23 ديسمبر، 2024 7:09 م

الاراضي تسقى ماء أما أرض العراق فتسقى دماء

الاراضي تسقى ماء أما أرض العراق فتسقى دماء

أستهلال :
هذا ليس مقالا بل هو سرد تأريخي / شبه موثق ، لأهم أحداث العراق ذات الطابع الدموي أو العنف المفرط  / من وجهة نظري الشخصية ، مع تعليق مقتضب ، لأن الحدث أو الواقعة في بعض الأحيان تتكلم عن حالها ،   الموضوع يتناول أهم  الحقب الزمنية / أختيار غير محدد ، التي أرى أنها غيرت من وجه العراق ، وسأبتعد عن التقييم لأي حدث أو شخصية ، وسأكتفي بأشارات / أن أحتاج الأمر ، وقد أستعرض لوجهة نظر واحدة أو أكثر بخصوص الحدث  .. في النص ، سأقتصر على سرد حادثة واحدة من صدر الرسالة الأسلامية / أذا صح القول ، وأخرى من نهايات العصر العباسي ، أما الباقي فهي تبدأ من مقتل العائلة الهاشمية المالكة في 14 تموز 1958 وصولا الى نوفيمبر/ 2014 ..
تمهيد :   
     ليس من أرض سقيت دماء بدل الماء كما سقيت أرض العراق ، حتى أصبح كأنه ساحة موت ، الأمر الذي جعلنا أن نعثر في عمق الأرض بدل جذور النخيل على هياكل عظمية ، وأن نصطاد  في دجلة بدل السمك بقايا جثث ، والتأريخ سطر في وثائقه على ما شهد هذا الوطن المأزوم دوما من أحداث وكوارث ووقائع ومعارك وحروب وملاحم أدت بالنتيجة الى .. تمزق وطن  و مآسي شعب وضياع هوية ، هذا ما شهده العراق كواقع ، فالماضي كان ألم وقهر ، وأن تأطر ببعض الزهو و التحضر في بعض حقبه الزمنية ، أما الواقع الحالي فهو تشرذم  وتقزم وقتل وترحيل وتهجير ، وحتى المنظور العام للوطن أصبح في أفقه أحلك من  دجى  الليل ..
النص :
    سأستعرض في الأتي مراحل و حقب زمنية  تخللها أحداث دموية  / وبأختصار وبأختيار الأهم من بين المهم / وحسب رأي الشخصي ، لأبين قهر وطن و أرض أسمه العراق :

    واقعة الطف / ختمت في 10 محرم سنة 61 هجري الموافق 12 أكتوبر 680 ميلادي :

وتلخص ب  ”  ثورة المظلوم على الظالم ويوم أنتصار الدم على السيف “
وتدعى أيضا معركة كربلاء ، ودامت ثلاث أيام ، كانت هذه المعركة في ظاهرها سياسي ، ” حيث رفض الحسين بن علي مبايعة يزيد بن معاوية / أي حول أحقية الخلافة والحكم لآل البيت – أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأئمته من بني أمية ، ” كانت قيادة آل البيت للحسين بن علي وتعداد جيشه / أو ما تبقى منه 72– 73 فرد ، و قيادة الأمويين بقيادة عمر بن سعد وتعدادهم 30000 فرد .. كان الناجي الوحيد من آل البيت هو علي بن الحسين ، تعتبر واقعة الطف من أكثر المعارك جدلاً في التاريخ الإسلامي فقد كان لنتائج وتفاصيل المعركة آثار  دينية و سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل إلى الفترة المعاصرة ، وكان هناك نوع من الأختلاف في النقل التاريخي لها ، الذي بدوره أضعف الدقة المعلوماتية في بعض الأمور ( نقل بتصرف مع أضافات من موقعي الوسط البحرينية و الويكيبيديا ) ” و بعد أن أستأثروا بني أمية ومن والاهم بالحكم فقد عملوا على صنع نموذج من الأسلام يستطيعون به ان ينعموا بنعم الدنيا وأن يستعبدوا المسلمين , وقد دأبوا على ذلك حتى قبل ان يستاثروا بها.” ( موقع الشيرازي نيت ، مقال بعنوان ” الأمام زين العابدين ” ل ظافر السيد سعيد الفياض / كربلاء المقدسة  ) .
