18 نوفمبر، 2024 2:41 ص
Search
Close this search box.

الاخيار والاشرار … في حزب البعث العربي الاشتراكي !

الاخيار والاشرار … في حزب البعث العربي الاشتراكي !

عمليا وواقعيا انتهى حزب البعث العربي الاشتراكي ( بالتفجير الانتحاري ) الذي نفذه الدكتاتور صدام حسين في آب ١٩٧٩ ( ليتحول بعده الى حزب الاشرار وحزب العائلة ) حين اقبل الطاغية وفي مشهد مقزز من مسرحية هزيلة على اعدام  ٤٩ عضو فاعل انذاك  ومن ابرز اعضاء الحزب خلقا ونزاهة وامانة ونظافة يد في مؤتمر للحزب دعي البعثيين اليه على عجل في قاعة الخلد في قصر النهاية منهيا بذلك حزب البعث كوجود واسم وتاريخ  والذي كان قد اقترب كثيرا من امال الجماهير وتحقيق تطلعاتها في حياة حرة كريمة وبلد يسوده التقدم والازدهار وينعم بالخدمات المتطورة  وانسان عراقي متحضر ومتعلم.  

ان مجموعة الاخيار داخل الحزب والتي كان يمثلها الخال عبد الخالق الجبوري السامرائي متصوف الحزب بعقله النير وتواضعه الجم وزهده ونظافة يده ورفاقه الذين اعدمهم صدام حسين في هذا اليوم اذ كانوا يملكون الرغبة والهمة والعزيمة لخدمة بلدهم وشعبهم ولم تغرهم مظاهر السلطة ولا امتيازاتها او بهرجتها كما فعلت مع صدام ومجموعته الشريرة ولو قدر لهذه المجموعة الاستمرار في السلطة والعمل بنفس الوتيرة والسير على نفس مستوى خط التنمية والبناء الذي كان قائما انذاك واختطوه وارادوه  للعراق ولشعبه لكنا الان في وضع اخر مختلف اختلافا جذريا عن الوضع الماساوي الذي يحيط بنا الان ويعلم العراقيون الذين عاشوا سبعينيات القرن الماضي كيف تحسنت احوالهم بعد عام ١٩٧٥ وفترة الرخاء الذي بدأ يتسلل اخيرا الى حياتهم حتى نهاية العقد وتسلم الحكم نائب رئيس الجمهورية في مؤامرة قذرة دبرت بليل ضد البكر عام ١٩٧٩. كان هدف هذا الخط الخيّر بناء العراق والنهوض به والاهتمام بالانسان العراقي وتحسين احواله الحياتية والمعيشية والاجتماعية وكان حلمهم في قيام دولة تحترم شعبها وتقوم بواجباتها نحوهم ولم يكن في حسبانهم ان يتحول النظام في العراق الى نظام عائلي وبوليسي مقيت يحصي انفاس الناس ويقيد حرياتهم وينغص عليهم عيشهم. 

اما مجموعة الاشرار بقيادة المجرم صدام حسين فهم عزة الدوري وطه الجزرواي وعلي حسن المجيد وسعدون شاكر وحسن العامري وبرزان ابراهيم الحسن وعلي حسن المجيد واخرين وكل من كان يسير على خطه الشرير داخل الحزب وفي الحياة العامة وفي تعامله مع الناس  في خلق المشاكل والعداوات وكتابة التقارير ضد الرفاق الاخيار وضد الشعب حتى تم كسر رقاب الكثير من الناس الابرياء وتم قطع ارزاق الكثير منهم لا لذنب الا لانه احد البعثيين الاشرار كتب تقريرا كيدياً ضدهم متهما اياهم بالتآمر ضد الحزب والثورة وفيما بعد القائد الضرورة حتى بات الحزب مقبرة لاعضاءه الاخيار ولعامة الشعب بل واصبح العراق كله مقبرة وسجن كبير بفضل هذه المجموعة الشريرة عليهم لعنة الله وملائكته والناس اجمعين.

رحم الله الخال عبد الخالق السامرائي والاخيار داخل حزب البعث العربي الاشتراكي ممن كانوا يوما ما عونا للناس وممن كانوا  يوما ما همهم العراق والشعب العراقي وممن لم يستغلوا السلطة ولا المنصب للاثراء او التجاوز على عباد الله وحريتهم وكرامتهم في وطنهم العراق ولا عزاء .. لا عزاء .. لا عزاء للبعثيين الاشرار.

أحدث المقالات