22 نوفمبر، 2024 10:34 م
Search
Close this search box.

الازمة الخليجية … التدخل الخارجي …الخلافات الشخصية

الازمة الخليجية … التدخل الخارجي …الخلافات الشخصية

فتيل الازمة السعودية و الامارات بافتعالهما مع قطر واندفعا فيها بشكل متهور ينم عن قصور سياسي بالغ لدى ادارتي البلدين، و قد كان اندفاعهما منطلق من حسابات خاطئة سوء فيما يتعلق بالدور الامريكي الذي كانا يعولان عليه ان يقف في مساندتهما بقوة خصوصا بعد قمم الرياض او فيما يتعلق بتقدير اثر العلاقات القطرية الواسعة ومدى قدرتها على توفير الحماية لقطر امام مطالب السعودية و الامارات ومصر والبحرين.في حين بقت قطر بارعة في تعاطيها مع الازمة فمع تشددها في التمسك بموقفها وحقها في حرية سياساتها وعلاقاتها الخارجية الا انها اتبعت سياسة ” الدم البارد ” .وبلاشك ان الازمة الخليجية استغلت من قبل دول لاغراض مختلفة .رغم إن ما يقال عن أن الإيعاز بالأزمة جاء من الخارج، وتحديدا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قممه التي عقدها في الرياض مؤخرا، يبدو انها مقنعة تماماً . ومن هنا يقال ان أمريكا لاتريد التدخل في الوقت الحالي و فرض الحلول رغم انها تمسك بالعصى ، كما يقول البعض، لأنها بحاجة إلى الخليج وأمواله وعليها اسنغلال الازمة لفرض الشروط التي تتناسب مع مصالحها .

من العجيب دخول كوريا الشمالية بقوة، على خط الخلاف بين قطر ودول المقاطعة الأربع “السعودية والإمارات ومصر والبحرين”.هذا ما أشارت اليه صحيفة الأمريكية واشنطن بوست في تقارير الأسبوع الماضي حيث كشفت عن تفاصيل صفقة أسلحة بقيمة 100 مليون دولار أبرمتها كوريا الشمالية مع شركة إماراتية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة واشنطن، التي تخشى كثيرا من برنامج بيونغ يانغ النووي.

كما أشارت إلى أن تقارير صفقة الأسلحة يبدو أنها جاءت ردا على ادعاءات أخرى نشرت في موقع صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، والتي تشير إلى إقامة قطر علاقات قوية مع كوريا الشمالية، من خلال توظيفها لعمال مهاجرين من بيونغ يانغ للمساعدة في بناء مرافق كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامته في الدوحة عام 2022.

وتستهدف كافة التقارير، بحسب الصحيفة، التأثير على الوسيط الأمريكي، بحيث يميل للكفة الأخرى، خاصة بعد إدراك الطرفين أن اللعب بورقة كوريا الشمالية مضمون بسبب العداء الواضح بين واشنطن وبيونغ يانغ.

وتابعت، قائلة “على الأقل هناك جزء من الحقيقة صحيح في كلا الادعاءين، سواء تشغيل عمالة من كوريا الشمالية أو صفقة الأسلحة التي تمت عام 2015، وتم تسريب معلوماتها من بريد إلكتروني رسمي خاص بالسفير الإماراتي في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة”.

في حين أعرب الرئيس التركي عن أمله بقدرته على المساهمة في حل الخلافات بين دول المنطقة، وفي المقام الأول في “استقرار الوضع المرتبط بإمارة قطر”

وتجدر الإشارة إلى أن عشر دول قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في بداية شهر يونيو / حزيران الماضي، وفرضت عليها حصار مواصلات حقيقيا، بعد اتهامها بدعم الإرهاب وإقامة علاقات وثيقة مع إيران الشيعية – العدو الجيوسياسي الرئيس للملكة السعودية وغيرها من ممالك الخليج السنية.

واتخذت تركيا رسميا موقفا داعما لا لبس فيه إلى جانب قطر، وانتقدت ممارسات ممالك الخليج العربية في التعامل مع الدوحة، وزادت من وجودها العسكري على أرض الإمارة القطرية ليصل إلى 5 آلاف عسكري، بهدف “الحفاظ على الاستقرار في المنطقة”. لكنها في الوقت نفسه، دعت جميع أطراف النزاع إلى إيجاد حل سلمي للتناقضات القائمة فيما بينها.

وحول النتائج النهائية لجولة أردوغان، اقتصرت المصادر الرسمية في تركيا ودول الخليج، التي زارها الزعيم التركي، على إيراد عبارات مقتضبة جدا، حول “الطابع الودي الذي ساد الحوار” من دون التطرق إلى مضمون المفاوضات بين الجانبين التركي والعربي، أو النتائج التي تم التوصل إليها.

وكانت وكالة الأنباء السعودية الوحيدة، التي ذكرت أن الملك سلمان بن عبد العزيز وأردوغان “ناقشا بنجاح قضايا مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله”.

غير أن موقع “المونيتور”، التحليلي الدولي لاحظ أن هذه الجولة كانت ضرورية لأردوغان، قبل كل شيء، لتلافي “التناقضات الاقتصادية” بين تركيا وممالك الخليج العربية، التي أعلنت مقاطعتها لقطر، وخاصة أن “الاقتصاد التركي تضرر بشكل بالغ، نتيجة هذه الأزمة المستمرة” كما يؤكد محلل “المونيتور” الصحافي التركي ذو الفقار دوغان.

من جانبه، يشير المحلل السياسي التركي عصمت كوناك في مقابلة مع صحيفة “كوميرسانت” إلى أن جولة السيد أردوغان أظهرت مرة أخرى أنه “ما دامت أنقرة تحافظ على علاقات وثيقة وخاصة الاقتصادية منها مع الدوحة، فإنها عمليا لن تستطيع لعب دور الوسيط بين الدول العربية.

أن الدول العربية تملك من الإمكانيات والمنظومات، ما يجعلها كفيلة بحل مشاكل الكرة الارضيّة لكن المشكلة تكمن في خلط المصالح الشخصية بالمصالح العامة، ورغم اعترافها بفشل مؤسسات العمل العربي المشترك في حل نزاعات سابقة وخاصة الجامعة العربية إلا ان عدم الجدية التي تتعامل بها الأطراف مع القضايا المصيرية من الاسباب الرئيسية في التصعيد للازمة ، والاستهتار في تصنيف الأولويات والانصياع وراء نزاعات قد تكون في معظم الأحيان شخصية هي التي من الاسباب المباشرة في مثل هذه النزاعات

 

أحدث المقالات