يعمل ماكس سيمكين (أبدع ساندلر بتقمص هذا الدور) بمهنة إصلاح الأحذية في المحل نفسه بنيويورك الذي ورثه من عائلته لأجيال، وهو “انسان طيب” وعلى وفاق تام مع دوامة الحياة اليومية، الا أنه يعاني من الاحباط وفقدان الأمل، ويرغب بالهروب من واقعه ومهنته حيث يشعر وكأنه محبوس داخل نمط حياته الوراثي التقليدي، كما أنه يكره والده “الاسكافي العتيق” الذي اختفى فجأة من حياتهم وتركه مع والدته المسنة العجوز التي تعاني من الزاهيمر! وفجأة يعثر ماكس بالصدفة على الإرث السحري الذي يسمح له باختراق حياة زبائنه ورؤية العالم بطريقة جديدة “خلاقة وكوميدية “…فالمشي أحيانا في أحذية الاخرين ربما هو السبيل الوحيد الذي يمكن المرء من اكتشافهم على حقيقتهم، كما أن ذلك يمكن المرء من اكتشاف ذاته و”معدنه”…وهذه هي “الثيمة” الحكيمة التي أعجبتني بهذا الفيلم الكوميدي (الفانتازي) الغريب الذي يحفل بالمفارقات الطريفة (التي لا تصدق)، كالتهرب من دفع الحساب بمطعم راقي، او كمصاحبة فتاة جميلة والدخول لحياتها بتقمص شخصية صديقها، حتى يتورط مع رجل عصابات عنيف وقاتل لا يرحم، كما يتورط مع مجرمة شقراء “محترفة” تسعى بنفوذها لطرد السكان بالجوار والاستيلاء على عقاراتهم بالترغيب اوالترهيب…هكذا تسير احداث هذا الشريط المسلي حتى يجد ماكس نفسه وقد تورط بقتل زعيم العصابة الأسود، حيث لا تصدق الشرطة قصته، كما يجد نفسه مطاردا من قبل الشقراء
“الروسية” وعصابتها ضمن مطاردات عنيفة، يتمكن من النجاة منها بتقمصه لشخصية “عجوز ميت”!
بآخر الشريط يظهر والده (الممثل المخضرم داستن هوفمان)، الذي كان يرصد حركاته متخفيا بشخصية جاره الحلاق المخلص، ويشرح له سبب اختفاءه، كما يطلعه على أسرار آلة الحياكة القديمة التي مكنته من “التقمص”، ويفاجئنا بمدخل خفي يقود لسيارة كلاسيكية فارهة ومتحف أحذية كبير متوارث عبر أجيال عائلته العريقة، كدلالة “مجازية” على امكانية تقمص الشخصيات التي امتلكت يوما هذه الأحذية، فالناس تموت وتبقى الأحذية بعدها!