اظهرت لنا بعض مواقع التواصل الاجتماعي و بعض القنوات التلفزيونية صورا لرئيس الوزراء العراقي و رئيس البرلمان العراقي و هما يقفان محدقان متفحصان لأريكة عُبث بها، و من الذي عبث بها لا ندري، الله وحده العالم بذلك، و ها هما يقفان مواسيان الاريكة و متوعدان بالعقاب الصارم. يوم 30/4/2016م اجتاز الاف الفقراء و المعدمين سياج ما يسمى بالمنطقة الخضراء المحصنة و المحاطة بخطي بارليف و ماجينو و مراقبة بمئات الكاميرات العاملة ليل نهار و المحمية بألوية من الجيش العراقي و (البيشمركة) هاتفين و مرددين سلمية مدنية حاملين معهم اقوى سلاح و هو سلاح الايمان بالله و الوطن و العقيدة السماوية السمحاء و الاعلام العراقية و من تسلح بهذه الاسلحة لم و لن يؤذ انملة و لكن الالاف المؤلفة الثائرة و التي تقع تحت تاثير الايحاء الاجتماعي تُفقد السيطرة عليها احيانا. إن عبور هذه الجماهير الغفيرة يذكرني بتحطيم جدار برلين و اختراق سجن الباستيل. فهذا (ميرابو) احد ابطال الجمعية الوطنية الفرنسية يخاطب احد اتباع (لويس السادس عشر) قائلا: (اذهب الى سيدك و ابلغه إنا هنا بامر الشعب و لن نخرج الا على رؤوس الحراب) لم يقل الفقراء العراقيون ذلك بل كانوا يهتفون (بالروح بالدم نفديك يا عراق) و هذا ما نريده و هو زرع روح الوطنية و زرع روح المواطنة التي سُلبت منذ عقود من النفس العراقية الابية و في مثل هكذا مواقف يحدث ما يحدث و ما حدث في بغداد الاباء هو تلف بسيط في كنبة (اريكة) فمن الذي يستطيع السيطرة على هذه الحشود الهادرة كالطوفان بعد تجويعها و اضطهادها لعقود سوداء مرت على العراق و هن اسود من سني يوسف (ع)
فما لكم كيف تحكمون؟ هل وقفتم امام مواقع التفجيرات التي تهز العراق يوميا، هل زرتم السماوة؟ هل زرتم الحلة؟ هل زرتم المقدادية ؟ هل زرتم طوزخرماتو؟ هل زرتم الموصل؟ هل زرتم الفلوجة و الرمادي ووقفتم و تاملتم اطلالها و خرابها؟ هل زرتم مخيمات اللاجئين؟ هل زرتم المهجرين؟ هل زرتم و سالتم عن المهاجرين؟ هل زرتم و تفقدتم الايتام و الارامل؟ هل سالتم عن الذين يُخطفون يوميا دون ان يبان لهم اثر؟ هل وقفتم متاملين ثروات العراق المنهوبة؟ هل لاحقنم السُراق و المزورين؟ هل لاحقتم حيتان الفساد؟ هل استطعتم ان تسالوا امريكا ان القانون الدولي يلزمها اعمار العراق؟ هل استطاع احدكم ان يجلس مع الشعب و يساله حاجته؟ الستم من احزاب اسلامية؟ الم تسمعوا قول الامام علي (ع) (الحاكم والد و الناس ابناؤه)؟ اخواني في الدين و الانسانية و الوطن ان السجون و النيران لن تمنع الشعب من ولوج طريق الحرية ،لقد صبر الشعب على المكاره و هو مؤمن بالغد المشرق و واصل مسيره رغم سياط السنين العجاف لقد دُكت اركان و نُسفت صروح و لا شئ اقوى من صوت الشعب الا الله. الم تسمعوا بقول علي (ع) (خير البلاد ما حملك و الفقير غريب في وطنه).
ايها السياسيون ان السياسة ليست تهريجا و نفاقا فارغين رخيصين بل عملٌ شريف خالٍ من الادعاء و البهتان في سبيل عدالة اجتماعية لا انحراف عنها، أن راجعوا انفسكم و ضعوا الله و العراق نصب اعينكم و لا تبكوا على كنبة بل ابكوا على قلة زادكم لاخرتكم. و تذكروا قول عمر بن الخطاب (رض) (ويلٌ لابن الخطاب من ناقة كبت بارض السواد).
[email protected]