– بدأت بهذه الواقعة التي يمتد جذورها لأكثر من 1334 عام ، والذي كان لها الأثر الكبير دينيا و مذهبيا ، و أمتد هذا العمق المؤثر كمراسيم وتقاليد لغاية اليوم بالنسبة للشيعة ، وسوف لا أتناول هذه الواقعة سوى من منظور واحد وهو السلطة و الحكم ، ومدى العنف الموظف في سبيلهما  ، فعندما فصل ” شمر بن ذي الجوشن ” رأس الحسين بن علي ، لم يفكر أو يتردد شمر بنحره ، بالرغم من أن القتيل هو حفيد الرسول محمد ، وأنما ما كان في مخيلته هو تنفيذ أمر الخليفة / الحاكم ، يزيد بن معاوية ، أضافة لغايته تصفية جميع نسل آل البيت ألا علي بن الحسين / لقدر ألهي ، وذلك حتى لا يطالبوا بالخلافة مستقبلا ، فالعقلية السلطوية مع العنف المتوحش هو الذي كان مسيطرا على قادة الأمويين في أنتزاع الخلافة من أي منافس لهم مهما كان نسبهم أو قربهم من الرسول محمد نبي الأسلام ، هذه هي العقلية القبلية المتعصبة ، في تنفيذ الأمر ، أذن فلتراق الدماء ولتقطع الرؤوس في سبيل السلطة و الحكم والخلافة !!
 2 .  الحدث المهيب الثاني الذي أستعرضه هو ” سقوط بغداد الاول ” في عهد الخليفة المستعصم بالله ( أخر الخلفاء العباسيين والذي حكم بين 1242 – 1258 م والذي أوكل و عهد بأهم  قراراته لوزيره / أبن العلقمي الذي خانه و سلمه لهولاكو / القائد المغولي ليهلكه بكامل طاقمه من الأمراء والقادة والقضاة و الوجهاء … ) يقال عنه كان طيبا ومتدينا !! ولكنه لم يكن متمرسا في الحكم ، فلم يجييش الجيوش لمجابهة الغزاة لأدعائه بعدم كفاية الأموال لدفع رواتبهم  ( لأن الأموال كانت تدفع للملذات و اللهو / الجواري والغلمان ! ) ، هذا الخليفة سلم بغداد حاضرة الدنيا الى الغزاة لان الملذات كانت تشغله عن أمور الوطن وأحوال الشعب ،( نقل بتصرف من مقال الكاتب طارق الخزاعي ، بعنوان هولاكو وجنده هدموا بغداد أم الخليفة المستعصم بالله ، موقع كتابات ) ، وعندما سجن هولاكو الخليفة المستعصم بالله في أحد غرف قصره التي سكنها هولاكو ، وزع جواريه هدايا على قواد جيشه….وعندما جاع المستعصم بالله فطلب طعاما من الحرس ….جلب له هولاكو بنفسه طبقا مملوء بالذهب وامره أن يأكل …ضحك الخليفة وقال : كيف يؤكل الذهب ؟
أجاب هولاكو : اذا كنت تعرف ان الذهب لايؤكل فلماذا أحتفظت به ولم توزعه على جندك وشعبك  ليحولوه الى سيوف ورماح ويمنعوا غزوي لبغداد وتهديم اسوارها الحصينة ؟                    –  التأريخ يعيد نفسه ، خليفة ماجن ، أكتنز الذهب و الفضة ، جملوا صورته بعض الكتاب ، وهو منغمس باللهو مع الجواري و الغلمان ، وتشير بعض المصادر أن عدد ” النساء التي أحصاها هولاكو الغازي في قصور حريم الخليفة المستعصم بالله ؟ سبعمائة حليلة وسريّة وألف خادمة  ” (  نقل عن مقال بعنوان ، المتنبي و” بوقا تيمور ” في الحلة / د. عدنان الظاهر –  موقع  alnnas .com   في 25.4.2007  ) ، بغداد سقطت وهتك شرفها هولاكو ، و الخليفة يهتك شرف الجواري ، وكل الذهب الذي أكتنزه بني العباس / لقرون ، والذي حرموه عن الشعب و الجيش ، نهبه هولاكو ..
–  خليفة غير مقتدر أستوزر وزيرا خائنا / أبن العلقمي ، سلما بغداد أرضا وحضارة ورجالا ، مع ألاف  القتلى  الذي فتك بهم هولاكو ، وسال دمهم على أرض العراق .. فما أشبه اليوم بالبارحة !! 
