18 ديسمبر، 2024 6:53 م

الارادة الدولية والارادة الالهية

الارادة الدولية والارادة الالهية

قالت الاخبار ان هنالك حروب من نوع جديد ستظهر بين دول العالم اسمها حرب المياه وان الدول الفقيرة وشعوبها سوف تكون عرضة للهلاك بسبب الجفاف وموت الزراعة فيها وهذا ما ينذر الى مجاعة لا يمكن ان تتفاداها او تستطيع الامم المتحدة نفسها وجود حلول لها.. وهنا برزت مشاكل القسم منها تحول الى معضلات سياسية تنذر بناقوس الخطر خاصة مع قيام بعض الدول التي يتواجد فيها منبع الانهار الى بناء سدود عملاقة وتحتاج الى خزين مائي كبير وهذا ما سوف يؤثر على دول الجوار التي تمر بها تلك الانهار وذهبت الدبلوماسية في بعض تلك الدول الى دق الطبول واعادة تقسيم حصص المياه بين الدول من جديد وحسب نسبة سكان كل دولة…
وهذا طبعا ليس بجديد ولكن في كل عام يحبس الله فيه الغيوم تظهر في الافق مشاكل تلك السدود وازمة المياه..
فعلى سبيل المثال المشاكل العالقة بين العراق ودول جيرانه ايران وتركيا فالجانب التركي يثير غضب العراقيين بين الحين والآخر بقضية سد اتاتورك الكبير الواقع قرب الحدود الشمالية للعراق والذي شيد على نهر دجلة ويتسبب احيانا بانحسار المياه وشحتها في نهر دجلة داخل الاراضي العراقية مما يتطلب دوما من الدبلوماسية العراقية ابلاغ الخارجية التركية بالتخفيف عن مسار نهر دجلة حتى تصل حصة العراق كاملة من هذا النهر والذي يغطي اكثر من نصف احتياج العراق من المياه سواء كانت للشرب او للاستخدامات الاخرى كالزراعة والصناعة وغيرها من الاحتياجات الاخرى….
ونفس الحال مع الجارة ايران التي ينبع منها عشرات الانهر الفرعية وبسبب قطعها عند كل شحة امطار نجد الضرر الواضح في عملية الزراعة خاصة في الوسط الشرقي وجنوب العراق… وتعودنا سنويا على ذلك خاصة في السنوات الاخيرة.. هذا بالنسبة للعراق وعلاقته مع جيرانه… وليس ببعيد ايضا اذا ما ذهبنا الى نهر النيل العظيم والمشاكل التي رافقت قيام دولة اثيوبيا واوغندا ببناء سدود ضخمة جدا على ضفافه وهذا ما يتسبب بخطر اقتصادي كبير في الدولتين العربيتين مصر والسودان وماله تأثير واسع جدا على اقتصاد تلك الدول خاصة اذا ما عرفنا انهما من البلدان التي تعتمد القطاع الزراعي بالدرجة الأساسية وكل عدم توازن بالحصص المائية سوف ينعكس سلبا على النمو الاقتصادي لتلك الدول…
وهناك دول اخرى في العالم مازالت مشاكلها قائمة لنفس الاسباب التي ذكرناه اعلاه مع دول الجوار لها التي قامت بتجفيف ممرات الانهر من تلك الدول مستغلة الخلل الدولي وعدم وجود قانون دولي صارم يمنع هؤلاء من اللعب بالثروات المائية على اعتبار انها ثروات طبيعية وحق ثابت للجميع ان يتمتعوا بهذه الثروات….
هذه هي موجز عن الارادة الدولية الخسيسة والتي تبحث دوما عن ايجاد وخلق المشاكل في العالم وعدم مراعاة حقوق المساواة بالثروة المائية كلا حسب الانهر التي تمر من داخل حدوده الدولية…
ومن باب التحدي لهذا المنطق نجد الارادة الإلهية حاضرة دوما وهي تبعث الامل في نفوس البشرية جمعاء من خلال زخات الامطار التي انزلها الله ببركاته الى الكرة الارضية وكل شعوبها البشرية بمختلف اطيافهم والوانهم وهذا ما حصل في اليومين عند نزول هذه الكميات الغير محدودة من مياه الامطار فامتلأت السدود وفاضت الانهر وجرت الوديان وارتوت الارض من عطشها وسكتت الابواق التي تخلق دوما مشاكل مصطنعة متناسية بان امر الله هو كن فيكون وان من خلق البلاد والحرث والنسل حاشاه ان يتركهم يموتون عطاشى مهما كانت افعالهم شنيعة بينهم فالخالق ادرى وارحم بعباده ولا ارادة دولية تقف اليوم امام الارادة الإلهية….
((وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد)) صدق الله العلي العظيم