18 ديسمبر، 2024 5:41 م

الاستعارة وسلطة الاغتراب محمد يونس

الاستعارة وسلطة الاغتراب محمد يونس

رواية +15 لياسين غالب

الاستعارة والاغتراب – لقد جهدت رواية – +15- للمغترب ياسين غالب، ووضعنا مفردة تشير الى غربة المؤلف، التي هي تقابل وجهة النظر الداخلية في بنية روايته، ولك منهما فهم جديد في بيئة الاغتراب، وقد تقاربت الافهام بالتدريج في المتن الروائي، وقد استعار المؤلف واقع ايروكي لاتحتمله البيئة الاصلية للمؤلف، وطبعا ما قدمه المتن الروائي من افاعل ايروكية، ليس هو عرض لوضع بيئة مختلفة، بل هناك احساس بشري، وقد قدم لنا المؤلف عدة اصوات داخلية مختلفة المرجعيات في تلك البيئة المستعارة، فهناك حتى يشاركهم امير افغاني، وتلك الاستعارة قد سبقت بهم انساني، حيث فسرت لنا الرواية هم الغربة العام المشترك, وكذلك الهم الخاص واحساسه بالاغتراب نفسيا على وجه الخصوص، وهنا سيكون وحدة زمن مرتبطة بحركة الشخصية في التفاصيل وبناء حدث معين، وهي وحدة زمن واقعية، وتمثل زمن وحدة الوجود، وهناك وحدة زمن تقابلها، وهي مختلفة بنسب متعددة، حيث أن بعد الاغتراب يتفاقم، وهذا ما يجعل وحدات الزمن تتحرك وتتبدل ايضا، و احيانا يكون هروب من ذلك البعد الاغترابي خارجيا وداخليا، حيث تبتعد الشخصية الى هروب اشد من الاغتراب ، حيث تقر الشخصية بأن – لن تجدي الكحول بأعلى تركيز لها ولا الحشيشة ولا الله يتدخل ليمحو القلق من تلافيف رأسي – وهذا يعني ان الشخصية ستكون في احساس بشري مرير، وهم اغترابي يكون مختلف، وقد تنوعت ايقاعات الاغتراب من حالة الى اخرى، وتغيرت من افق الى اخر، وهذا زاد من قيمة الرواية وجعلها امتع ، بعد ان وسع الروائي ياسين غالب التفاصيل بين وجود البيئة، والتي هي تعكس الاغتراب الخارجي، وبين الاحساس والشعور بالاغتراب الروحي، وقد وزان بين اغترابه الخارجي واغترابه الداخلي، رغم ان الرواية سعت اكثر الى المعايشة المكتوبة، واضافت الرواية بعض الايقونات، والتي منها بالطبيعة المختلفة، وبعضها من الحرية النوعية، حيث وصف لنا بعض الغربان على غصن متجمد وطيران بومة ايضا، والصف هو اشارة لنمط تلك البيئة المختلفة، كي يشعر المتلقي بها، وهذا جعلت تنوع اجواء الرواية احد القيم التي تفصل بين الاحساس والواقع, وتزيد من تفاصيل الرواية، ويتوازن الواقع الذي يمثل العالم، وما هو شعور انساني ذاتي للشخصية التي تمثل ذات المؤلف وعيا وشخصيا ايضا، وهنا صار هناك تناغم ايقاعي بين جوانب مختلفة .
ايروكيا سادية مستعارة – بداية أن نشير الى أن الرواية قد توفقت بصياغة ظروف الاغتراب الخارجي المتعددة والمختلفة، ورسمت لنا صور بشرية للعوز والتقص من عدة حاجات، والفار الكبير بين الفرد من البيئة، والفرد الخارج من تلك البيئة، والذي يعيش على هامش الى حد لايملك نقد اجرة الصعود الى السيارة العامة، بل ان التنازل الى الحق الاجتماعي، والى حد أن هناك ليس هناك توازن في الجانب الجنسي, حيث احد الشخوص انزلت امرأة لمكانه ووضعت في جيبه 20 يورو, حتى حار كيف يفسرها، وقد تصاعد جانب الجنس الى حد غير ثابت، بل تنوعت ايقاعات، واختلف التعامل الجنسي بين الرحة او يكون الشخصية ضحية، تعاملت الرواية بتلك التفسيرات الغريبة، لتضعنا امام تلك البيئة من كل وجوها، واكدت لنا هناك تفاوت كبير، واكدت لنا الرواية في صفحة 117 – لما لاتحاسب مروان إنه يضاجع الرجال مقابل بيتزا أو حتى كأس بيرة- وهذا الهم الانساني راعت الرواية، وسعت الى عكس صور بشعة عن الاغتراب الرهيب، وصاعد العوز القاسي ، والذي يضع البشر في ظروف جنسية اشبه بتوصيف سادي، كما كانت في مضاجعة رجل في الخمسين لكنه يشعر بانه طفل جميل، وكان ذلك من اجل المال ليس الا، وتلك صورة غير موضوعية قدمت لنا الرواية، ولتعكس لنا ليس هناك جوع بتلك الصورة المريرة، بل هي لتتيح لنمط الاغتراب الخارجي أن يلغ مداه، وكذلك ليتطور نفسيا الاغتراب الداخلي ايضا .
قدمت تفاصيل رواية – + 15 – لياسين غالب مشاهد ايروكية مختلفة ذات حرية نوعية لكنها قاسية، وهي تدل على الفعل الايروكي الذي هو استعار بيئة تتيح لها بحرية مفتوحة كليا، واعتقد الشخصية في غربته تحتاج الى تلك الحرية في اطار السرد الايروكي كمحتوى واحاسيس ومشاعر وجانب نفسي ايضا، واساليب يمكن أن نعتبها سادية، حيث ليس هناك توازن منطقي بين شخصية من البيئة، وشخصية من خارج البيئة، وغرابة اكثر المواقف تؤكد ذلك اشبه بالتعذيب النفسي، ورغم حساسية وبشاعة ذلك الفعل الجنسي المسرود، لكنه اكدت الرواية جرأة متفوقة ، وتجلى بها واقع تباين طبقي قبل ان يكون جنسيا، وهنا ايضا الحرية قد الغت مثلث تدور حول المعطيات الفكرية في الرواية ، وهو الجنس – المجتمع – الدين في البيئة الاصلية، ورغم غياب التنصيص على ان تحتوي السيرة الذاتية للشخصيات تلك الابعاد الثلاثة، دون الافصاح المباشر عن الاحساس بتلك القيم الثلاثية، والتي في الغربة تغيرت كثيرا، حيث اكدت لنا الرواية أن حرية الجنس في البيئة المستعارة فوضى اخلاقية في تفسيرها مضمونيا .