22 ديسمبر، 2024 11:47 م

لو تمعنا كثيرا بكلام السيد عمار الحكيم لشعب كردستان وما فيه من معاني الحرص على روابط المحبة التي اجمعنا عليها لانكم احبائنا ومكانكم في قلوبنا ، هذه هي معاني الاخوة التي تسعى السماء الى ان تسمو بالإنسان، حتى يتحرر من تلك الطاقات الروحية الكامنة في روحه ، حتى يلتمس الهدى والرقي ، ويتحول الى سلوك كريم ، وخلق رفيع ، ألانسان خلقه الله من قبضة تراب ونفخ فيه روح ، وهما يعتملان في الانسان ، نزوع الى الارض ، وتطلع الى السماء، لكن اروع للانسان وهو ينطلق نحو آفاق الروح حين يباشر نشاطات المادة ، وما ارقى تصرفاته ، حينما يراعي فيها وجه الله تعالى ، ومنها ينطلق في المجتمع ، ضاربا في الارض ، وعاملآ فيها ، مشاركآ الاخرين في اعمارها فتتسع العلاقات ، وتتشعب اواصر نشاطاته ….ولرفع المستوى الايماني عند الانسان ، عليه ان يعقد مفهوم الاخوة في الله تعالى ، أي يكون الله حاضرا في رسم علاقاتك مع الاخرين ، لقوله تعالى (( إنما المؤمنون إخوة )) غاية في الرقة والدقة معا، أما الرقة فقد استخدم القران مفردة ( إخوة) في علاقة المؤمن مع اخيه ولم يستخدم مفردة (إخوان ) .ذلك لان لفظة (أخ ) قد تجمع على إخوة أو أخوان والفرق بينهما؛ ان جمع الاخوة يستعمل في أخوة الإنسان مع أخيه من أمة، أو أبيه ، أو شقيقه من امه وأبيه، قال تعالى ( وجاء إخوة يوسف )، أما جمع الاخوان فاستعماله في أخوة الإنسان مع أصدقائه ومن يجتمع معهم في فكرة اوطرح أو مبداء، فكيف اذا كانت الاخوة مبنية على أواصر أساسية أجتمعت من قرون الزمن الماضي ، اشتركنا فيها بكل ما نملك نفوس ، ودماء ، وفقدان الغالي والنفيس من أجل الحفاظ عليها ، بل عشنا ونعيش آلامآ وهمومآ ،قد يمر الإنسان بظروف قاهرة أوحرجة ، فيقل ما في يده ، أو تشتد عليه الظروف بضغوطها ، وقد يصل إلى حالة الضعف الروحي أو التنازل النفسي ، مما يجعله لقمة سائغة للوساوس الأخرى، فعلية ان يخبر أخاه بهذه الظروف لان جاء في الروايات ( من شكا أمره إلى أخيه المؤمن فكأنما شكاه إلى الله ) .وكم جميل قول الشاعر :
ولابد من شكوى إلى ذي مروءة يواسيك أويسليك أو يتوجع
ما جرى في شمال العراق من تغير أو انسلاخ من مضمون الاخوة التي عشنا فيها معن من ناحية البلد الواحد الذي هو بمثابة الام الحاضنة لرضيعها ، ومن جانب الدين ، بل أواصر الاخوة في الله التي اجتمعت معهم لنكون ويكون كل منا جزء لايتجزأ من الاخر ، لكن هذا الاستفتاء لن يوصلهم الى نتيجة وسيفقدهم الكثير وسيتحسرون يوم لا تنفع الحسرة”. كما قالها لهم عمار الحكيم في مجلس العزاء الحسيني الذي اقيم بمكتبه ببغداد “صبرنا كثيرا وبذلنا جهود كبيرة لاقناع القيادات الكردية للعودة والعمل بالدستور ولكن فرض الاراء بطريقة فردية لن يوصل الى نتيجة وسيشعر الجميع بان المتضرر الكبير هو شعب كردستان اذا ما مضى نحو الاستفتاء”، جاء هذا من منطلق الاخوة والاعتزاز بشعب كردستان، لأن الاخوة هي طريق الوصول الى الحلول .هذه أخوتي معك فأرني اخوتك ان كنت صادقا .