23 ديسمبر، 2024 2:16 ص

الارهاب أوجب من خبز الليل بالنسبة للنظام الايراني

الارهاب أوجب من خبز الليل بالنسبة للنظام الايراني

وظيفة كل ظاهرة تنبع من طبيعته وماهيتيه فعندما يذكر اسم ولاية الفقيه أول شي يتبادر الى الذهن هو أنه لماذا ولاية الفقيه ؟

لماذا نظام الملالي بحاجة الى التوسع والامتداد الايديولوجي الرجعي والمتخلف الخاص به؟ بأي حق يسمح لنفسه الخامنئي أن يعتبر نفسه اماما لكل مسلمي العالم! ويدفع في سبيل هذا المجال تكلفة باهظة؟

في عام 1979 ظهر الخميني الى الواجهة في وقت كان فيه أغلب الشعب الايراني ذو نزعة دينية وعقائدية تقليدية واستطاع بدجله وتدليسه التام تسخير هذا الايمان والاعتقاد لتأسيس رغباته المشؤومة ونصب نفسه عن طريقها اماما للامة ووليا لامر المسلمين.

واستطاع عن طريق وصوله للسلطة تحويل المساجد والمكتبات الى سجون واماكن للاعتقال والتعذيب. وأعدم النساء الحوامل والمراهقين بدون أي ادنى ذنب وبكلمة واحدة باختصار أعطى شكلا لأسس ديكتاتوريته الدينية تحت اسم الاسلام والدين و في مواجهة أقل معارضة قام بإسكات صوت الشعب الايراني عن طريق ذكر اسم الدين والمذهب فعندما نتحدث عن القائد في الجمهورية الاسلامية في ايران فهذا يعني أن القرار الأول والأخير يصدر من شخص واحد وهذا ما يطلق عليه منظرو النظام ولاية الفقيه المطلقة أو بمعنى آخر الديكتاتور المطلق.

بقية المناصب والأجهزة الرسمية الاخرى باختصار هي كلام فارغ لاقيمة له. وان بقاء ولاية الفقيه هذه ترتكز على أساسين اثنين هما القمع في الداخل وتصدير الارهاب الى خارج الحدود

وهنا أنوي فقط أن اتطرق للاشارة الى الحالة الثانية من أسس هذه الاصولية.

الخميني في السنوات التي تلت الثورة بدأ تأسيس ايديولوجيته الرجعية عن طريق بناء المدارس للاطفال والمراهقين في بعض الدول تحت اسم (كشافة المهدي) ومن بعدها تأسيس مؤسسة باسم منظمة سما المرتبطة بجامعة ما يسمى جامعة الحرة الاسلامية وأقدم على بناء المدراس في دول العراق وسوريا وافغانستان وجمهورية اذربيجان و… الخ .وانفق تكاليفا باهظة وطائلة في مجال التعليم النظري للاطفال بما يتماشى مع اهدافه وخططه وقام بتثبيت مسامير ولايته وأحكمها أكثر فأكثر.

بنفس الطريقة أيضا في أوساط الشاب قام بتأسيس جامعات باسم جامعة المصطفى للطلاب الشباب.

وفي داخل إيران، كان ذلك ممكنا للأجانب في مدينتي قم ومشهد وفي خارج الحدود أيضا بغية الترويج والاعلان عن توسع اهدافه في الدول الاخرى مثل الهند وافغانستان والعراق واليمن وبقيه دول الشرق الاوسط والأدنى والأقصى.

كان الهدف هو إنشاء الأيديولوجية الأصولية لحكام طهران في عقل وضمير الاطفال والمراهقين حتى يضمن بطريقة أو بأخرى بقاء هذا النظام المشؤوم ويعمل على انتشاره وتمدده نحو الاجيال القادمة بهذه الطريقة أيضا.

مرحلة العمل الاخرى كانت باطلاق الشبكات المتنوعة بغية الاعلان والاستثمار الثقافي في الدول الاخرى. هذا العمل كان عن طريق تأسيس قنوات فضائية ومحلية بهدف توجيه ودعم مليشيات ومجموعات العمليات الارهابية في المنطقة وتحريضها وتشجيعها.