 3 . مذبحة قصر الرحاب / 14 تموز 1958 :
الملك فيصل الثاني (1935 ـ 1958) ، هو ثالث ملك وآخر ملك من الاسرة الهاشمية الملكية التي حكمت العراق للفترة مابين 1921ـ 1958.  فبعد وفاة الملك غازي عام 1935 ..آل الملك الى ولده الوحيد من زوجته الملكة عالية (فيصل الثاني) الذي كان آنذاك في سن الرابعة من عمره ، ولهذا اصبح خاله (الامير عبدالاله) وصيا على العرش فيما كان (نوري السعيد) هو الذي يدير الدولة العراقية ( نقل بتصرف مع أضافات من مقال بعنوان مذبحة قصر الرحاب ، من موقع برق ) .. فالملوك في مصر مثلا / الملك فاروق ، يترك مصر بكل عز ، وبشكل رسمي ، والعراقيون يعيدون تأريخ غزو هولاكو لبغداد ، ولكن بتبادل للأدوار ، فثلة من الجيش تصفي الملك فيصل الثاني والوصي عبد الأله مع عددا من افراد الأسرة الهاشمية وبعض العاملين في قصر الرحاب ، أما الشعب / الغوغاء ، فيثبت للعالم مدى الوحشية الذي يحملها تجاه أسرة مسالمة وحتى لوكان لها أخفاقات سياسية في الحكم .. فيستلم الغوفاء جثة الوصي عبدالله ويسحلها في الشوارع ثم يقطعها !! بمشهد خسيس وجبان وغير أنساني ( نقل بتصرف مع أضافات من مقال مجزرة  ” قصر الرحاب ” وصمة عار في تاريخ العراق ، داود البصري ، موقع أيلاف في 23.يونيو .2012  ) ، عمل يندى له الجبين ، أرتبط لبشاعته بالذهنية العراقية و العربية و العالمية معا ،  أما القامة العراقية الخالدة نوري باشا السعيد سحلت جثته ثم سحقت بدبابة ثم أحرقت الجثة وسط الأهازيج والزغاريد والتصفيق بحياة الثورة مع رفع صور جمال عبد الناصر ثم وضعت بقايا الجثة على جسر الوثبة تحت عجلات السيارات ، لكن أحد المارة جمع ما تبقى من عظام الجمجمة ووضعها في كيس وحملها الى الكاظمية / رغم ان السعيد كان عراقيا سنيا من عائلة قرغول المعروفة ، ودفنت الى جانب مقبرة حسين السيد يونس ، ويقال ان السيد عبد الهادي الچلبي ، والد أحمد الچلبي ، هو الذي رتب مراسيم الدفن والتكاليف ( نقل بتصرف مع أضافات ، من موقع أفكار حرة ) .
– أرى أن مشهد العنف المتوحش الحالي للمنظمات الأرهابية ، في بعض من جوانبه كانه أستنساخ للحالة الغوغائية التي كان عليها الشعب أيام ثورة 14 توز 1958 ، مع أختلاف المستهدف منها ، حيث أن داعش / مثلا ، أستهدفت العراق كله أرضا و شعبا وقواته المسلحة ، بينما الغوغاء أستهدفت العائلة الحاكمة ورجلها القوي نوري باشا السعيد ، وأرى أيضا أن ثورة تموز 1958 كانت بدائية في تنظيمها ، مرهقة في نهجها ، ضعيفة في السيطرة على مجريات الاحداث ، لكل هذا وغيره وقع كم من الضحايا ، التي كان أولها الأسرة الهاشمية ورجالها ، أما السلوك الغوغائي فهو المتوقع لشعب لا تقيده أنظمة ولا تحده سلطة ، لأجله سقيت الأرض بدماء الملك وعائلته ورجاله ..
4. الفترة 1958تموز – تموز 1968 :
توالى الحكم خلال هذه الفترة وعلى التوالي ، عبد الكريم قاسم 8 يوليو 1958 – 8 فبراير 1963 ، عبد السلام عارف 8 فبراير – 13 أبريل 1966 وعبد الرحمن عارف 16 نيسان، 1966 – 17 تموز، 1968
سأذكر مارأيت أنه الحدث الأهم وليس المهم ، وذلك لأن الفترة محملة بل حبلى بالأحداث ، وسأذكر الأحداث النوعية الأكثر عنفا ووحشية .. كالأتي :
–  محكمة الشعب ، أو المحكمة العسكرية الخاصة أسست عام 1958 بأمر من عبد الكريم قاسم ، وترأس محكمة الشعب العقيد فاضل عباس المهداوي( 1958ـ 1963) واسمها الرسمي ، المحكمة العسكرية العليا الخاصة   ، والتي ذهب من جرائها الكثير من الضحايا  ( المصدر مدونة الكاشف ) .
– حركة / ثورة العميد الركن عبد الوهاب الشواف ، القوميون العرب ، سببوا الحركة للأسباب التالية  …      ” أن أهالي الموصل كانوا قد شعروا بتفرد الزعيم (العميد ) الركن عبد الكريم قاسم ، وكان آنذاك يشغل منصب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية ، وابتعاده عن أهداف ثورة 14تموز 1958، وتفريطه بزملائه من قادة وضباط قادة الثورة ، وفسحه المجال لتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي ، والمقاومة الشعبية والأتحادات والنقابات ووسائل الأعلام المؤيدة لهم ، آنذاك ، لإبعاد العراق عن محيطه العربي ، ومعاداة الأحزاب والقوى القومية وترسيخ فكرة الجهورية العراقية الخالدة أي قطع الطريق أمام كل محاولة للوحدة أو الاتحاد مع الجمهورية العربية المتحدة ( مصر وسوريا ) والتي كان قيامها في شباط 1958 ، والتي تمثل استجابة لحلم العرب في الوحدة العربية ”  ( المصدر ، نقل بتصرف من مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ، ثورة الشواف أذار 1959 ) . بينما مصادر أخرى تبين حركته بأنها انقلاب ، وتذكر بأن عبد الوهاب أنه كان تواقا للسلطة والمناصب ..
–  مذابح الموصل وكركوك ، في التاسع من آذار عام 1959 وصل عدد كبير من الشيوعيين من انصار السلام المنتمين لميليشيا (المقاومة الشعبية) إلى الموصل ومعهم مجموعات كردية مسلحة وبدأوا بإقامة محاكم في شوارع الموصل التي تعتقل وتحكم بـ (الأعدام) وتنفذ فوراً ، كما قامت المقاومة الشعبية بالاعتداء على المساجد ورجال الدين ، ثم بدأت عمليات السحل والتمثيل بالجثث والتعليق على أعمدة الكهرباء وقطع الأوصال والحرق تطال القريب والبعيد ،، وقد ذكرت صحيفة الحزب الشيوعي (أتحاد الشعب) في عددها الصادر بتاريخ 13/3/1959 ،، ((علقت وسحبت جثث المجرمين القتلة في مدن الموصل وقراها وانجلت المعركة فإذا بالعشرات من المجرمين الشرسين العتاة مدنيين وعسكريين صرعى في دورهم أو على قارعة الطريق في الموصل وتلعفر وعقرة وزاخو وفي كل زاوية)) ،، وفي عدد آخر صدر بتاريخ 16/3/1959،، ((لنا من الاعمال البطولية في الموصل خبرة وافرة في سحق الخونة ،، إنَّ مؤامرة الموصل وسحقها وسحل جثث الخونة في الشوارع ستكون درساً قاسياً للمتآمرين وضربة بوجه دعاة القومية)) ،، وكذلك حدث نفس الشيء في كركوك بعد ان توجه لها الشيوعيين وبصحبتهم المجموعات الكردية المسلحة ،، لينفذوا أبشع الجرائم والانتهاكات في تموز 1959 ، وقد شهد الحزب الشيوعي على نفسه ، فقد أعترف عضو اللجنة المحلية للحزب الشيوعي “عدنان جليميران ” أثناء محاكمته عام 1963 قائلا ،، ” في رأيي ان أبرز الجرائم التي نتحمل نحن الشيوعيين مسؤوليتها الكاملة مجزرة كركوك و الموصل ” ( المصدر ، نقل بتصرف من شبكة أخبار العراق – مقال بعنوان / مجازر الموصل وكركوك تاريخ اسود ) .
–  أعدامات حدثت في منطقة الدملماجة في الموصل ، ويوجد غيرها الكثير ..
*  كما ذكرت أنها حقبة زمنية محملة بالكوارث ، الذي أراه هنا عملية أعدامات و قتل وسحل وتمثيل بالجثث وتعليق على أعمدة النور وغيرها من الأعمال الوحشية والسادية ، ملاحظاتي هو غياب للدولة في السيطرة على العنف الشعبي / الغوغاء ، والمليشاوي وحتى فقدان التحكم ببعض المؤوسسات العسكرية كمحكمة الشعب ، دماء بل أجزاء من جثث الضحايا تغرزت في شوارع بغداد والموصل وكركوك .. فقط لأنها تختلف في الرأي ، وحتى لو كانت مذنبة فلا يكون العقاب السحل !! كما كانت أحكام الأعدام على البشر أكثر سهولة من أعدام قطط !!
*  أما عملية أعدام عبد الكريم قاسم ، فأنها أكثر من مخزية في حق الأنسانية وخيانة للمبادئ التي قام عليها الضباط الأحرار انفسهم كرفاق ، لأنه حتى ولو كان هناك أنحراف من قبل عبد الكريم قاسم فليس العقاب يكون الأعدام ، وهل الأعدام هو مصير أو عقاب كل رئيس أنحرف عن الثورة أو أنقلب عليه رفاقه !!                       5. الفترة من تموز 1968  لغاية نيسان 2003  :
حكم خلال هذه الفترة أحمد حسن البكر من تموز 1968 لغاية تموز 1979 و صدام حسين من تموز 1979 لغاية نيسان 2003 ، الفترة تميزت بأحداث كثيرة أرى أهمها ، دموية الأتي :
– حرب الخليج الأولى أو الحرب العراقية الإيرانية ، أطلق عليها من قبل الحكومة العراقية آنذاك اسم قادسية صدام بينما عرفت في إيران باسم ” الدفاع المقدس ” بالفارسية : ” دفاع مقدس ”  هي حرب نشبت بين العراق وإيران من سبتمبر 1980 حتى أغسطس 1988، خلفت الحرب نحو مليون قتيل وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أمريكي ، دامت الحرب ثماني سنوات لتكون بذلك أطول نزاع عسكري في القرن العشرين  وواحده من أكثر الصراعات العسكرية دموية ، أثرت الحرب على المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وكان لنتائجها بالغ الأثر في العوامل التي أدت إلى حرب الخليج الثانية والثالثة. ( نقل بتصرف من الويكيبيديا .. )
–  الهجوم الكيماوي على حلبجة ، بالكردية: کیمیابارانی ھەڵەبجە Kîmyabarana Helebce) هو هجوم حدث في الأيام الأخيرة للحرب العراقية ـ الإيرانية ، حيث كانت مدينة حلبجة محتلة من قبل الجيش الإيراني ، وعندما تقدم إليها الجيش العراقي تراجع الإيرانيون إلى الخلف وقام الجيش العراقي قبل دخولها بقصفها بغاز السيانيد ، مما أدى إلى مقتل أكثر من 5500 من الأكراد العراقيين من أهالي المدينة . ادعى العراق أن أيران  قامت به على السكان الأكراد ببلدة حلبجة الكردية . حيث قامت القوات الأيرانية  بالهجوم الكيميائي في آخر أيام حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران ، من 16-17 مارس 1988. قُتل من سكان حلبجة فوراً 3200-5000 وأصيب منهم 7000-10000 كان أغلبهم مدنيين ، وقد مات الألاف من سكان البلدة في السنة التي تلت من المضاعفات الصحية والأمراض والعيوب الخلقية.  كانت الهجمة ، التي تعرّف أحيانا بالأبادة الجماعية  ، تعتبر أكبر هجمة كيماوية وُجّهت ضد سكان مدنيين وهم الأكراد حتى هذا اليوم . وهو أمر يتفق مع وصف الإبادة الجماعية في القانون الدولي التي يجب أن تكون موجهة ضد جماعة أو عرق بعينه بقصد الانتقام أو العقوبة  ( المصدر ، الويكيبيديا ) . – السبب ، هو انه خلال الاسابيع الاخيرة من الحرب الايرانية العراقية ، رحبت حلبجة بتقدم القوات الايرانية مهللة بالفرح ، وقرر صدام حسين وابن عمه علي حسن المجيد ، الشهير بـ “علي الكيماوي”، تلقينهم درسا وجعلهم عبرة للاخرين ( مقال بعنوان ، التحقيق في مذبحة حلبجة فرصة لتحديد مصادر تسليح صدام حسين ، جون سيمبسون ، محرر الشؤون العالمية بي بي سي في 3.12.2012 ) … الأخبار متضاربة عن من قام بالهجوم الكيمياوي أهي القوات العراقية أم القوات الأيرانية .
