18 ديسمبر، 2024 5:08 م

الارض الحزينة …انقذوا هذه الارض

الارض الحزينة …انقذوا هذه الارض

لا اعرف هل يتحتم عليَّ ان اذرف الدموع الان ام افرح ؟ حقا لا اعرف .. ثلاثة سواح – سيدة وشابين- يتجولون في بعض مناطق العراق المختلفة وهم منفعلون من شدة التأثر او لأنهم يشعرون انهم يتجولون في اخطر منطقة على هذا الكوكب – الا وهو العراق – الحق معهم لان الاعلام الاخارجي والداخلي قد شوه ولازال يشوه صورة اجمل بقعة ارض على هذا الكوكب بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى. شعرتُ ان قلبي يكاد ان يتوقف عن الحركة من شدة الحزن وانا اشاهد السيدة تتحدث بكلمات جميلة عن منطقة سامراء – والحقيقة شعرت انها تواسيني شخصيا وتواسي هذه الارض الحزينة بكل ماتعنيه هذه العبارة من معنى ..

ارض بائسة عطشى واشواك منتشرة في كل مكان – والغريب انها تقول لم اتصور ان العراق بهذا الجمال وان الارض خضراء في كل مكان – والحقيقة هي غير هذا وذاك. ارض ممزقة في كل مكان واشجار جرداء تشكو العطش ومعالم سياحية كانها مجموعة من قبور بائسة كأن الانسان في هذا البلد ليس له وجود . بكيت بصدق وانا اشاهدها تتسلق ابنية بالقرب من آثار سامراء مهشمة لا احد يفكر في اعادة اصلاحها من اجل العراق وارض العراق . يوما ما عام 1987 كنت مرافقا لرئيس البرلمان الياباني الذي زار العراق كضيف على المجلس الوطني وارسلتني وزارة الاعلام لأكون مترجما للوفد آنذاك …كانت هذه المنطقة كقطعة من الجنة ورب الكعبة وبانوراما مذهلة جعلت اعضاء الوفد يفتحون افواههم من التعجب. اليوم مجرد احجار وصخور متناثرة شعرت بالحياء وهؤلاء السواح يحاولون الصعو او التسلق الى اعلى البناية بشق الانفس.. اعرف انهم يتعحبون من كل شيء لان هذه هي زيارتهم الاولى الى العراق ولم يشاهدوا العراق حينما كان بلدا بكل معنى الكلمة يوما ما ..اليوم العراق صار كرجل عجوز يحتضر امام الاطباء من كل الجنسيات ولا احد يفكر حتى بتضميد جراحة ..

اريد ان اتكلم عشرات الصفحات لكنني اخشى شيء اخر ربما يقطع لساني ويجعلني اخرسا الى الابد…سلاما ايتها الارض الحزينة …من يدري لعل رجلا ما او جيلا ما او بطلا ما يأتي يوما ما وينقذ هذه الارض الممزقة في كل ما….من يدري ..كل شيء جائز في هذا الكون ………..شكرا للسيدة السائحة التي قالت كلاما جميلا عن وطني الممزق في كل مكان.