23 ديسمبر، 2024 4:48 ص

الاستثمارات الذاتية وانعكاساتها الوطنية في شخصية الخنجر

الاستثمارات الذاتية وانعكاساتها الوطنية في شخصية الخنجر

خير مكان تأخذ منه أهم المعلومات وتبتعد فيها عن الملابسات واللغط حول أي شخصية تريد التحري عنها هي القبيلة ومكان النشأة والدراسة، او من الأصدقاء وشركاء العمل، وبهذا تتجنب الكذب وينجو المقابل من اللغط والطعن، فالأكاذيب في الأغلب هي لتشويه سمعة شخص ما لمكاسب اقتصادية أو سياسية وهما الأكثر أهمية.

فمن ظاهر أنماط شخصية خميس الخنجر تبدو مسالمة، ومن ناحية أخرى عقلية تجارية بإمكانية مادية لا تخفى على متطلع، هاتين الصفتين وحدهما كافيتين للتبرئه من طمع دخول السلطة للمكاسب، لكن خيبات الأمل المتوالية لدى العراقيين من تصرفات وملفات الفساد السابقة هي التي جلبت ظن السوء الذي أحاط بالخنجر.

لكن التمعن في شخصية هذا الرجل ومكانته العشائرية والمكانة الحالية واليسر المادي الملفت للنظر أمور ستكون طوق حماية من المتصيدين بالماء العكر، ومن المحال أن يضيعها مقابل ملف فساد أو ملف امني، وهذا اختلاف جسيم عمن سبقه، فالسياسيون خلال العقد والنصف الذي انصرم، جاءوا مفلسين من المال والجاه، فحلت الكارثة وتراكمت ملفات الفساد وعاثوا في الأرض فسادا، فانتشرت في المشهد السياسي المساومات بين حيتان السلطة الحالمين بالرفاهية دون الوطنية وتأدية الواجب المناط بهم.

لذا ربما تكون شخصية الخنجر وبروزها المفاجئ جاء من اختلافها الحسن عن أقرانها، ففرض نفسه على أرض الواقع وشاشة المشهد السياسي، وبات أغلب الكتاب والمحللين يترقبون ولادة وطنية سليمة من العوق أو التشوه، خاصة وهم ينظرون لها وقد عبرت مرحلة الجنين سليمة المنظر.

انعكاسات لو تحققت خاصة وهي تمضي بخطى واثقة مدروسة التقدم بتحركاتها الإقليمية والعربية، بعد نجاح تحركاتها الداخلية، سيكون هناك تغيير ملموس بعدها نحو الاستقرار حتى وإن كان نسبيا في السنوات القادمة، إلا أنها انبعاثة أمل لحدث وطني قادم يعيد للعراق هيبته ومكانته.