23 ديسمبر، 2024 11:59 ص

الارض المحترقة

الارض المحترقة

عمدَ النظام البائد بعد علمه بان  قوات الاحتلال سوف تدخل بغداد لا محاله ، وبعد ان يأس تماماً من ان الامر واقع لا محاله حتى قبل بدء مرحله اعلان الأميركان انهم عازفون فعلاً على  احتلال العراق وتخليص شعبه من نظام قمعي ، احرق شعبه في الحروب ، واجتثهم من الوجود بماكنته القمعيه التي اجريت الأخضر واليابس ، بل احرق الوجود الإنساني ، وعندما ياس من ذلك عمد الى أسلوب” الارض المحترقه ” ، وهي كما يعرفها الخبراء العسكريين بانها سياسة ذات بعدين :
١) سياسي: تكون في بعد لا انساني تتمثل في التدمير وهذا البعد لايحترم القوانين الدولية
٢)اقتصادي: حرق مساحات مزروعة لا سيما الحبوب بغرض تجويع الجزائريين و بالتالي اخضاعهم للسلطة الفرنسية .
وهو أسلوب يعمد اليه بعض قاده البلد عندما يشعرون ان أوضاعهم بدأت تقترب من الفشل ، وفضح مخططاتهم ، وعندما يجدوا أنفسهم في  زاويه حرجه نراهم يعمدوا الى أسلوب ان يجعلوا الارض محترقة ، وتفعيل كل الملفات ، وفتح كل  الجبهات ، وهو أسلوب ليس من ألقوه في شيء بل هو أسلوب الضعفاء ، والذين لا يستطيعوا الوقوف لحل مشاكلهم ،بل الهروب او نكس رؤسهم التراب للهروب من الحقيقة .
لهذا نجد السيد المالكي في اغلب خطاباته يعمد الى أسلوب التسقيط السياسي وبجميع الخصوم ، دون استثناء ، وبأسلوب تهجمي لا خط رجعه فيه ، وهذا الشيء مستغرب في السياسيه ، لانها بمعنى عام ما هي الا تنافس من اجل كسب الجمهور لا إحراقه ، والفوز على المنافس لا تسقيطه ، فنرى المالكي قد فتح جميع الجبهات وعلى مصراعيها وعلى الجميع .
وإذا عدنا الى الوراء قليلا نجد العداء بدا مع “متحدون ” وكيف ان الأمور بينهما وصلت الى حد كسر العظم ، والتقسيط السياسي ، وتلاها التحالف الكردستاني ، والذي هو الاخر لم يسلم من الضربات الموجعه من قبل المالكي ، ووصلت الأمور وصلت الى حد المواجهه ، وتقديم القوات المسلحه ، ولم يظلم حتى شركائه فبدا بالشهرستاني والذي اتهمه بالمذاهب في اكثر من مناسبة ، وغيرهم من شخصيات كانت حليفه معه ، ولم تنتهي العداوه هنا ، فالتصريحات الاخيرة على موقع ” France 24 ” والتي شن فيها هجوما ضد السيد مقتدى الصدر ، متهما إياه بانه لا يفقه من السياسيه شيء ، وانه حديث العهد بها ، ناهيك عن الحرب الباردة ضد غريمه  الكلاسيكي ” المجلس الأعلى ” والذي يعتقد بها انه اخطر منافس له سياسيا ،،، هذا كله وهو يعد العده نحو تجديد الحكم والولاية الثالثة ، ولا نعرف مع من يتحالف وسط هذا العداء ، ولا خط رجعه له معهم ؟!!
اما الوضع الإقليمي فحدث ولا حرج ، فلا يوجد اي علاقه جيده مع احد من الجيران ، وان وجدت فإنها لا تتسم بالثقة والمصادقيه ، بل هي قويه بقوى المصالح التي تربط هذا البلد مع  العراق ، ولا فإنها نبقى علاقه روتينية بارده لا وجود للمصالح المشتركة بينهما ، فأزمات مع دول الخليج ، وحرب مفتوح مع الدوله الغربية ، وعلاقات بارده مع تركيا ، وغيرها من اتهامات متبادلة ، وهجوم  تظنه حكومه العراق بين الحين والآخر على هذه الدول دون مراعاه مصلحه العراق أرضا وشعبا .
الرئيس والقائد الناجح هو من يملك الإرادة عن القرارات المصيرية ، ويكون قويا عندما يعجز عن القيام بمهامه كرئيس للدوله ، ويقول لشعبه وهو مرفوع الرأس ، اعتذر لآني لم أكن على قدر الثقه التي اعطيتمونيها ، ويكون بذلك خرج قائد ورئيسا قويا ، لا منفوش الرأس ، يلاحقه القضاء ولعنات شعبه الى الأبد .
ابتلينا نحن العراقيون ، من بعض السياسيين الذين لا تهمهم مصلحة شعبنا وبلدنا ، ومنهم من يتلذذ بتطبيق سياسة الأرض المحروقة مع خصومه السياسيين، ولو على حساب كرامة الانسان وحقه في الحياة المدنية الكريمة والآمنة لهم ولأبنائهم، وما يحدث في العراق من تحويل الأنبار إلى مستنقع من الدماء من أجل إقصاء خصوم وفرض الامر الواقع ، وإدامه صراع مذهبي لا ينتهي ، يدفع ثمنه الشعب الجريح .. وهذا الهدف في حد ذاته يثير الألم والحسرة في آن واحد! فعلاً، كان الله في عون شعبنا ، خصوصاً من ليس له يد في ما يحصل من اقتتال طائفي مرير، والذي يعود ذلك كله بسبب أطماع شخصية. وحزبيه وتخبّط واضح في إدارة شؤون الدولة وأموالها ومستقبلها، من هواة السياسة في العراق !!!
يبقى علينا ان نطرح التساؤل المفتوح ، ونحن على اعتاب نهاية الولاية الثانية والسيد المالكي متخاصم مع جميع الشركاء السياسيين فكيف سيتصالح معهم ويتحاور في المرحلة القادمة خصوصاً وهو يسعى الى ولاية ثالثة ؟!!!