبية

الاسلام بين الحزبية والمذهبية

الحزب مبادئ واسلوب تحقيقها وعلى المستوى التنظيمي لكل حزب هيكلية ، والتناحر بين الاحزاب يكون بسبب الاختلاف بالمبادئ فقد يكون التناحر دموي وقد يكون اعلامي وقد يكون دسائسي بعيدا عن من هو الحق ومن هو الباطل فلربما كليهما حق او باطل او احدهما حق والاخر باطل او في جانب حق وفي جانب اخر باطل وهكذا لكل احزاب العالم السياسية.

بالنسبة للاحزاب الاسلامية قد تختلف تبعا للمذهبية وخصوصا في اسلوب تحقيق المبادئ والتعامل مع الحكام ، فالمذاهب السنية تختلف عن الشيعية وعن السلفية وبقية المذاهب الاخرى التي تؤسس لنفسها احزاب ، وقد تتفق في بعض مبادئها .

اما الاحزاب على مستوى المذهب الواحد اي مثلا الاحزاب التي تتبنى الفقه الامامية ، فهل يعقل ان يكون هنالك خلاف في المبادئ فيما بينهم وهم المنادون بتراث اهل البيت عليهم السلام ؟ اولا يجمعهم عندما يكون الحاكم ظالم وهذا امر لا يقبل الجدل ، والمبادئ الامامية لا تختلف بقدر اختلاف اسلوب تحقيقها ، وحتى هيكلة الاحزاب لا تثير المشاكل التي لا يمكن حلها ، ولكن الذي يثير في الهيكلية المناصب العليا التي تلعب دورا مهما في التنافس على اغتنامها اكثر من التنافس على تحقيق المبادئ .

والاهم في الاختلاف هو التمويل فان كان ذاتي تماسك الحزب وان اصبح من جهات خارجية تناحر الحزب وكل يتبع مموله او من يدفع اكثر

الاختلاف بين الاسلوب وشرعية الاسلوب امر مهم جدا يتوقف عليه تحقيق المطلوب، فشرعية تحقيق الهدف وهو الاسلامي الذي يامله كل مسلم امر لا يقبل الجدل ، ولكن الشرعية ودور الفقيه في ذلك وهذه نقطة خلافية جوهرية ، ولكن عندما يكون الحزب عقائدي من اجل قضية وليس حكم يكون مختلف جذريا عن بقية الاحزاب وخير مثال على ذلك حزب الله الذي يهدف لتحرير ارضه ومحاربة الكيان الصهيوني العدو الاول للاسلام والمسلمين ، واسلوبه حربي بحت ولا يقبل الجدل لان هيكليته شكلت برصانة مع اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب مع الجانب التثقيفي لتهذيب النفس وجعلها مستعدة للتضحية من اجل العقيدة والارض.

اغلب الاحزاب وحتى الثورات بعيدا عن تبعيتها وتوجهاتها تكثر الخلافات فيما بينها عند الغنيمة وهذا الذي لم يوضع في حسابات هذه الاحزاب التي سرعان ما تتصدع عندما تصبح كراسي السلطة في متناول ايديهم وهنا الطامة الكبرى التي يلعب فيها الاعلام الخبيث دورا خبيثا في تكوين صورة عن ضعف الخطاب الاسلامي وتشويه القيادات الاسلامية بوصفها فاسدة او تبحث عن امتيازات شخصية .

هنا يكون دور الفقيه حساس جدا لاسيما عندما يكون الفقيه مؤسس للحزب او مواكب له او مراقب له عن بعد ، ولان الفقيه المجتهد له حق استنباط الحكم الشرعي فمن الطبيعي تكون هنالك وجهات نظر مختلفة لبعض القضايا ، وهنا ياتي دور مؤسس الحزب في كيفية التعامل مع هذه الاحكام خدمة لتحقيق مبادئ الاسلام .

نظرة المرجعية العليا في النجف اثبتت من خلال الاحداث صحة رايها ودقة تشخيصها وسلامة مواقفها والالتباس الذي تثيره الاجندة الخبيثة هو كان المراجع يرفضون الثورة او التغيير ، وهنا الاشكالية التي وقع فيها الكثير من قصيري النظر لهذه المسالة .

لنترك الحديث جانبا عن المرجعية والاحزاب ونسال الحزبيين او المنظرين لهم او من كتب عن الحزبية والمرجعية ، هل مبادئ حزب الدعوة تختلف عن المجلس او عن العمل الاسلامي او تنظيم الداخل او الوفاق ، كلكم شيعة فماهو الاختلاف بينكم ؟ كنتم في ايران وكانت خلافاتكم ظاهرة للعيان ، والخلافات كانت بسبب التمويل والمناصب والكيفية هذه كانت السبب الرئيسي لتشتت الصف الشيعي ، ودائما من يريد الحفاظ على الصف الشيعي يداري العيوب والاخطاء ولا يعترف بها وهنا المعضلة الحقيقية التي نتج عنها مصائب ومشاكل من الصعوبة حلها او ثمنها باهض عند الحل .

اكثر من فقيه غير حزب الدعوة ، اما المجلس وقع في حيرة من امره بين من دعمه في ايران والمرجعية في النجف ، نعم كلهم شيعة لكن الاسلوب في كيفية التعامل مع الوضع العراقي اختلف كثيرا بين الفقهاء ، وبين من ظهر لنا بلباس الفقيه وفي جعبته اموال طائلة عقلا يعرف مصدرها والنتيجة شتت الشيعة اكثر مع جهل الجهلة والسذجة والخونة الذي باعوا دينهم لدنيا غيرهم .

الان الوضع العراقي بعد الانتخابات تظهر على الساحة العامة داخل وخارج العراق مفاوضات الاحزاب الشيعية فيما بينها بخصوص تشكيل الحكم نامل ان توضع الخلافات جانبا ولابد من التضحية حتى تلجموا افواه العملاء او من يتصيد في الماء العكر وتذكروا ان المنصب عند الامام علي عليه السلام لايساوي نعله الذي يرقعه ان لم ينصر حق ويدحض باطل.