22 ديسمبر، 2024 7:47 م

الاسلام السياسي العربي وايران

الاسلام السياسي العربي وايران

معضلة الاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي ان لكل منهما ستراتيجية مختلفة متضادة تجاه ايران او الجمهورية الاسلامية الشيعية في ايران

فالاول يتبع ستراتيجية بضرورة وجود واستمرار تحالف شيعي واجب وضروري مع ايران لاسباب مختلفة اهمها العقيدة الدينية المشتركة ، ولا يجوز عليها الوقوف بالضد او حتى التوازي والتنافس مع ايران ، ان ما تستند عليه هذه العلاقة هي بعض الروايات الشيعية المتناقلة عن استشراف المستقبل ( كما يطلق عليه اخر الزمان ) وضرورة وجود واستمرار التكاتف والتعاضد تجاه العدو المشترك الذي غالبا ما يشار اليه بـ ( النواصب ) او من نصب العداء لال البيت كما هي في الادبيات الشيعية .

تظهر هذه الستراتيجية السياسية على الواقع السياسي بشكل جلي وواضح في السياسات او في فكر احزاب سياسية يطلق عليها بـ ( الولائية ) والقوات اللانظامية وشبة نظامية المرتبطة بها ، والولائية هي كلمة تشير الى ولاء تلك القوى او السياسات وامتثالها لرجال دين شيعة خارج حدود البلد وعدم ايمانها بوجود الحدود الدولية او العمل وفق قواعد العلاقات الدولية العامة .

اما الطرف الاخر فيعتبر العداء مع ايران ستراتيجي وعقائدي مستند على اسس تاريخية تعود لما قبل دخول ايران وبلاد فارس في الاسلام ، او الى سياسات دولة أسست بمرحلة زمنية قبل عقود ( الدولة الصفوية ) وتحميل الطائفة الشيعية بالكامل سياسات تلك الدولة متناسين الصراعات التاريخية الاخرى بين بقية المدارس والمذاهب الاسلامية الاخرى ليختزل الصراع مع رمزية التشيع في ايران ويرمي باسباب تدهور الامة الاسلامية بعنق التشيع والشيعة .

ان هذه السياسات والستراتيجات يمكن ان نجدها في الواقع السياسي الحالي بشكل اقل وضوحا” ومتخفي تحت بطانة ( الاحزاب او الافكار القومية العربية والعروبية ) وما يرتبط بها ، فالقومية العربية كما يبدو لا تؤمن ولا تكتفي بالقومية العربية فقط ، بل بضرورة ان تكون العرقية عربية مرتبطة بالمذهبية السنية الخالصة لتكتمل لديها القومية العربية الاصيلة … !!

ان كلا التياريين الاسلاميين ، يبنيان اسس العلاقة مع ايران على مبادئ مذهبية وطائفية ، وتبقى (( التيارات الوطنية )) التي تستند في طروحاتها على الهوية الوطنية ، والحدود الدولية ، واسس العلاقات الدولية ، لم تستطع ان تجد لها صوت مسموع او صدى مؤثر بين صيحات وخطاب الاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي .

ان استمرار انتهاج الاسلام السياسي لهذه المتبنيات الفكرية والتي تجعل من ايران المحور الاساس ، لن تستطيع ان تخلق سياسات مستقرة لبدانها ويبقى هذا الصراع السياسي-الديني حجر عثرة في استقرار تلك البلدان سياسيا” .