الاستاذ محمد الجبوري (أبو فنر).. القدوة الحسنة في العمل السياسي والاجتماعي

الاستاذ محمد الجبوري (أبو فنر).. القدوة الحسنة في العمل السياسي والاجتماعي

اليوم أكتب عن شخصية سياسية واجتماعية واقعية بكل معنى الكلمة، شخصية لا تنفصل عن أصدقاء الطفولة، إذ تراه دومًا بينهم، يجتمع معهم يوميًا، لأنه يدرك أن هؤلاء هم التاريخ والظل الأصيل لمسيرته، وهم أصحاب التوجيه الصادق لمساره الوظيفي.
‏عرفته منذ أن كان عضوًا في مجلس المحافظة في الدورة السابقة، فوجدته يمثل نينوى خير تمثيل، دون أي تفرقة بين مكوناتها. كان صادقًا مع الجميع، وفيًّا لأهله وأصدقائه، حاضرًا في كل مناسبة اجتماعية، لا يتأخر ولا يتخلف. أما في حديثه، فكان صريحًا لا يجامل، يقول الحقيقة كما هي، حتى لو كانت قاسية على من هم قريبون منه. وهذه بلا شك صفات الشجعان، الذين يجب أن يخلّدهم التاريخ، وتكتب عنهم الأقلام الحرة بإنصاف.
‏‏لا أبالغ إذا قلت إنّ أبو فنر يستحق أرفع المناصب في الدولة. فقد كان باب مكتبه مفتوحًا دائمًا للجميع، وبيته ملاذًا آمنًا يستقبل فيه الناس حتى ساعات متأخرة من الليل. ازدادت علاقتي به قربًا عندما كان مديرًا لناحية الشوره، فقد كنت أراه في عزّ الظهيرة، تحت لهيب الشمس، مرتديًا بدلته الزرقاء، متنقّلًا من مشروع إلى آخر، في سبيل خدمة أهله وناسه هناك.
‏‏هذا الرجل جمع الكثير من صفات الموظف الناجح والسياسي الشجاع، وأبرزها طيبة قلبه، وحسن استقباله لمراجعيه، وثقته العالية بنفسه، وابتعاده عن غرور المناصب. كان متواضعًا في تعامله، بسيطًا في حديثه، يفتح قلبه قبل مكتبه لكل من يقصده، حتى يخال لك أنه أخ وصديق قبل أن يكون مسؤولًا.
‏إننا نرى اليوم العديد من أفراد الطبقة السياسية لا يجيبون على هواتفهم، ويغلقون أبوابهم في وجه من اتصل بهم، وكأنهم ينظرون إلى المواطن باعتباره من الدرجة الثانية. أما الأخ أبو فنر، فنجده يجيب شخصيًا على كل اتصال يرد إليه، وإن كان مشغولًا أو في اجتماع، فإنه يوصي موظفيه وحمايته بالرد وإبلاغ المتصلين بأنه في جلسة أو لقاء لا يستطيع التحدث خلاله. وهذه ميزة من مزايا المسؤول الناجح المتواضع، لأنها تعزز الثقة بينه وبين من انتخبه، وتجعل المواطن يشعر أن صوته لم يذهب سدى.
‏‏إنّ الأخ والصديق محمد الجبوري (أبو فنر) قدوة حسنة لكل من يعمل اليوم في الطبقة السياسية، سواء في مجالس المحافظات أو في مجلس النواب. فهنيئًا لك هذا التواضع، وهنيئًا لك هذه الأخلاق العالية، وهنيئًا لك ابتسامتك الصافية التي تقابل بها الناس.
‏‏استمرّ بهذه الصفات أيها العزيز، فإن عين الله ترعاك، وهو خير حافظ وهو أرحم الراحمين.