هنالك احكام تصدر عن امر معين يقول عنها الفقهاء بحد ذاته اي ان لهذا الامر تشعبات لها حكم يختلف عن هذا الحكم حسب طبيعة مفردات موضوع الحكم، فالصدق حسن بحد ذاته والكذب قبيح بحد ذاته والعلم حسن بحد ذاته ولكن يصبح الكذب حسن عندما يستعمل لاصلاح ذات البين ، والصدق سيء عندما يثير الضغينة والنفاق ، والعلم هكذا فهو في مواضع معينة حسن مطلوب ويحث عليه الدين ولكن في مواضع اخرى يصبح حرام ومجرم وارهابي .
الايديولوجيات الحديثة وعلى راسها ما تسمى العلمانية تحاول ان تتلاعب بمفردات العلوم للتاثير على الغرائز النفسية الدنيوية التي تتفاعل معها ، وعندما يهيء هكذا مجموعة بشرية غُسل دماغها من حيث لا تشعر تصبح جاهزة لان تصدق كل ما تقوله هذه الايديولوجيات ، وفي بعض الاحيان يطرحون علوما مخترعة او اختراعات تاريخية مقرونة بادلة مفبركة بشكل دقيق تجعل المغسول دماغه يؤمن بها ويروج لها ويقاتل من اجلها ويصف او حتى يقتل من يخالفه .
هنالك بعض العلوم التي لا تستحق بحث وجدل ونقاش واثبات او تفنيد لان لا طائل منها يخدم الانسان انها مجرد زبد البحر، ومن هذه النظريات مثلا نظرية داروين التي شغلت الباحثين والمفكرين بين الرفض والتاييد .
جوناثان ويلز كاتب ومفكر امريكي استطاع ان يثبت في اكثر من موضع دجر العلم الغربي وقد الف كتابا بهذا الصدد عنوانه العلم الممسوخ ، الذي اثبت فيه كثيرا من المعلومات العلمية التي تدرس في الكتب العلمية للطلاب فيها معلومات مغلوطة وكاذبة وحتى اقروا بها الا انهم لم يحذفوها ، لان العلم عندما يخضع للسياسة تكون نتائجه كارثية وقد بذلت الاجهزة المخابراتية في كل دول العالم وعلى راسها الامريكية الاموال الطائلة لاخضاع العلماء لهم ومن لم يخضع مصيره الاغتيال والعم كوكل فيه ما يكفي من اخبار الاغتيال التي كشفت اوراق بعضها ودلست الاخرى ، وحقيقة من هذا المنطلق ترى ان هذه المخابرات عجزت من ان تخضع علماء الحوزة العلمية في المدرسة الامامية لسطوتها ، نعم انها تستطيع ان تختلق قرقوزات لها من خارج اسوار الحوزة ، ونجدها تشرط على من تريد ان تجعله عميل لها ان يلتحق بالحوزة ولو لمدة اسبوع حتى عندما يتحدث يقول كنت في الحوزة وكما تعلمون او لا تعلمون ان ابواب العلم في الحوزة مشرعة لمن يريد ان ينهل منها واما من يحمل خبث النوايا فانه لا يضر العلم بشيء .
في كتاب العلم الممسوخ الذي فيه كثير من الاستشهادات الرائعة على الاكاذيب العلمية والذي ذكرني بكتاب حروب العقل الذي هو الاخر فضح الدوائر الاستخباراتية الامريكية في غسل الادمغة وتهيئة عقول مجرمة .
حقيقة هنا مشكلتنا بمجرد ان نطلع على اكتشاف علمي وتصريحات لشخصيات علمية بروفسور وما شابه ذلك حتى نسلم عقولنا لها ونصدق بها لانه ليس لدينا مانكذبهم بالرغم من اننا نجهل شخصياتهم واخلاقياتهم، ويكفي انهم يكذبون لانهم يخضعون لسياسة حكوماتهم بعضها ارهابية بامتياز ، وبعض الاخبار العلمية تافهة الا ان الترويج الاعلامي يجعلها الشغل الشاغل للمخدوعين بها حتى تستطيع هذه الدوائر الصهيوامريكية من تمرير مؤامراتها .
مثل بسيط استشهد به المفكر جوناثان ويلز في كتابه العلم الممسوخ وهو حديث العلماء عن البيض وتدخل الادارة الامريكية للتلاعب بعقول الناس ولاغراض اقتصادية كذلك فيقول في ص 21 نحن نتاول البيض على الافطار ومنذ سنوات ، لكن ظهر بعض العلماء الامريكيين ان تناول البيض مضر وفقا لجمعية القلب الامريكية ( AHA ) و وزارة الزراعة الامريكية ان البيض وخاصة الصفار يحتوي على نسبة كبيرة من الكوليسترول وبالتالي فهو مضر للقلب ، وتوصل العالم ( جون غوفمان ) ـ مجهول الهوية ـ الى ان البيض مضر بالصحة ويزيد من امراض القلب، وتوصل عالم اخر هو انسيل كيس الى نفس النتيجة سنة 1957 ، في عام 1961 اوصت لجنة القلب الامريكية الاقلال من استهلاك البيض ، وفي سنة 1977 اقر مجلس الشيوخ توصيات اللجنة ، وفي 1992 اكدت وزارة الزراعة الامريكية على تجنب اكل البيض ، كل هذه الادعاءات كان يرافقها تقارير علمية ( يدوخ الذي يقراها ) واخيرا في عام 2015 اعلنت الحكومة الامريكية ايقاف حربها الطويلة ضد البيض باعتبار ان تناول الكوليسترول لا يعتبر امرا مقلقا ، بل اثبت ان البيض غذاء متكامل ، والسؤال هنا ماذا كانت تبغي الادارة الامريكية من حربها ضد البيض ؟ وهل حققت ما تريد ؟ انا اعتقد حققت ما تريد عندما شغلت الناس بهذه الاخبار المفبركة .
هنا انتبه عزيزي القارئ عندما تفكر امريكا بالبيض فهذا يعني انها لا تتوانى ان تفكر باسوء من ذلك من اجل غاياتها .
هكذا علم الدين ضده نعم الدين ضد العلم الذي يسيء للانسان وليس ضد العلوم قاطبة ، ولاحظوا كثير من متصفحي الا نترنيت يتابعون هكذا اخبار تخص الاطعمة والادوية من غير تامل وتحقق من صدقها .
انها احدى وسائلها في الحرب الارهابية التي تشنها الولايات المتحدة ومن بمعيتها ضد الانسان ومن كل الاديان