التوجس من كل العناوين بات أمراً واقعياً نظراً للتنافر الحاصل في أغلب الأحيان مابين المتن والعنوان فتراهما متضادين لدرجة الضعف في الشخصية التي دونت بتعابير مستهلكة فكرة عميقة. الثقافة ذات المفاهيم العميقة نجدها اليوم تغرق في سطح السذاجة في مخيلة الكثير ، وحتى الأيادي التي يُرجى منها أن تنجد غالباً ماكانت جلدًا للوهم والادعاء . الحقيقة المريرة التي ألقت بظلالها على مجتمعنا جعلت الكثير من الألقاب تبتلعها العقول بذات المذاق ، وتدور في الخلد أسئلة أختلفت وضاعت بأختلاف المعايير المحددة لأكتساب هذا العنوان أو ذاك ونظرا لذلك نجد اليوم الكثير من المدعين بالثقافة وغيرها من العناوين قد تصدروا المشهد رغم كونهم مجرد سراب لايمتون للثقافة بأي صلة لكن لشدة الوهم الذي سيطر على المجتمع بقى هذا السراب إلى الآن ، بروز هذه الفئة قد ساعد كثيرا في ترسيخ مفاهيم خاطئة ووضع معايير بشكل يدعو للسخرية، أشكالية المثقف مع المستثقف اليوم هي معركة فكرية بين أصيل ومنتحل وقد يعتقد الكثير أن هذا الأمر مجرد ألقاب لا أهمية لها، القول بهكذا صيغة ينطوي على مغالطة وعدم فهم لما يدور في الأفق لأن غالبية الرأي العام في معظم المجتمعات النامية يُكون من فئات تغلب السذاجة والأنقياد على أمرهم، وهنا تكمن الأهمية والتي تتجسد في التأثير الفعلي في الرأي العام الذي يُشكل رقابة فعلية بل هو جوهر وأساس كل أنواع الرقابة على أعمال أجهزة الدولة بكافة تقسيماتها ، غالبا ما ينقاد الناس خلف أراء فئة معينة يرون فيها معالم الثقافة فتخدع دواخلهم بظواهر هولاء وهنا أقصد بطبيعة الحال أصناف المنتحلين أو المستثقفين.
هذه الفئة تمثل سلاحاً ذا حدين وكلاهما سلبي فالحد الأول يتمثل بأساءة فضيعة وتشويه كبير لأسم الثقافة والحد الثاني المساهمة في التأثير السلبي في الرأي العام، ولايخفى على الكثير أن مواقع التواصل الأجتماعي تُشكل منصة لهم وهي منصة قد نتوهم بعنوانها الأفتراضي لكن هذه المواقع اليوم وللأسف أصبحت أكثر واقعا من واقعنا بالخصوص ماتوفره من وسائل أنتشار واسع على مختلف الفئات وماساعد في ذلك أدمان الناس على تصفح هذه المواقع بشكل يكاد يكون دائمياً بل وأصبح شريك اليوم بساعته وثوانيه. ولسابق علمنا أنه لايمكن محاسبة هذه الصفة بأي شكلٍ من الأشكال إذ أن المذكور أعلاه لايخول أي جهة أدارية كانت ام قضائية بملاحقتهم، لكن من الممكن جدًا الحد من وجودهم عن طريق أقامة ندوات تعريفية بماهية الثقافة وخصائص المثقف وكذلك أقامة برامج دورية من أجل التوعية بكيفية الأستخدام الامثل لمواقع التواصل الأجتماعي للحيلولة دون السقوط بفخ الأنخداع بشخصٍ ما وتبني أرائه وهنا جوهر المشكلة ،العمل على توفير الرقابة الألكترونية من قبل أجهزة الدولة كونها تشكل اليوم منبراً واسعا تستغله الكثير من الاصوات المأجورة وأخيراً تقديم الدعم والأمكانيات لشريحة المثقفين الحقيقين لأسنادهم في أخذ أماكنهم المستحقة بدلًا من هولاء والدعم يكون على مختلف الاصعدة المادي والاعلامي والخ…. في الختام يجب تضافر الجهود لِلجم هذه الفئة التي أدت إلى نفور الواعين من جهة وأنقياد السُذج للشائعات والرأي الخطأو التهجم والتضليل من جهةٍ أخرى.