23 ديسمبر، 2024 1:13 ص

الاستحمار و الاستغلال الإيراني لشيعة العراق و العالم

الاستحمار و الاستغلال الإيراني لشيعة العراق و العالم

بالرغم من وضوح وصراحة ما يطرحه كبار المسئولين في الحكومة الإيرانية حول جوهر و حقيقة صراعاتهم في المنطقة و التي أثبتت أن مشروعهم هو مشروع إمبراطوري قومي فارسي معادي للعروبة و استخدامهم العنصر و العمق الطائفي المذهبي المتمثل باستغلال و استحمار الشيعة في البلاد العربية كأدوات لذلك المشروع و بالرغم مما يدفعه الشيعة في تلك البلدان من ثمن بسبب تنازلهم عن انتماءاتهم الوطنية لبلدانهم و إعلانهم التبعية و الارتباط الواضح و الصريح بإيران و قيادتها السياسية و الدينية و خسارتهم لعمقهم العربي المتمثل بأربعمائة مليون عربي و عمقهم الإسلامي المتمثل بمليار و وربع مسلم سني لكننا نجد أن تلك التبعية لازالت مستمرة رغم أنها تسير بهم من سيء إلى أسوء . و لعل ما صدر من تصريحات علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني روحاني يوم السبت 12/12/2015 يعتبر من أوضح مصاديق الإعلان عن أهداف مشروعهم القومي حيث صرح في كلمته التي ألقاها بمنسبة الذكرى السنوية الاستشهاد الإمام الرضا (عليه السلام ) قائلا (…..أن تحرك داعش جاء تلبية لنزعة العرب الرامية إلى التحكم في العالم الإسلامي والتخلص من شعورهم بالدونية تجاه الفرس والأتراك …)) ذلك التصريح الذي ضم في طياته الكثير من المغالطات فهو من جانب يتهم العرب بأنهم هم من أسس داعش في حين أن العرب في سوريا و ليبيا و العراق هم أول ضحايا داعش و من جانب آخر يتهم العرب بنزعة إمبراطورية للتحكم بالعالم الإسلامي باسم الإسلام في حين أن هذه النزعة غير موجودة لدى أي من الدول العربية و أقصى ما تطمح له جميع الدول العربية هو حفظ امن و سيادة و استقرار بلدانها في حين أن نزعة التسلط و الهيمنة و السيادة على العالم الإسلامي و واضحة في سياسات و تصريحات و أفعال الفرس و الأتراك كذلك فانه وصف العرب بشكل عام ولم يستثني منهم احد حتى الشيعة العرب , وصفهم بالدونية و الانحطاط مقارنة بالفرس و الأتراك و هي نظرة عنصرية كذلك فانه تحدث بالانتماء القومي و ليس المذهبي حينما قال (الفرس ) و لم يقل (الشيعة ) مما يؤكد حقيقة مشروعهم القومي . وقد سق و أن أشار في وقت سابق إلى نفس الحقيقة و النزعة القومية حين صرح قائلا”((…..إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي….)) . تلك الحقائق المتعلقة بحقيقة التوجهات الإيرانية القومية و العنصرية و استغلالها للشيعة في العراق و العالم العربي و الإسلامي كأدوات لها طالما أكد عليها و نبه لها المرجع العراقي الصرخي الحسني في أكثر من مناسبة و منها على سبيل المثال لا الحصر تصريحه لصحيفة الشرق الأوسط الالكترونية بتاريخ 18 /4/ 2015 قائلا”((….إيران نجحت و بأساليب مختلفة في السيطرة الكلية على الرموز الدينية والمرجعيات الفارغة الطائفية الانتهازية الأعجمية وغيرها فصارت تحركها كيفما تشاء ومتى تشاء ومن خلالهم تمت السيطرة على عموم الشارع العراقي الشيعي والسني… وهذا الأسلوب ممكن أن يتكرر مع باقي المجتمعات الشيعية في باقي البلدان فتحصل السيطرة الكلية والتحريك الجمعي بنفس المنهج والسلوك في العراق فيسير الجميع جاهلاً غافلاً نائماً مخدَّراً نحو تحقيق المشروع الإمبراطوري المزعوم …)) و هذه الحقائق يجب أن ينتبه لها كل الشيعة و تحديدا شيعة العراق للإفلات من قبضة إيران و الرجوع لمحيطهم العربي و الإسلامي .