19 ديسمبر، 2024 5:54 ص

الاستعداد للانتخابات

الاستعداد للانتخابات

الاستعدادات للانتخابات النيابية القادمة ، والمزمع اجراؤها في نهاية نيسان 2014 ، بدأت وبشكل ملفت ومثير للغاية …!!!
اتصل بي أحد كبار رجال الاعمال والمال العراقيين المقيمين في الخارج وطلب منهم ان أبارك (مشروعهم الوطني) فتساءلتُ :
وما هو مشروعكم الوطني ؟
وما هي بنودُه ومفرداتُه ؟
وما هي الأهداف التي تسعون الى تحقيقها ؟!
وما هي الضمانات لتحقيقكم ذلك ؟
لقد وَعَدَ ان يقوم بزيارتنا ، ليوضح الأمور ..!!
ويبدو ان فريقاً من رجال المال والأعمال قد عقدوا العزم على دخول الحلبة الانتخابية بأنفسهم بعد أن كانوا في الانتخابات السابقة يُغطّون بأموالهم الحملة الانتخابية (لزيد) أو (عمرو) في مقابل ان يرّد لهم صاحبهم الجميل ، بعد الفوز فيُحيل اليهم المشاريع المُربحة أو يسعى لحصولهم عليها .
ان لم يكن صاحب القرار ….
والملاحظ أنَّ الأرقام غالباً ما تكون فلكية .
ان المشروع الذي لاتتجاوز كلفته 50 مليون دولار ، ربما يحال الى صاحب الجميل ومن كان من الوزن الثقيل (…) بمئات الملايين من الدولارات وعلى مصالح العراق وأبنائه ، والأمانة الوطنية والمهنية والسياسية والاخلاقية ألف تحية وسلام .
وربما كان هذا المنحى المروّع ، هو السبب في اقتراح تقدّم به أحد (الكتّاب) لاصدار عفو خاص عن كل المتورطين من السلطويين الحاليين بجرائم تتعلق بالمخالفات والتجاوزات الدستورية والقانونية لتسهيل مهمة التداول السلمي للسلطة ..!!
ولكّن صاحب الاقتراح المذكور (والذي يضرب في حديد بارد ) عاد –وبشكل خجول – ليشير الى استرجاع ما نهبوه من المال العام الى خزينة الدولة ..!!
وكأني به – لفرط السذاجة – يتصور أنهم سيقولون له :
نعم ، خذوامنّا ما أخذناه ،ويقدّمون المنهوبات على طبقٍ من الاذعان والتسليم ..!!
اننا يجب أنْ نُذكّر بان قانون الانتخابات الجديد ، الذي شرّع أخيراً ، جعل طريقة حساب الأصوات طبقاً لما سمّى ب(سانت ليغو) المعدّل ، وهي طريقة تصب في نهاية المطاف لصالح القوائم الوسطى والصغرى ،التي كانت تذهب الأصوات الممنوحة لها الى القوائم الكبرى الفائزة !!
من هنا بدأت تتوالى تصريحات بأنّ أغلب الجهات ستدخل الانتخابات بقوائم مفردة ، على ان تتم التحالفات بعد ظهور نتائج الانتخابات .
ومن سوء حظ السلطويين أن الاصوات تتابعت لغير صالحهم :
فمن الانتكاسات الأمنية الفظيعة التي أُزهقت فيها الارواح البريئة بكثافة، وحتى الامطار الغزيرة الي أغرقت العديد من المناطق في العاصمة وباقي المحافظات، وكشفت عن مقدار التقصير في هذا المضمار ، استهانة بمصالح المواطنين وكل ذلك سينعكس حتماً على نتائج الانتخابات القادمة ..!!
ان الذي يحّزُ في النفس أننا لم نسمع حتى الآن ما تُشعر بان (المواطنة) ستُعْتَمدُ أساساً في الحملة الانتخابية ، فما زالت نغمةُ (الطائفية) ذات الصوت الأعلى ..!!
ومعنى ذلك :
ان الكفاءة ، والاخلاص ، والمهنية، فضلاً عن الخبرة والنزاهة لن تكون العناصر الملحوظة بشكل مركزي لا في (المرشَحِين) ولا عند (الناخبين) وهذه من أكبر السلبيات .
اننا ندعو الى ان تكون المعايير الوطنية الموضوعية هي الأساس الذي يعتمد في الترشيح والتصويت لصالح هذه الكتلة أو تلك ولصالح هذا المرشح او ذاك .
مرحباً بالمهنيين الأكفاء المخلصين وان كانوا منْ مُكوّن أخر أو قومية اخرى ،
أليسوا عراقيين ؟!
لتكن عراقيتهم هي الشافع لهم ، بدلاً ان تكون انتماءاتهم المذهبية هي الاساس .
ان البلد لا يُبنى بالطائفيين المتعصبين ، وانما يُبنى بالمهنيين المؤهلين للنهوض بحاجاته على الوجه السليم

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات