18 ديسمبر، 2024 7:40 م

الادارة تخدم مجتمع بينما الطبيب يخدم فرد

الادارة تخدم مجتمع بينما الطبيب يخدم فرد

وانا استمع لمقطع فيديو للسيد رشيد الحسيني يسال ايهما افضل كلية الطب ام كلية الادارة والاقتصاد ؟ فتردد الحاضرون من الاجابة لانهم لا يعرفون المغزى من السؤال وقال احدهم عبارة لم افهمها فقال السيد احسنت كيف يجب ان نقيس الامور فالادارة هي الاهم لان من يتخرج من كلية الادارة يدير بلد بينما نرى المعدلات الهابطة تقبل كلية الادارة والعالية كلية الطب .

وتعقيبا على ما ذكره السيد نعم الادارة ثم الادارة ومن اسوء المقاييس في منظومتنا التعليمية ودرجاتنا الوظيفية ان نجعل الادارة على الهامش وكانها مهنة رخيصة يستطيع أي شخص القيام بها ، بينما واقعا هي فن وخبرة ومهنة لايمكن لاي شخص ان يقوم بها ما لم تكن لديه دراسة عميقة بل ونرى ان شهادات الماجستير والدكتوراه التي تمنح لهذا التخصص ليس لها اهمية او اهتمام من الحومة لها

يقول مجد سوفت صاحب اكبر شركة للتصميم والكرافك والاعلانات التي هي مهنته وقد طور نفسه في هذه المهارة وبعد نجاحه الباهر عين مدير لشركته أي مدير عليه هو من بيده ادارة الشركة وهو عليه العمل بالمطلوب من تصاميم وما شابه ذلك لعلمه باهمية الادارة التي ليست تخصصه

وفي لقائي مع مديرة مركز رعاية المعوقين في بيروت التي يضم اقسام طبية سالتها انت دكتورة فهل تخصصك الطب ؟ قلت في نفسي لو اجابت نعم ساوجه لها انتقاد ، لكن اجابتني دكتوراه في ادارة المستشفيات حصلت عليها من بلجيكا ، هنا اعجبت بها وقلت نعم هذا هو الصحيح في ادارة المستشفيات وليس تعيين مثلا طبيب جراح مدير مستشفى .

واقول هذا القسم درسته في معهد الادارة لزيادة المعلومات الادارية وليس تخصص درس ادارة المستشفيات ، ودرست بقية انواع الادارة بالتفصيل وبفضل هذه الدراسة انا مدير لمعاهد المكفوفين في العتبة الحسينية اما تدريس المكفوفين وطرائق التدريس فهي ليست من اختصاصي اصلا ولكن ادارتي في كيفية استخدام مفردات نجاح العمل هي تخصصي ولله الحمد تحقق الانجاز ولا زال يتالق .

ادارة تقود مجتمع اما الطبيب يعالج فرد فالمفروض المساواة في المعدلات التي تخصص للكليات فلا يمكن المفاضلة

تمثيلية للمثل المصري الراحل نجاح الموجي يعمل سباك يسكن في عمارة كل ساكينها اطباء ومهندسين ومفكرين ينظرون اليه باستعلاء ، وقد حدث ان مجاري العمارة تعطلت وحصل بها انسداد فلجاوا اليه يتوسلون به لاصلاحها ولكنه يرفض الا بعدما طلب مبالغ عالية ولانهم لا يملكون المبلغ بسبب نهاية دوام المصارف اعطوه المصوغات الذهبية لزوجاتهم وقام باصلاحها وبمناسبة العيد قام بمعايدتهم ورد لكل شخص ذهب زوجته وقال لهم نعم لقد خسرت التعليم و اخسر الذهب ولكن لا اخسر اخلاقي

كما وان هنالك الكثير من المهن الحرفية للاسف الشديد ليس لها دراسات اكاديمية بل يعمل اصحابها بالخبرة المكتسبة ممن يعملون عندهم وبعضهم من ابائهم وكم من عثرة يعثرون حتى يتقنون المهنة ويستحقون الاستاذية العملية لهذه المهنة وبالمقابل على الحكومة ان تفكر بان تخصص كليات او معاهد لهذه التخصصات لانها مهمة لتطوير البلد صناعيا .