18 ديسمبر، 2024 6:45 م

نعلم ان هناك من شخصيات المكون السني تأثرت بثقافة الاستصدام ( الثقافة الصدامية ) ، وللموضوعية فان هناك من تأثر بها هو الاخر من بقية المكونات العراقية ، ونقول الصدامية كونها كانت متلازمة لصفات واحاديث وسلوكيات صدام . واما لماذا تأثرت ، ذلك يرجع لأسباب عدة منها البيئة المجتمعية المستقرة حينها ، والعامل الاديلوجي الفكري والانتماء المصلحي ، وغيرها يأتي من باب ( الببغة ) بمعنى التقليد ، وهذا من اجل ان يصنع له كاريزما يظن صاحبها انه وفيما تسلح بها ستشعره بالقوة او يشار اليه من انه الزعيم القوي والشرس وصاحب مبدأ .
جنون العظمة
السيد الحلبوسي فيما يبدو انه واقع تحت تأثير ما يعرف بمرض وسواس العظمة، فهو يبالغ بوصف نفسه بما يخالف الواقع فيدعي امتلاك قابليات استثنائية وقدرات جبارة تمكنه من ان يطيح بجميع خصومه وحال اشتداد المنافسه معه .
من خلال متابعاتنا لخطاباته نتلمس فيه هكذا جنون ، وكما كان صدام مصابا به . لذا نجده ما ان يعتلي منصة الخطابه حتى يتقمص دور ( القائد الضرورة ) ، ثم ليتمنطق بمفردات صدامية وبحركات كان صدام يقوم بها في احاديثه ولما تغلب عليه الحماسة او الغضب ..
ان سمات القائد الحقيقي لا تتمثل بخلع جاكيته او هزه لاصبعه ، وهي ايضا يجب ان تكون بعيدة عن تقمصها لادوار الآخرين ، فكيف بمن يتقمص دور ( الديكتاتور السابق ) ؟ ، ثم ان على القائد الفعلي ان يحسب الف حساب لما يوردها من مفردات بخطابه ، وان ينتقي جمله بعناية وبما لا تُشكِّل امتهانا للذوق العام ، لا أن يسوق المفردات الهابطة والشاذة ويلعن ويشتم ويهدد ثم يزبد ويرعد بكسر الظهر تارة وبزيان الشوارب تارة اخرى ؟ . .
وفيما طاب لنا ان نعرِّف الشخصية النازعة الى تلك السلوكيات فهي لاتعدو سوى شخصيات ( سيكوباتية ومضطهدة وانانية هيستيرية بالاضافة لكونها شخصية ديموغوجية ) ، وهكذا شخصيات حسب علم النفس الحديث تشكل خطرا على المجتمع وفيما تهيأت لها ظروف القيادة والمسك بزمام السلطة .
لذا ما نتوخاه من سياسيينا الابتعاد عن هكذا سلوكيات وفيما وجدوا انفسهم رازحين تحت وطأة تلكم الامراض ، كان عليهم عندها زيارة طبيبهم النفسي فعسى ان يعينهم الخروج من تلك الحالة ليقودوا الامة وهم اصحاء وحتى لا تصل عدوى امراضهم الى المجتمع فيمرض .