واشنطن تعاني من الإرباك والضياع بعد خروجها من الاتفاق النووي وجميل ان تقلق و ترتبك ، نتيجة فقدانها لهيمنتها على المنطقة ومقدرات العالم بعد صعود نجم قوى استراتيجية عظيم ليوقفها عند حدها، وتلغي احتكارها لمنظمة الامم المتحدة ومجلس أمنها بفشلها المهين خلال الاشهر الماضية في جميع محاولاتها، وتعيش حالة من إلاذلال لكي تلجأ الى الجمعية العامة للأمم المتحدة فتفشل دون استجابة من احد وتبحث عن عدو وبقنابل دخان مصطنعة بلا رماد ، هدفها التضليل فقط وتهيئة الأجواء لإنجاح عنصر المفاجأة في حال تقرر الهجوم ولكن خابت ظنونها ومن فشل الى فشل . لذا تراها تارة تتحدث عن إيران، وتارة عن روسيا، وأخري عن الصين. لكن في الحقيقة، إن أكبر عدو للنظام الأمريكي اليوم هو شعبه، وهذا الشعب هو من سيُركع هذا النظام بسبب المشاكل التي يعاني منها ، مثل الشرخ الطبقي الكبير، التمييز العنصري، المشاكل الاقتصادية والبطالة الواسعة والإخفاق الإداري في مواجهة وباء كورونا، والضعف في الإدارة المجتمعية الذي دفع بخروج الجماهير في تظاهرات من اجل المطالبة في اصلاح هذه المشاكل .ولان الحكومة ليست لها حلول اجبرتها للخروج من الازمات في استعمال القسوة للتقليل من الضغط الحاصل عليها ، وارتكاب القتل، والتعذيب علي يد رجال الشرطة الأمريكية وفي الخارج فانها تواصلُ ممارساتها التضليلية للمجتمعِ الدولي بشأنِ اتخاذِ مجلسِ الأمن الدولي إجراءاتٍ لاستئنافِ القراراتِ الخاصة باجراءاتِ الحظر على البعض من البلدان التي لم تركع لسياساتها البلطجية وفي التهديد لمحابتها في قراراتها و بالحملات الإعلامية الواسعة التي تثيرها بهدف قلب الحقائق الموجودة وباهداف ومديات قصيرة ، متوسّطة ،وطويلة والتي تروم من خلال فرض الحظر علي هذه البلدان وخاصة الشعب الإيراني وتسعي عبرها لانهيار اقتصاد البلاد والسعي لتيئيس هذا الشعب و التضييق عليه ومنعه من التقدم لا سيما علي الصعيد العلمي وهناك الكثير من الإنجازات التي تحققت خلال الحظر، منها صناعة الطائرات الحربية، وقطع غيارها الحساسة، وتأسيس آلاف الشركات التنموية، وبناء مصفاة نجمة الخليج من قبل قواتها المسلحة، والكثير من الأعمال الكبيرة في حقل بارس الجنوبي، ومشاريع وزارة الطاقة علي صعيد الماء والكهرباء، ومشاريع وزارة النقل، فضلاً عن الإنجازات المذهلة علي صعيد الصناعات الدفاعية بالاعتماد علي الذات، وتحقيق الاستقلال الداخلي، فوق ما تصوره أعداؤه في الخارج، و من يضمر له السوء في الداخل… فيما تؤكد الحقائق أنّ الإعلانَ الأميركي باطلٌ و اي اجراء للحظرِ دون قرار من مجلس الامن والامم المتحدة ليسَ له ايُ اثرٍ قانوني، لان واشنطن أوقفتْ من جانبٍ واحد المشاركةَ في الاتفاق النووي، ولا يمكنُ اعتبارُها دولةً مشاركةً فيه حسب قول منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيف بوريل، أنّ تطبيقَ الالتزامات برفعِ اجراءاتِ الحظر سيستمرُ بمُوجَبِ الاتفاقِ النووي،ومن واجب الجميع حفظ الاتفاق ،
هنالك اليوم ظروف خاصة للتحايل واجبرت اميركا والكيان الصهيوني وبعض الدول الغربية اختيارحبل الوسط بين مرحلة الحرب الخشنة والحرب الناعمة بعد ان توصلوا في مراكز ابحاثهم الي ان الحرب الخشنة مكلفة ومثيرة للكراهية وان الحرب الناعمة مكلفة جدا وتستغرق وقتا طويلا لتعطي مردودها لذا فقد لجاوا الي نوع اخر من الحرب وهو مزيج من الحربين “الخشنة والناعمة “بطبيعتها مع الدول المختلفة في ضوء الثقافات والقدرات التي تمتلكها هذه الدول.
وقد فهمت الجمهورية الاسلامية الايرانية اللعبة واختارت افضل الطرق للخروج من هذه المشاكل التي اختلقها قوى الاستكبار العالمي اولاً البقاء والاصرار على البقاء في الاتفاق النووي في اطار 5+1 بشرط احترامه من قبل الدول الموقعة وعدم الخضوع للضغوطات من قبل البعض من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الذيلية في المنطقة ونجحت بشكل كبير بانه يكمن في التعاون مع المنظمات الدولية وبعض الدول الصديقة المهمة خارجياً والتنسيق معها والتعاضد والتلاحم الداخلي لمعالجة مشاكل الشعب مع تاسيس الرؤية الثورية في البلاد بقوة القادة الذين يمتلكون الطاقات اللازمة وان طريق الخروج المفعم بالفخر من هذه الظروف ليس صعبا ولكن ينبغي الالتزام بضرورات الحكمة في هذه المرحلة و المتمثلة بالتعاضد والتعاون وترسيخ التنسيق بين السلطات جميعاً وسد الثغرات التي من الممكن للعدو استغلالها .