أحد أمثلة هذا الموضوع هو تلفزيون آفاق الذي يخدم نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، شبكة الغدير التي تخدم فيلق بدر أو شبكة فلسطين اليوم حيث يتم انفاق تكاليف باهظة من اجل هذا العمل.

والحقيقة أنه في هذا الصدد لا يمكن لسطور مقاله واحدة أن تعكس الصورة الشريرة والمشؤومة لظل الأخطبوط الأصولي في المنطقة بأكملها.

إن ظل قوات الحرس الايراني يتمدد كل يوم أكثر فاكثر ويتقدم خطوة أبعد على حساب دماء وارواح وممتلكات الشعوب المظلومة في المنطقة من أجل توسيع الاصولية الصادرة من طهران.

خلال أحدث الأبحاث في هذا الصدد، إن التكلفة التي أنفقها النظام الإيراني على مثل هذه الإجراءات المدمرة تقدر بـ 150 مليون دولار. (طبعا فقط في مجال الاستثمار الثقافي).

الإحصائيات الدقيقة ليست معروفة لأحد، لكن ما هو واضح وملموس بالنسبة للشعب الإيراني هو تكاليف المعيشة الباهظة والمرتفعة!

المواطنون الذين ضربهم الزلزال في كرمانشاه، والذين ، بعد شهور من الزلزال ، مازالوا محرومين من الحد الأدنى من الدواء اللازم والاستقرار والأمان وذاقوا الطعم المر لهذه الحرمان بكافة أصنافه وألوانه.

أولئك الذين يموت أطفالهم الصغار أمام أعينهم بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى متطلبات المعيشة الأساسية وضروريات الحياة الرئيسية ويبقى أقاربهم المكلومين وحيدين في هذا العالم …

ولقد لمس العامل الايراني هذا الألم بشحمه ولحمه وذلك بسبب عدم دفع رواتبه المستحقة منذ شهور فأصبح العمال يخجلون النظر في عيون أولادهم بسبب عدم قدرتهم على تأمين اقل متطلبات حياتهم. هؤلاء العمال ذاقوا طعم الجوع والفقر والفاقه في ظل الاصولية الدينية وفي مقابل حقوقهم ورواتبهم الضائعة لايملكون خيارا سوى الانتحار وحرق انفسهم وفي بعض الاحيان بشكل جماعي مع زوجاتهم وأولادهم وأطفالهم .

النساء، الشباب، الضحايا، المثقفون والمتقاعدون ايضا كلهم لديهم ألم ووجع مشترك و من الجلي أن كل هؤلاء من اجل الخلاص من الوضع الحالي الموجود علت أصواتهم جميعا نحو اتجاه واحد وهدف محدد هو : سقوط ولاية الفقيه.

إن تجاوزات وتوسع النظام في الشرق الأوسط هي دليل على ضعفه لا على قوته. هذه الدكتاتورية لاتنتهك حقوق الانسان على نطاق واسع في ايران فقط بل تشكل مصدرا لعدم الاستقرار في جميع انحاء الشرق الاوسط عن طريق سوء استخدامها للمنابع الاقتصادية في ايران. وهذا الخطر يهدد كل العالم. إن مواجهة هذا النظام لا يصب فقط في مصلحة الشعب الايراني بل في مصلحة منطقة الشرق الأوسط وكل العالم. وهذا الأمر يتطلب اتباع سياسة حاسمة في مواجهة سياسات التماشي والتهدئة مع هذا النظام وكما يتطلب دعم انتفاضة الشعب الايراني التي ستأخذ أوجا جديدا وبسرعة أيضا في يوم الثلاثاء(13 مارس) الأخير من السنة الايرانية وكذلك الاعتراف بشكل رسمي بالبديل الديمقراطي للنظام كحق للشعب الايراني والاعتراف رسميا بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية.