19 ديسمبر، 2024 4:30 ص

الاستاذ محسن حسين ..رئيس لوزراء صاحبة الجلالة و سلطان مملكتها بلا منازع!!

الاستاذ محسن حسين ..رئيس لوزراء صاحبة الجلالة و سلطان مملكتها بلا منازع!!

ربما لن يكون من حق أحد من الزملاء الإعلاميين من جيل السبعينات أن يتناول سيرة رائد وعملاق صحفي ، يريد أن يسبر أغوار شخصية صحفية واعلامية جليلة لها السبق والقدح المعلى مثلما هو الاستاذ الكبير وشيخ الصحافة الاستاذ محسن حسين جواد ( أبو علاء ) ، أطال الله في عمره ، ومنحه من الصحة والعافية والعمر المديد.
إقرأوا تأريخ هذا الرجل الذي تحدث عن سفره الخالد مرات عدة ترونه حاضرا لدى دواوين كل رؤساء الوزارات وكبار شخصيات العراق والأمة العربية على طول مسيرة تجاوزت النصف قرن من العطاء الذي لايتوقف عند حدود.
واذا كان من لقب يليق به كما أرى ، فهو رئيس وزراء صاحبة الجلالة أو سلطان مملكة السلطة الرابعة، لانه كان يرتقي الى منازل هؤلاء اصحاب الجلالة والسيادة والسمو ، ويحاورهم ويناقشهم في قضايا الوطن والمصير، وكان له حضور فاعل مع شخصيات عراقية كثيرة لم يصل الى مرتبته أي صحفي عراقي معاصر ، حتى استحق أوسمة المجد والتكريم الصحفي والاعلامي في أكثر من مرة عن جدارة.. والوسام الذي يستحقه هو هذه الحفاوة التي كان يتلقاها من جميع ذوي الشأن السياسي العراقي منذ الخمسينات والستينات والسبعينات التي تعد عصره الذهبي في مرافقة سير اؤلئك العظماء الذين نتفاخر بسيرهم عبر التاريخ.
ومع كل هذا تجرأت هذه المرة ، دون طلب منه ، لأكتب عن سيرة ذلك الرجل المغامر الذي عشق الصحافة وسلطتها الرابعة ، وكانت حياته وسيرته تلخص تاريخ بلد وسيرة أمة ، لأنه كان مؤرخا لها وامينا على نقل وقائعها ، وشاهدا على عظمة عصر ربما كان من أجمل عصور تأريخ العراق قيمة ومكانة، ارتقى برفقة كل تلك الشخصيات التي حاورها او نقل اخبارها او كتب عنها مايستحق ان يتحول الى مجلدات موسوعية ، تحكي قصة بلد كان محل احترام وتقدير العالم ، وهو حتى هذه اللحظة يتذكر كل لحظة وكل دقيقة كان فيها حاضرا في دواوين عظماء العراق من سياسييه ووطنيه الكبار ، يدفع كل هؤلاء في كل حقب حكمهم حب العراق ووطنيتهم الصادقة الاصيلة الرقراقة العطرة لأن تبقى هاماتهم مرفوعة تعانق كبرياء المجد العراقي والعربي في أبهى صوره.
قد يزعل مني الاستاذ أبو علاء اني كتبت عنه ولم يكن لدي معرفة  مباشرة كثيرة به سوى في ايام عام  2007 في الوكالة الوطنية للانباء / نينا / بعد رحلة استمرت اكثر من 35 عاما في سفر صاحبة الجلالة ، ثم انتقلت بعدها الى قناة الرشيد الفضائية ، ولكني اعرفه عن بعد منذ ان كان في جريدة الجمهورية وفي رأس هرم وكالة الانباء العراقية وكتاباته المتعمقة عن احداث العراق، ومع هذا فأنه من حسن أخلاق زملاء المهنة ان يذكروا فضائل عظمائهم من الاقمار التي كانت تضيء سماء العراق وهم كواكب من العطاء المتوقد شعلة نار تضيء سماء الدنيا بهجة وحبورا وطريقا يرتقي بمن يريد سلوك دروب العلا الى الرقي ، ليعانق كل هذا الزهو العراقي وكبريائه عن جدارة.
قد يعذرني الاستاذ محسن حسين هذه المرة ، لأنني كتبت عنه ، وانا عندما بدأت الصحافة منتصف السبعينات، كنت شابا يافعا وكان هو قامة صحفية يشار لها بالبنان ، وليس من التجني ان اكتب عن شيخ الصحافة العراقية ورائدها وعلمها الذي يرفرف في الآفاق، فمن لايبحر في أعالي البحار ومن يتهيب صعود الجبال يبقى أبد الدهر بين الحفر ، كما يقول شاعرنا الكبير أبو القاسم الشابي.
ومن واجب الاجيال الصحفية الرائدة ان تبقى تتذكر فضائل هذا الرجل، وان تتطلع على سيرته الحافلة بالمغامرات الصحفية مع أرفع الشخصيات العراقية والعربية والعالمية، فما ان تقرأوا سفره حتى ترون البون الشاسع بين صحافة أيام زمان وصحافة العصر الديمقراطي الهزيل، يوم كان الصحفي لايحظى بمقابلة كبار الشخصيات الا من كان من ذوي العقلية الراجحة والمنزلة الرفيعة ، وان كانوا بسطاء الا انهم لم ينزلوا الى منازل سياسيينا الذين تفترش طرقهم بصحفيين من هذا الزمان، ليس بمقدور كثيرين منهم ان يخوضوا جدول ماء صغير الا ويغرقوا فيه ، فكيف من يخوض أنهرا وبحيرات كبيرة، ويخرج منها سالما غانما معطرا بعبق الكلمة التي يشقى من اجل الحصول عليها، يوم كانت الصحافة تسمى مهنة المتاعب، بالرغم من كل الهالة التي كانت يحظى بها زملاء المهنة يوم كانوا رجالا أشداء في سلطتها الرابعة، يشقون دروب السلطة ويتلقفون اخبارها لينشروها في صحفهم او اذاعاتهم، وهم لايحصلون على هذا الجهد من تصريح صحفي او حوار الا بشق الأنفس، وليس بالموبايل كما يجري الان.
هذا غيض من فيض من سيرة أحد رجالات الصحافة العراقية الابرار ومن عمالقتها الكبار ، شيخ الصحفيين اطال الله في عمره وغمره بمحبته الاستاذ الجليل محسن حسين ، وله من كل محبيه واجياله الصحفية كل محبة وتقدير, وعذرا لأننا لم نغص في اعماق شخصيته كما يجب ، إذ أننا قد نحتاج الى مجلدات لكي نسبر  اغوار سيرته ومهنته الصحفية الجليلة ، لكنه من باب ان نتذكر فضائل هذا الرجل، لكي تبقى الاجيال الصحفية تنهل من عطائهم ومعرفتهم وما نسجوه في سفرهم الخالد من نشاطات صحفية واعمدة ومقالات وحوارات معمقة ، ترتقي الى ان يكونوا بمستوى زعماء الامة وشخصيات البلد المهمة، يوم كان لهؤلاء منازل رفيعة يتفاخر بهم العراقيون بين دول العالم، وله من الجميع من الزملاء والمخضرمين كل تحية وتقدير ..مع خالص امنياتنا له بالتوفيق الدائم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات