23 ديسمبر، 2024 1:26 م

الارادة الواحدة بدل التمنيات المختلفة

الارادة الواحدة بدل التمنيات المختلفة

اقرار قانون هيئة الحشد الشعبي في مجلس النواب العراقي انتصار كبير للارادة الوطنية والتضحيات الكبيرة لهذه الشريحة المهمة التي قدمت الغالي والرخيص من اجل الدفاع عن الارض والانفس والحرمات وهو  ضرورة من اجل تعزيز التكاتف وتوحيد الجهود لتحقيق النصر النهائي على داعش والعمل على إيجاد السبل الكفيلة لحل القضايا السياسية والبدء بمرحلة عودة النازحين وإعادة بناء المناطق المتضررة، فضلا عن تطوير العملية السياسية في البلاد.والتي لم تروق للبعض من الساسة كانت خطوة رشيدة وفي الطريق الصحيح ومن القوانين المهمة القليلة التي تحسب للمجلس وانجاز موفق . التنوع واختلاف الاديان والمذاهب والقوميات هي جذور لايمكن الوصول الى اعماقها وهي مقدسة ومحترمة ومن المحال تغييرها والاصوات التي تحمل العراق الواحد والقلب الواحد والهدف الواحد بالحسابات المبنية على ان العراق واحد غير قابل للقسمة مهما تعددت الوجوه وتنوعت الاصوات واختلفت النتائج وهو الهدف الاسمى.
التناقضات يمكن القفز عليها والخلافات يمكن تجاوزها وان اختلفت ملابسها المجتمعية و ثقافاتها الدينية والمذهبية ،العلمانية ، اليسارية واليمينية، المتشددة والمعتدلة، ، جميعها تساوي واحدا في اللعبة السياسية وكم نتمنى ان يكون هذا الواحد كما نعرفه غير قابل للقسمة لخدمة الوطن والامة، لا لتمزيقه وتقسيم ارضه وضياع افراده ولانريد ان ينتهي الامر كما بدأ به الاحتلال الامريكي من خلال بعض الارادات التي كان ولا يزال يتوكأ عليها ويهُشّ بها على غنمه كما يحلوا له ويسوقهم الى الجهة التي يريدها سوقاً .
ان العلامة التي يتميز بها العراقي عن العراقي الآن وفي المستقبل هو ما اذا كان في خندق شعبه ضد الارهاب او بعيد عن  خندق تقسيم الثروات والامتيازات والحصص ضد شعبه بغض النظر عن المبررات الدينية او القومية اوالحاجة المعيشية، فالعراق الواحد قادر على تدمير كل المخططات عليه، لأن ابناءه لا يؤمنون بغير وحدته .
 واعتصامهً بالحوار والتنسيق واغناء التجربة وخلق مبادرات اضافية من داخل اطار المشتركات المصيرية , في التمني وحده لا نستطيع انجاز تضامناً مثمراً , العمل الرصين الواعي , وحده سيجعل من جهدنا ثمرة نافعة تخفف ولو قليلاً من اعباء العراق في محنته ومصائبه التي تهدده بتمزيق نسيج مجتمعه وتكامل جغرافيته من اخطار التمزق والتقسيم , تلك الكارثة التي فرضتها ارادات ومشاريع اطماع خارجية وتواطيء داخلي معيب في دعمه الشر .
من هنا وعليه لا يستطع الارهاب  الدموى والمُشكل من عناصر اجنبية وعربية جنبا إلى جنب عناصر عراقية خبيثة ركبت مركب الاجرام والتي عجزتمن ان تسيطر طويلاًعلى تلك المناطق، أن يسيطر طويلا على تلك المناطق والانتصارات الاخيرة اثبتت ذلك حيث مع الخريف بدأت المدن تسقط من يدها لتعود الى حضن الوطن من جديدة مثل جرف الصخر وصلاح الدين والفلوجة والانبار سابقاً وجحافل القوات المسلحة تدك مضاجعهم في الموصل الان وتحرر قراها ومدنها واحدة تلو اخرى حالياً بعد تجربة مريرة تحملها اهلنا وابناء تلك المناطق من يد الارهاب  وفشلت تجربته فى إعلان إمارة إسلامية تمارس سياسة القرون الوسطى، وكان املهم المآل الذي حصل عليه هؤلاء المقاتلين الاشراروعديمى الرحمة والانسانية ان يعودوا الى بلدانهم  من أجل مواصلة مغامراتهم ومساعيهم للسيطرة عليها بغية استنزافها ماديا ومعنويا. وفى كلتا الحالتين ثمة ثمن سيدفعه شعوبهم، ونشير هنا إلى أن الخطر الذى يمثله هذا التنظيم اتضح رويدا رويدا للعالم اجمع ومنها اخذ يحارب هذه الشلة المجرمة بدعم العراق في توفير احتياجاته التعبوية لانها اصبحت خطرة على مصالحهم في المنطقة.
ولاريب ان فشل الدولة الواحدة فى العراق يفتح الباب أمام خريطة سياسية جديدة فى المنطقة، ستمتد تأثيراتها إلى القوى الاقليمية الاخرى وبالتالى يُفتح باب تغيير الخرائط الاقليمية على مصراعيه للعالم وتتشظى بلدانها وتتحول الى كانتونات صغيرة مبعثرة الاوصال والقدرة معزولة البعض عن البعض ، من هنا يساعد الغرب على نسج خططه في تفتيت وحدة العراق لانه ليس ببعيد عنها من خلال التدخل السافر في شؤونه الداخلية بشكل مباشر وخلط الاوراق بين مكوناته واثارة النزاعات الطائفية والعنصرية بشكل مستمر فحسب ، بل وعن طريق الإيحاء المتواصل باننا سائرون نحو التقسيم ويتبناها اعداء العملية السياسية ،الجميع امام مرحلة يشوبها الابهام ولا تخلوا من خطورة و لم تعد مؤهلة لمزيد من العبث وفقدان الوعى بالمصير المظلم للعراق وللمنطقة ككل. علينا ان نلتفت الى عراقنا وننتصر له , نطلق رصاصة الكلمة المدوية والقصيدة المنور  والمقالة صالحة , فليس هناك ما يبرر المجاملة والخجل والتردد والانبطاح والمساومة بل كلمة الحق دون مهابة .
يجب التعامل معها بردة فعل اقوى من الزلزال متصدين للأخطار التي تستهدف وحدة مكونات المجتمع والوطن بكارثة التقسيم المخطط لها اقليمياً ودولياً وتواطيء مكونات محلية مصابة بعوق الأنانية وضيق الأفق , وضعت منافعها الشخصية الحزبية فوق المصالح العليا للشعب والوطن , لنقطع الطريق امام هذه المؤامرة البغيضة التي تهدد وحدة مجتمعه وجغرافيته ومشتركات مواطنيه من  الاخطار الجدية برؤية واقعية .
المهم ان التحديات القادمة اصعب وفقا للمتغيرات و المعطيات والممارسات التي نشاهدها خلال قراءتنا اليومية ، لذلك فأن اهمية القراءة العقلانية التي تؤكد علي أهمية الحوار بديلا عن القوة والعدوان مما يعطيهم القدرة علي فض خلافتهم والتي تأتي من المنطلق الواعي وهو الامر الذي لايتوفر في رؤى الكثير من السياسيين البرجوازيين الذين يقودون بعض التيارات في العملية السياسية. لاحياء المشروع السعودي في العراق الذي اصبح منتهيا وهم ادواتها بهدف زعزعة امن البلاد في حال عدم وصولهم الى السلطة  .مع الاسف