23 ديسمبر، 2024 5:59 ص

الاستثمار تحت العباءة واستغلال مشروعية المطالب الجماهيرية

الاستثمار تحت العباءة واستغلال مشروعية المطالب الجماهيرية

# ماذا كانت المطالب الجماهيرية  ؟ وماذا اصبحت عندما تدخل اصحاب ( الاجندات   )  ؟  
# من هم هؤلاء ؟ وما هو تاريخهم ؟
# من اين جاءوا بالدعم والاموال التي تتيح لهم تقديم ما يقدمونه لآدامة الزخم ؟
# ماهي مصلحتهم في عملية  تصعيد وتأزيم الامور بالاشكال التي جرت فيها ؟ وماهي    مصلحتنا كجماهير لو تجري الامور كما يريد هؤلاء ؟
# اين سيذهب هؤلاء عندما تجري الامور بعكس الخطط التي يسعون لتنفيذها ؟
# من هي الجهات وما هي الاهداف التي يعملون لاجلها أو لصالحها ؟ هل هي ( جهات دولية ـ جهات مخابراتية ـ قاعدة ـ  المتضررين من ازلام النظام السابق ـ طامحين في الحصول على مكاسب اضافية من الدولة وعمليتها السياسية ـ مشاركين في العملية السياسية وفي السلطتين التنفيذية والتشريعية يحاولون الضغط على الشركاء من اجل تحقيق مسائل معينة )
في مقال بسيط سابق عام 2010 تحت عنوان ( الاستثمار السياسي )  قلنا ان التجربة السياسية في عراقنا الجديد أثبتت لنا ان رأس المال غير جبان في ( الاستثمار السياسي ) لانه يعتمد اساسا على خلق بيئة غير مستقرة وغير امنة  وصراعات مختلفة من اجل تحقيق ارباحة المادية اضافة الى شرعنة الارباح والامتيازات التي وفرتها له طبيعة العملية السياسية في عراق مابعد التغيير من خلال ما سمي بالتوافق والمحاصصة .
وقلنا كذلك ان هذا الاستثمار سيتيح للمستثمر فيه المشاركة في العروض الاستثمارية المغرية والتسهيلات التي سيقدمها  ( الاشقاء والاصدقاء من دول الجوار وغير الجوار القريبة والبعيدة ) بشكل مباشر او غير مباشر بصيغة محسنة تسمى الان ( اجندات ) وكانت تسمى سابقا ( مؤامرات ) من اجل تخريب او تعطيل قانون او مشروع معين من المفترض فيه ان يخدم البلد او المواطن لحساب هذه الجهة او تلك  او خلق ازمة معينة لتمرير سيناريو او صفقة  خبيثة اعدت في دهاليز الظلام  . وهذه العمليات تصب في خانة ( الاستثمار تحت العباءة )
ولكون هذه السوق الاستثمارية مزدهرة في عراقنا المبتلى فانه اصبح قبلة للطامعين من المستثمرين الجدد من (اصحاب المهن وليسوا من اصحاب المباديء والقيم ) وجدوا ان من المناسب لهم المشاركة في جني الارباح  نظرا لتعاظم مكاسبه المادية حتى لو كانت على حساب تدمير البلد واثارة الفتن فيه وتهيئة ساحته (لاسمح الله ) للاقتتال وبث الضغينة بين مكوناته لتزدهر اسواق مهنهم . فاضافة لممتهني السياسة الجديدة يبرز لنا من يمتهن العمل الديني  ويسمي نفسه رجل دين ( والدين منه براء ) ومن يمتهن العمل العشائري ويسمي نفسه شيخ عشيرة ( وشيوخ العشائر الحقيقين منهم براء ) فكانت مشاركتهم للحصول على نصيبهم من المكاسب التي تمنحها لهم الصهيونية من خلال ادواتها واتباعها في قطر ومن يسير في ركابها ودول الجوار ليتم من خلالهم ضرب عصفورين بحجر واحد ( الاسلام  كدين حقيقي عنوانه السلام والمحبة  والعراق كبلد وشعب واحد موحد ) وهذا يشمل ايضا بلدان ما يسمى بالربيع العربي فكان لهم ذلك من خلال محاولات استغلال التظاهرات والاحتجاجات والمطالبات الجماهيرية المشروعة والبسيطة وحرفها عن مساراتها وعن اهدافها وادامة زخمها او تصعيدها من خلال توفير الاعلام الخبيث و الاموال وحتى الاسلحة   لهؤلاء المستثمرين لاستغلال الجماهير البسيطة التي تطحنها عوامل ( الحاجة والمعاناة والعاطفة والجهل ) في محاولة لتحقيق الاهداف الخبيثة لهذه الجهات .
وما يحدث اليوم في عراقنا المبتلى وبقية بلدان ( الربيع العربي ) هو ترجمة حقيقية لمسار الاحداث . فالبلدان والشعوب تتمزق وتهدر ثرواتها ( سواء بالقتال او بالفساد ) ويدمر اقتصادها  تحت شعارات الديمقراطية ونيل الحقوق  وهم يجنون قطافها من خلال تمتعهم بالامن والامان والرفاهية على حساب الشعوب المقهورة بالجهل اولا .
 [email protected]