المعلومات الاستتخبارية المتوفرة قبل العاشر من حزيران كانت كلها تشير لحدوث امر خطير في العراق ,لكن الفوضى والتنافس السياسي وتغليب المصلحة الخاصة على مصلحة البلد كلها جعلت من المخطط الظلامي ينجح وتحصل الفاجعة التي كان ضحيتها الاولى ابناء محافظة نينوى وصلاح الدين , فظهور عصابة داعش وسيطرته على الارض ليس خبرا سارا لكل ذي عقل .
بقي انت نعرف كيف حصل الامر ؟ ومن كان الدافع ؟ ودول الجوار هل كان لها دور في الذي حصل ؟ نريد ان نعرف لنستفيد من اخطائنا ونمحص الصديق من العدو .
وهنا محور الحديث سيكون عن دور الاردن في الذي حصل خصوصا وانها هذه الايام تجمع فلول النظام وعصابات التكفير على ارضها لاقامة مؤتمر ضد العراق في خطوة عدائية فاضحة لا يمكن السكوت عليها او ان تمر مرور الكرام .
اولا يجب ان نعرف دور الاردن من الازمة السورية فهو امر هام في معرفة طريقة الاردن ,كما هو معروف ان الاردن كيان قلق ولد على يد البريطانيين , يعتاش على الازمات , اداة بيد الغرب في ادامة الازمات فدوره فاضح في حروب العرب مع اسرائيل , ودوره في حرب الخليج الاولى والثانية لا يخفى ! وصولا للازمة السورية وخبث الدور المناط به , فهو على مدار ثلاث سنوات من الازمة السورية كان للاردن تورط بالاحداث بما لا يقبل الشك في دعم الجماعات المسلحة عبر السماح للولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية واسرائيل باستخدام الاراضي الاردنية مراكز عمليات الارهابيين تخطيطا وتدريبا واسنادا وتسليحا وتمويلا وتجنيدا ومشاركة واستقداما لمسلحين وتمريرهم بالالاف عبر الحدود وهذا الامر لا يشكل سرا بل هو مكشوف للجميع , الاردن تعمل لكن لا تصرح رسميا , بل تنكر أي تدخل لها . فهي عضو اساسي في محور الشر لكن متخفي وغير رسمي الاعلان .
نفس هذا الدور الاردني بالازمة السورية هو موجود فهي راس الحربة التي يضرب بها العراق , السعودية تعلن عن غلق حدودها مع العراق كي تبراء نفسها امام الراي العالمي وبالمقابل تصبح ارض الاردن غرفة عمليات ضد العراق بكل انواع الدعم لداعش , وعلى مدار السنة الماضية الى ان تحول الوجود الداعشي لحقيقة في حواضنه على ارض العراق , مع تدخل استخباري اردني للمساعدة في الحركة والتخطيط وايصال المعلومات .
لذا سقوط الموصل كان بدعم اردني كبير للعصابات الاجرامية , فالارادة الظلامية لمحور الشر امريكا واسرائيل وتركيا والسعودية وقطر لتفخيخ الوضع العراقي والدفع به نحو استنزاف داخلي لا ينتهي ,وهذا المخطط لا يتم الا بالدور الاردني المحوري في الحرب ضد العراق .والاردن لم ترفض الدور بس ابدعت بالشر فهي دوافعها الحفاظ على عرشها ولا يتم الا بنشر الفتن من حولها والتكسب منم هذه الفتن ,ودوافع مادية تكسبها عندما تلبي رغبات محور الشر , ويحدث هذا دائما في ظل غياب المبادئ والاخلاق في العلاقات العربية مع الاسف !
هذا الامر لم يحرك السياسيون لاعلان موقف صريح من الاردن بل انشغلوا في تفاهات غير مجدية مع انهم كان من الممكن لوي ذراع الاردن وكسبها الى صف العراق عبر الجانب الاقتصادي , فالنفط العراقي حيوي للاردن لكن الحكومة العراقية لا تفقه فن العلاقات الخارجية مما جعلت البلد يغرق .
وها هي الاردن تتمادى في دورها العدائي ضد العراق بعد ان وجدت ضعف وكسل وغياب للوعي لدى الساسة العراقيون فلا مقاومة ولا خوف منهم مما جعلها تتمادى , فبعد سقوط الموصل بتدبير اردني ها هي تفتح ارضها لاستقبال بقايا البعث وشواذ الداعشيين , وشيوخ الارهاب , واعداء العراق لتجمعهم لمؤتمر علني ضد العراق . لتحشيد الهمم وكسب التاييد والخروج بمخطط جمعي لكل قوى الفساد والظلام في عملية تدمير العراق.
والحكومة تستمر بضخ نفط البصرة للاردن !!
ننتظر خطوات عملية مدروسة عبر خطة محكمة سياسية اقتصادية استخبارية في عملية معاقبة اعداء العراق ثم جعله اداة بيد العراق وليس خنجرا في الخاصرة .