كلنا نعلم ان تاسيس اي حركه او حزب في منتصف القرن الماضي يكون له هدف يسعى الى تحقيقه واكيد ان هذا الهدف سوف يتوافق مع اهداف لدول اخرى وهنا سوف يحدث تناغم بين الطرفين ويحدث اتفاق وبعده شراكه وتمويل واحتضان وهذا متعارف عليه في عمل كل الاحزاب والحركات .
حديثنا هنا عن الاحزاب الاسلاميه والحركات الاسلاميه وتابع تاسيسها وطريقة عملها وتحولها من جهه الى اخرى وفق مصالحها واهدافها لكن تبقى اليد العليا لمن اسسها وساهم في تمويلها له كلمة الفصل في كل قضية او حدث .
وتطور الحال ليصل الى استخدام العنف والقتل لتحقيق غايات واهداف اخرى معلنه او غير معلنه باسم مخالفة الشرع والنهج العام الى هنا الامور اشبه بالطبيعية ويمكن السيطرة عليها من قبل حكام تلك الدول التي تتواجد بها مثل تلك الحركات .
واستمر التطورفي الحركات لتصل الى مرحلة العلن والدعم الدولي لها باسم الجهاد للدفاع عن الاراضي الاسلاميه في افغانستان ضد الاتحاد السوفيتي في وقتها بعد احتلاله تلك الدولة حيث تم مدهم بالمال والسلاح والمؤن وفتح الدورات بكل انواعها ليتشكل جيل جديد من الحركات يحمل فكرا جهاديا ومدرب ومتمرس على القتال بعضهم كان قتاله ( جهادا) وبعض قد تم تجنيده وزجه في تلك الصفوف يعملون لصالح جهات عديده ورغم ذلك لم يكن لهم تاثير كبير على الاعداد الهائلة التي لبت نداء الجهاد وتم تحقيق الغاية وهي تحرير افغانسان .
اصبحت العلاقه بين هولاء المقاتلين العرب وغير العرب علاقه قويه واخويه مبنيه على عقيدة جهادية مشتركه واكثرهم بقى في افغانسان وقسم منهم عاد الى بلاده لينقل ماحدث وينشر القصص وماحدث من قتال وكيفية تحقيق الانتصار .
انهار الاتحاد السوفيتي وتفكك الى دويلات بعد سنوات 3 من تحرير افغانستان واصبحت امريكا (القطب الواحد) في العالم وكان الاسلاميون الجهاديون لهم الاحترام في صفوف المسلمين لما حققوه من نصر سواء كان بمساعدة امريكيه او غيرها المهم هو الانتصار .
وكلنا نتذكر انتخابات الجزائر وكيف حقق الاسلاميون الانتصار فيها وهنا تم الايعاز الى الرئيس الجزائري بالالتفاف على نتيجة الانتخابات وحدث ماحدث وهذه اول رد فعل ازاءطموح الاسلاميون في السلطة ومنعهم من تحقيق مشاريعهم مما ادى الى ردود افعال من قبل تلك الجبهه ولحد الان .
نستنتج من تلك الخطوة بان هناك مؤامره قد بدات تحاك ضد كافة الحركات الاسلاميه سواء كانت سنية اوشيعية لاظهارها بانه خطر كبير على المجتمع الدولي وبداء ذلك بخطوات بسيطة لتنتهي ب تفجير برجي التجارة في امريكا وهنا اصبح التحرك علني والتصريحات واضحه ومنها ورد(الحرب الصليبيه ) وهي ليست زلة لسان بل هو مخطط مبرمج سقطت افغانستان وبعدها العراق .
وهنا تم انتقال الجماعات الى العراق من عدة جهات وبدات مرحلة جديده من العمل على تصفية القيادات الاسلاميه الحقيقة الغير موالية الى الغرب وزج عملائهم الى داخل تلك التنظيمات ورغم ذلك استطاعات تلك الحركات من هزيمة القوات الامريكية في عدة اماكن وتكبيدها خسائر كبيره وهنا حدث جديد هو دخول مجاميع اسلاميه شيعية على الخط وقتالها ضد القوات الامريكية .
ولكن اتجاه امريكا الى دول محيط العراق وخاصه الجهات المموله الرئيسية لتلك المجاميع والايعاز لهم بقطع اي تمويل لهم ورافق ذلك حملة عسكرية من جيش وقوات صحوه سنيه بعض عناصرها من تلك الحركات ادى الى قتل وهروب واعتقال معظم عناصرها ليشهد العراق فترة هدوء حذر .
وهل تكتفي الدول الغربية بذلك الجواب لا وعادت لنا بشيء جديد اسمه الربيع العربي لتدخلنا في تناحر داخل في تلك الدول بين المجاميع الاسلامية نفسها وجهات اخرى وخير دليل مايحدث في ليبيا .
اما سوريا فهي مختصر مبسط لما يحصل في العالم الاسلامي ( مسلمين -شيعه – سنه – تركمان – درز – كرد- مسيح ) مكونات او طوائف او ديانات هم يمثلون سوريا يتجسدت فيهم الان بداية مقالنا حيث كل منها له دوله او عدة دول تسانده وفق تقاربه معه والغريب هو وجود (داعش وجبهة النصرة ) وسيطرتها على مناطق واسعه من سوريا والعراق وهما جهتان مدعومتان من كل دول العالم الان بقصد او غير قصد لانهما الان يحققان كل مايطمح له الغرب والشرق من اهداف واهمها تشويه صورة الاسلام من خلال العمليات التي تحدث ويتم تبنيها من قبل تلك المجاميع ومن جانب اخر انهيار اسواق النفط العالمي والتهافت على شراء نفط داعش باسعار تتراوح بين 20 دولار الى 25 دولار للبرميل وهو سعر يحقق ارباح ومنافع اقتصادية مهمه لتلك الدول .
اللعبة كبيره ولنا عودة للحديث عن الدول التي لها مصالح في سوريا وكيفية تحقيقها.