23 ديسمبر، 2024 2:05 م

الاستثمار المعرفي

الاستثمار المعرفي

تكمن أهمية المعرفة إنها أصبحت معيارا لقياس مستوى الأمم وتصنيفها ,بالإضافة إلى ذلك نحن نعيش اليوم في عالم متغير ديناميكي تتزايد فيه المعلومات أكثر فأكثر , وهذا الانفجار المعرفي والمعلوماتي يحتم علينا أن نواكب هذا التطور ونتماشى معه, كي  نستطيع مواجهة التخلف المعرفي والفقر ألمعلوماتي, فالمعلومات في عالم اليوم تتزايد بموجب متوالية هندسية وليست عددية , ومن اجل مواكبة هذا التطور العالمي يتوجب علينا استثمار المعرفة  وتوفير مراكز لصناعة المعلومات ومراكز دراسات متطورة وإعادة تفعيل المؤسسات الأكاديمية كي تكون منتجة للعلوم والدراسات, من اجل أن يكون المستقبل أوضح عند متخذي القرار الإداري,  فالمعلومة قوة كما يقال, وتعدد الخيارات أمام الإنسان يجعله أكثر مرونة وقوة وأكثر استجابة للمتغيرات, فالفقر المعرفي ونقص المعلومات بسبب النظرة الأحادية الغير متزنة الذي تعني القرار الغير صائب .. نحن نملك المؤسسات الأكاديمية لكنها غير مفعلة , لان اغلب إنتاجها المعرفي هو عبارة عن جمع للمعلومات ووضعها على رفوف المكاتب بدون جدوى علمية..
 إذا ُما الجدوى من هذا الكم الهائل من البحوث الذي تكسوها طبقات الغبار ,إذا لم يتم استغلالها وعرضها على المؤسسات ذات العلاقة للاستفادة من النتائج الذي توصلت إليها وكذلك الحال ينطبق على الدراسة الأكاديمية مثل الهندسة والصيدلة والإدارة,ماهي الجدوى منها إذا لم تطبق وتفعل قوانينها وعلومها على ارض الميدان العلمي لهذه الاختصاصات ..؟ ان الاستثمار المعرفي هو خطوة أولية للانتقال إلى اقتصاديات المعرفة, فحسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية  إن ما يزيد عن 50% من اقتصاديات الدول الكبرى مبني على اقتصاديات المعرفة , وعلى سبيل المثال  أصبحت المعرفة تباع وتشترى ولها ثمنها .. فشراء بطاقات شحن للموبايل هو شراء للمعرفة.. لان المادة الأولية لبطاقة الشحن تكاد تكون لاتساوي شيئا…
نحن بحاجة إلى اعادة ترتيب الأوراق والقيام بخطوات فعالة للانتقال من العشوائية إلى المؤسساتية .. مستعين بأدوات الإدارة الحديثة ومتسلحين بالمعرفة من اجل السير في طريق النهضة على أمل الوصول.