– حرب الخليج الثانية ، تسمى كذلك عملية عاصفة الصحراء أو حرب تحرير الكويت من17 يناير إلى 28 فبراير 1991 ، هي حرب شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق ، بعد أخذ الإذن من الأمم المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي  … تطور النزاع في سياق حرب الخليج الأولى ، وفي عام 1990 اتهم العراق الكويت بسرقة النفط عبر الحفر بطريقة مائلة ، وعندما اجتاح العراق الكويت فُرضت عقوبات اقتصادية على العراق وطالب مجلس الأمن القوات العراقية بالانسحاب من الأراضي الكويتية دون قيد أو شرط  ( نقل بتصرف من الويكيبيديا ) .
*  كان عدد الضحايا والمعوقين و المفقودين و الأسرى في حربي الخليج الاولى والثانية بالملايين ، ليس من كارثة عانى منها العراق كما عانى منها خلال هذين الحربين ، فنهر الدم لم يوقفه سد خلال الثمان سنوات الأولى من حرب الخليج الأولى ، وعندما ألتأم السد في أغسطس 1988 عاد النهر الدموي لينفجر بحرب ثانية غير متوازنة في 17.01.1991 ، هذه الحرب أثرت حتى سيكولوجيا على الناجين منها ، وحتى الأسرى كانوا مغيبين أجتماعيا عن الحياة بعد رجوعهم من الأسر ، فلو علمنا أن القرارات الأسرية الخاطئة تؤدي الى مشاكل ، فكيف قرارات خاطئة بحق الوطن !! هذا الوطن الذي تحمل الأخطاء الفادحة للسياسيين وكان الشعب هو أول الضحايا ..
*  الشعب الكردي أيضا تعرض لواقعة كارثية لا تنسى ، لأن الحرب وضعته في بودقة بين الحكومة المركزية / بغداد و الحكومة الأيرانية ، و الجانبين يتهم الأخر بأنه المسبب ، وفي محاكمات القيادة العراقية .. أدلى طارق عزيز / نائب رئيس وزراء العراق في عهد الرئيس صدام حسين ، في أفادته ، بأن نوعية الغاز المستخدم في حلبجة لا تمتلكه القيادة العسكرية العراقية !! مهما كان الكلام أن ضحايا حلبجة نقطة عار على جبين من نفذ هذا العمل اللاأنساني ضد سكان أمنين من رجال ونساء و شيوخ و أطفال ..
6. الفترة نيسان 2003 لغاية نوفيمبر 2014 :
– تبدأ بحرب الخليج الثالثة نيسان 2003 ، معركة الحواسم  أو عملية غزو العراق أو عملية تحرير العراق او قادسية الجعفري ، كانت حربا حاول فيه نظام عربي تسويق هزائمه وتحويلها الى انتصارات كلامية وربما تكون هذه الظاهرة ملازمة لجميع الحروب التي خاضها العرب في القرن الماضي ، بدءاً بمعارك فلسطين الأولى مروراً بالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 و حرب الخليج الثانية وانتهاء بأم الحواسم ، التي كان النظام العراقي يعلن انتصاره فيها في أيامها الاولى ، عبر المؤتمرات الصحافية اليومية لوزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف وغيره من المسؤولين العراقيين. .
– مقتل محمد باقر الحكيم   1939.7.1 – 2003.8.29 ، في يوم الجمعة المصادف في 2003.8.29 في الأول من شهر رجب و بعد خروجه من صلاة الجمعة من صحن الإمام علي عليه السلام تعرض السيد الحكيم لعملية اغتيال بانفجار شديد لسيارة مفخخة أدت إلى استشهاده هو و العديد من المرافقين له و عشرات المصلين ( المصدر الانسكلوبيديا الاسلامية ) .
