22 ديسمبر، 2024 11:55 م

الاستفتاء .. ولغة الحق الباطل

الاستفتاء .. ولغة الحق الباطل

المساواة بين الحق والباطل اسلوب شاع كثيرا في الحياة السياسية والثقافية والاعلامية خصوصا في الازمات والمشاكل الخطيرة التي تتعلق بمصير البلاد .
وهذا الاسلوب انتج لغة مراوغة مخادعة توحي بالموضوعية والاعتدال كما يريد اصحابها ان يصور هذا للناس ، في حين انها تشكل صورة موقف غامض غير واضح المعالم لكل من يستخدمها .
في مشكلة الاستفتاء الاخيرة ، ومن خلال الاحاديث والتصريحات والبيانات والاراء المكتوبة في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ، استخدمت بعض الاحزاب والكثير من الشخصيات على مختلف توصيفاتها هذه اللغة ( لغة الحق الباطل ) وتجنبت اللغة الصريحة الواضحة التي تحدد السبب والمسبب الاول للمشكلة .
ان اسباب اللجوء الى هذه اللغة يتمثل بالدوافع التالية :
انتهاز الفرص من اجل تقويض العملية السياسية واظهار المتصدين لقيادتها بمظهر الفاشلين .
ارتباط المذكورين اعلاه بمصالح مادية ومعنوية مع البعض من ساسة الاقليم .
عدم استعداد البعض (لدوافع سياسية وطائفية وعرقية) من الوقوف الى جانب السلطة الاتحادية حتى وان كان الحق الى جانبها .
وبلا شك فانها باجمعها دوافع بعيدة عن الموضوعية المدعاة وقريبة من المصالح الذاتية التي تتقدم لدى اصحابها على مصلحة الوطن المهدد بالتقسيم فيما لو جاءت نتائج الاستفتاء بما قد تمنى اصحابه .
ان مشكلة الاستفتاء التي تقود لاحقا الى الانفصال كانت من اخطر مامر به العراق خلال تاريخه الحديث من مشاكل ، اذا انها تعلقت بمصير بلد يعد من اقدم بلدان العالم ولم تكن مجرد مسألة تقرير مصير للاقليم .
لذلك تطلب الامر وضوحا في المواقف يتجسد من خلال لغة مباشرة صريحة وليس لغة تتصنع الحيادية والوقوف بين الطرفين على مسافة واحدة .