كتب الكثير من اصحاب الاقلام الحرة والوطنية عن هذا الموضوع وبلا توقف لانهم شخصوا العلة واقترحوا حلولا عديدة لم ياخذ بها من قبل اغلب سلطات الدولة العراقية في كل حكومات مابعد التغيير ,وانا اليوم وجدت نفسي مضطرا ان اتناول نفس الموضوع باضافات جديدة بسيطة ولكني اشعر انها ذات فائدة .
لقد حصل التغيير عام 2003 وظننا نحن المتفائلين اننا سنحظى بحياة حرة كريمة يكون التعايش السلمي فيها هو العنوان والاصل وسنبني العراق ونجعله قويا ليسهم مع دول العالم في بناء عالم انساني آمن بعيد عن المشاكل وتتوفر فيه فرص الحياة لكل الانسانية ,ولكننا تفاجانا بالذي حصل في العراق اولا فخراب ودمار وقتل وتشريد وصل الى اعلى مدياته مع وجود القوات الامريكية المحتلة وفوضى اقتصادية عارمة اكلت الاخضر واليابس تخللتها حرب طائفية مابين اعوام 2006 و2008 اكلت معظم ماموجود من طاقات بشرية رائعة ودمار على كل الصعد ,وبعد خروج الامريكان نهاية 2011 واستلام العراقيين السلطة منهم تنفسنا الصعداء لان ابناء البلد هم من سيقود نفسهم وبالتالي كل اسباب المعاناة زالت وسنعيش باحترام ,ولكن وآخ من لكن هذه كثر الارهاب وزادت حواضنه بحجج شتى فهذا الذي يدعي حماية هذه الطائفة وذلك ايضا وتلك ايضا وتفرق القوم فيما بينهم واصبح المواطن العراقي البسيط هو الضحية ومن كل الطوائف والاعراق والقوميات واستمر مسلسل الدماء الكبير بالعرض اليومي المثير والذي يتلذذ به القتلة وينامون على وقع دماره ,ولم يحرك والشهادة لله مجلس النوةاب الموقر نفسه للحفاظ على هذه الدماء الزكية اللهم الا القلة منه ,واليوم وقد احتلت مساحة كبيرة من البلد لازال البعض يعزف على وتر الطائفية المقيت لانه مسفيد منها وهذا العزف دفع الارهاب الى التمدد وبالتالي الى ضياع هيبة الدولة العراقية الجديدة ,وامام كل هذا وذاك عجز ايضا مجلس النواب عن ممارسة دوره في حماية شعبه بل دخل بعض اعضاءه في جوقة المطبلين لهذا العزف النشاز ,واصبحنا بين نارين اما القبول بهذا الامر والاستمرار به وكل منا ينحاز الى طائفته وليتدمر العراق واما الوقوف مع الحق العراقي ومحاسبة المتورطين من اي جهة كانت لاننا لايمكن لنا محاسبة احد وترك الاخر فالجرم وقع من الطائفتين وبنسب مختلفة ,اي ان كل طرف يتحمل مسؤولية ما في خراب العراق ,وايضا مجلس النواب عاجز عن القيام بمهامه المناط بها ,واليوم انا اقول لهذا المجلس العتيد واساله :الا تكفي الدماء التي سالت من ابناء شعبنا العراقي بعموم طوائفه الخيرة وقومياته المحترمة الا تكفي هذه الدماء لتتحرك من سباتك وتبدي عملك وتنشط في اقتلاع اسباب الفتنة الموجودة من جذرها وتجعل العراق ينعم بالاستقرار ؟ثم متى يحاسب سياسيي الطائفية المقيتة ومن كل الاطراف على شحنهم للشارع وتهيجه بالشكل الذي يؤدي الى القتل والدمار؟ واين القسم الذي اقسمتم به امام الله بحماية العراق وشعبه ؟ ,هذه الاسئلة اطرحها على مجلس النواب باكمله وارجوا جوابها منه بورقة عمل تتضمن اعلان الحرب على كل مروج للطائفية والعرقية والقومية والابقاء على مفهوم الوطنية عنوانا للتعامل مع كل مشاكل العراق ,وتفعيل دور المجلس التشريعي باصدار قوانين وتشريعات من شانها تخفيف اللهجة الطائفية والتي هي واقع حال اليوم وابدالها بلهجة الجمع والتقريب بين الجميع , وان تتضامن مع مجلس النواب كل الجهات والمؤسسات سواء كانت دينية ام فكرية ام سياسية ام مجتمع مدني للوصول الى منطقة وسط يلتقي فيها الجميع وتكون عنوانا للحياة العراقية الجديدة.
والله لقد امتلات قلوبنا قيحا مما نرى ونشاهد واننا على يقين ان كل هذه الممارسات هي شاذة ودخيلة اتت مع الاجنبي لغاية في نفسه لانه يعرف قيمة العراقي وغيرته وحرصه ودينه لذلك لابد له ان يصيبه في مقتل ليجهز عليه وينهب ثرواته واقتصاده وارضه ويجعله خاضعا لكل مخططاته الدنيئة الفاسدة في المنطقة .
اقول كما قال ابو القاسم الشابي رحمه الله
اذا الشعب يوما اراد الحياة…….فلابد ان يستجيب القدر