–  قتل سيرجيو فييرا في 19.08.2003 ، اسفر هجوم بسيارة ملغومة استهدف فندق القناة ببغداد ، حيث مقر الامم المتحدة ، عن سقوط 17 قتيلا ومائة جريح . وبين القتلى الممثل الخاص للأمم المتحدة الدبلوماسي البرازيلي سيرجيو فييرا دي ميلو ، الذي مات تحت انقاض مكتبه ، وقتلت أيضا نادية يونس ، وهي من كبار موظفي المنظمة وتحمل الجنسية المصرية . وافاد مسؤول رفيع المستوى في الامم المتحدة «توفي دي ميلو . لقد نقل جثمانه الى المشرحة». ( المصدر ، بغداد ـ لندن ـ «الشرق الأوسط»ـ والوكالات  ) .
– عملية الفجر الأحمر أو القبض على صدام حسين بالإنجليزية: Operation Red Dawn هي العملية العسكرية التي تم فيها القبض على صدام حسين في الحفرة التي كان يختبأ فيها على يد قوات التحالف الأمريكية في ديسمبر 2003 ، ” هذه الرواية غير مؤكدة ” ، ونحن لسنا في مجال التأكد من صحة الخبر من عدمه في هذا المقال  !!
– إعدام صدام حسين ،  نفذ في العراق / بغداد ، فجر السبت حكم الإعدام الصادر بحق الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، وانتهت بذلك مرحلة من تاريخ العراق الذي حكمه صدام بها لأكثر من ثلاث عقود قبل أن تتم الأطاحة  به أثر الغزو الذي قادته القوات الأمريكية عام 2003 .. وقد تم إعدام صدام حسين فجر يوم عيد الأضحى ، العاشر من ذو الحجة الموافق 30-12-2006 . وقد جرى ذلك بتسليمه للحكومة العراقية من قبل حرسه الأمريكي تلافياً لجدل قانوني في أمريكا التي أعتبرته أسير حرب.  وقد استنكر المراقبون من جميع الاتجاهات والانتماءات السياسية هذا الاستعجال المستغرب لتنفيذ حكم الإعدام .
* أعدام صدام حسين كان حدثا غير عادي ، لأن العملية تؤشر الى نهاية رجل كان الأكثر جدلا عربيا وعالميا ، كما أن عملية الأعدام تمت في العيد ، من جانب أخر أن الرجل سيق للأعدام بكل رباطة جأش ، متماسك غير مهتز ، وأيضا التاريخ يعيد نفسه ، نهاية حكم أي رئيس في العراق يعني الموت / الأعدام  في  مفهوم الثقافة العراقية السلطوية !
أشارات على المرحلة 2003 – 2014 :
* القتل على الهوية ، وهو ليس عمل طائفي و عنصري فقط ، بل انه عمل قضى على الهوية الوطنية و الأجتماعية للعراق / والذي نفذ من قبل مليشيات طائفية ..
* القتل و الذبح التي قامت بها داعش في الموصل و الرمادي وبيجي وتكريت .. منها على سبيل المثال و ليس الحصر ، مذبحة معسكر سبايكر 1700 ضحية / حسب موقع المسلة ، الخبر منشور في يوم 7.11.2014 و القتل الجماعي لعشيرة ألبو نمر في الرمادي 500 ضحية  ، حسب موقع BBC ، الخبر منشور في يوم 3.11.2014  ،
* الترحيل و التهجير الطائفي وما رافقه من أعمال عنف ..
* تعرض المواطنين .. للسلب او النهب أو الخطف أو الأبتزاز أو السرقة أو التزوير وما يرافق ذلك من قتل  و عنف ..
* التفجيرات التي طالت المراقد والحسينيات والمساجد و الكنائس ..
* القتل الذي رافق قضم داعش لبعض مناطق العراق ك ( تكريت ، الرمادي و الموصل .. ) .
خاتمة :
قامة وطن ، القتل والذبح فيه منتشر ، ورائحة الدم بدل الورد يفوح ، الوحدة الوطنية في تشرذم ، الطائفية و العرقية و الأثنية سادت بين أبناء الوطن الواحد ، الكل يرفع رايته فأصبح وطن الرايات المتضادة ، الأرض تقضم من قبل العصابات التكفيرية ، حكام وطن بلا هدف بلا غاية ، المنظمات التكفيرية تقتل ، العصابات تقتل ، المليشيات تقتل ، فتاه فكر الشعب في من يقتل من ، عراق بعد نيسان 2003  رجاله بحثوا عن الهوية وعندما تهيأ لهم المال فأكتفوا بأمتلاكه  وفقدوا  بل باعوا الوطن والهوية !!