18 ديسمبر، 2024 8:23 م

الاستعارة من التربية الاتحادية ما لا يمكن استعارته

الاستعارة من التربية الاتحادية ما لا يمكن استعارته

أعلنت وزارة التربية في اقليم كوردستان قرارا بمنح 5 درجات لطلبة الصف الـ12 الاعدادي بأقسامه كافة على معدل السعي السنوي بهدف الحصول على حق المشاركة بالامتحانات العامة لغرض تعويض الطلبة الذين تأخروا في المباشرة في الدراسة خلال العام الدراسي 2023 – 2024 جراء اضراب التربويين لفترة طويلة , كما انها تبحث امكانية تقليص المواضيع ضمن المنهاج الدراسي بمراحله كافة .

وهذه الخطوة تم استعارتها من ذات السياسات التي اتبعتها وزارة التربية الاتحادية , وهي بدورها ايضا جرى استلالها من ما سمي بالمكارم في زمن النظام المقبور.

ان هذه المعالجة التي تسمى منحا وتحت عناوين قد تبدو مقبولة ظاهريا كانت سببا في تدهور التعليم وتخلفه في مناطق العراق التي اخذت بهذه السياسات ولا تزال تعاني منها واصبحت ظاهرة مدانة وسلبية وتتوالى الدعوات للخروج منها والغائها والعودة الى المساواة بين الطلبة ونبذ التمييز .

ولكن هذه المعالجة قاصرة وناقصة وتلحق ضررا بأعداد غفيرة من الطلبة , بل وبالتعليم وتدني سمعته على الصعيد الاقليمي والدولي ,والنظرة اليه بصورة دونية واطاحت بمستواه العلمي حتى ان بعض الدول اخذت تجري امتحانات اختبار جراء ذلك وتسم التعليم في العراق بالانحطاط .

المهم كان التعليم في الاقليم ولا يزال محط الانظار محليا ودوليا ويضرب به المثال وتطور بشكل ملحوظ وملموس على ارتقاء مستوى طلابه العلمي وتمكنهم من مختلف المعارف وانتظامه وانضباطه وحسن سيره عموما ,واتساع نطاقه وشموله جغرافيا لكل الاقليم واستيعابه لكل راغب في التعليم الجامعي والمتوسط بضمان مقعد له , بل ان المقاعد الدراسية فاقت اعداد المتقدمين اليها .. صحيح مر هذا العام في بعض المناطق بتلكؤ وتأخر للأسباب المعروفة ولكن المعالجة لهذه المشكلات لا تكون بمنح المكارم والهبات والتفريط بالمنجز , وانما ايجاد الوسائل المناسبة لمعالجة ما وقع فيه , كأن تلغى العطل واضافة ساعات دراسية للدوام وبذل الجهود الاخرى من خلال مناقشة ذلك على نطاق واسع مع المعنين من اساتذة وطلبة لتمكينهم من اللحاق مع اقرانهم في المناطق الاخرى , بل يمكن من خلال الاداة الامتحانية الملائمة وليس هبة الدرجات وتقليص المناهج الذي سيؤدي الى تدني مستوى الطلبة .

ان الاولوية ينبغي ان تكون الى الحفاظ على مستوى الدراسة الجيد في الاقليم , رغم الظروف التي شهدتها السنة الدراسية وابتكار الاساليب التي تحافظ على ذلك , وليس الحذو حذو تجربة اتحادية فاشلة ويتم انتقادها باستمرار وتؤسس الى تدهور التعليم .