23 ديسمبر، 2024 5:56 ص

الاخلاق الجامعية بين العرف والواقع

الاخلاق الجامعية بين العرف والواقع

افتخر باني نلت شرف إنجاز أطروحتي تحت رعايته وإشرافه الأكاديمي الاستاذ الدكتور فلاح النعيمي ،وأود ان ابدأ تعليقي بتساؤلات للمعنيين بالشأن الأكاديمي في التعليم العالي والأوساط المثقفة الشرفاء فقط فقط :
1- بأي (عرف جامعي ) وكلنا اقصد اَي الأكاديميين نعلم ان لكل جامعة أعراف وتقاليد وثقافة جامعية مؤسساتية لتعليم الأجيال أسس المعرفة والعلوم ومبادئها وطرق التفكير واساليب البحث العلمي والأكاديمي وأسس النقاش المبني على المنطق العلمي الموضوعي سواء أكان المنطق الأرسطي أم المنطق الحديث وليس السفسطة وأنصارهم من السفسطائيون المحدثون اللاهثون وراء الكراسي الزائلة المقيتة أقول متى كان معروفا وسائدا لدينا ان يعفى الاستاذ (full prof) من تدريس طلبة الدراسات العليا ويتم تكليفه بتدريس طلبة الدراسة الأولية ويكلف من هو اقل مرتبة علمية أحدث زمنيا وتلميذا يحبو ان كان يحبو في سلم العلم والتدرج باسسه الصحيحة وليست الملتوية القائمة على الوساطات والعزائم والتفاهات بدلا عن استاذ أفنى كل حياته الشخصية في العلم والتعلم والتعليم متبحرا كاتبا وباحثا ومدرسا ملئت بحوثه ومؤلفاته الخافقين وأشير اليه بالبنان ، اَي عرف هذا الذي ابتدعتموه وأي ظلالة هذه التي ادخلتموها على الجامعة المستنصرية ومن اي الجامعات توؤمتم هذه الاعراف التي لم نسمع بها لا في الاولين اللهم الا ان تقولوا إنكم ورثتموها من أسلافكم السفسطائيون المغالطون والمظللون لعقول البسطاء وذوي السذاجة والسطحية في الرؤية والتفكير فانتجتم جيلا خائبا في كل شيء الا اللهم في الفساد والتجاوز على من هم اعلى منه معرفة واقدم منه تاريخا بحثيا وعلميا . …
2- في اَي قانون خدمة جامعية قرأتم أو قانون وزارة التعليم العالي وجدتم ان يشكك في من يمنح كرسي الاستاذية ويوضع موضع الشك والتهمة وتسحب الدفاتر الامتحانية منه ويطلب منه ان يصححها في داخل حجرة بائسة محاطا بالمراقبين كي نضمن نزاهة تصحيحه هل هذا معقول !! تدريسي بدرجة استاذ تخرج على يديه الآلاف من طلبة الدراسات الأولية والمئات من طلبة الدرسات العليا وأشرف على العشرات من الاطاريح والرسائل الجامعية ، فضلا عن رئاسة وعضوية عشرات لجان المناقشة ، يتم تخوينه بهكذا طريقة بائسة وتسحب الدفاتر الامتحانية منه ويتم تشكيل لجنة للتصحيح بدلا عن مدرس المادة وأستاذها !!

فهل هذه كلية الادارة والاقتصاد في الجامعة المستنصرية التي درسنا بها وتخرجنا منها هي ذاتها أم دائرة للمجاري وتصريف المياه الآسنة ، وهل هذه الثقافة الجامعية التي نريد ان نغرسها في جيلنا الأكاديمي الصاعد وهل هذا مقياس الجودة الأكاديمية الذي نطمح ان ترتقيه كليتنا ، وهل بهذه الطريقة كانت التوجيهات لوصول جامعتنا الى إنتاجيتها الأكاديمية والعلمية ، بإهانة علمائها وموضع فخرها بين الجامعات.
3- ان كل جامعة أو كلية أو معهد تفتخر وتكرم أساتذتها الذين وصلوا مرتبة الاستاذية وأنتجوا أبحاثا علمية تداولها الباحثون بالاقتباس والاشارة والتعليق وتعد أساتذتها الكبار أو احدهم ميزتها التنافسية ومفخرتها العلمية وماركتها الجاذبة بين الكليات والجامعات ، وحسنا فعلا الاستاذ الدكتور فلاح النعيمي عندما لجأ الى الرأي العام على التواصل الاجتماعي لعرض ما تعرض له وان كنت اعرفه حق المعرفة انه لم يكن يوما وحاشاه ان يطلب لذاته شيئا ليس له قدر حرصه كل الحرص على المكانة الاعتبارية للتعليم العالي وجامعاته كونه العقل الذي تفكر به الدولة ومصنع الأفكار لوضع المعالجات للازمات التي تمر به المجتمعات ، فماذا ابقيتم من فكر لهذا الاستاذ الذي لاحقتموه على سفاسف الأمور وتوافهها ، أليس من الاجدر بكم وان كنت اعتقد جازما إنكم تعبدون الله على سبعين حرف ولا تحسنون من كتاب الله آية ، ان يوضع هذا التدريسي الجليل القدر في موضعه الذي وضعه الله فيه فقال جل من قائل يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ؟؟ فما أنتم قائلون لله يومئذ ؟
4- ان لغة الاتهام التي مارستموها بتهم شتى وواهية تارة طائفية واُخرى مذهبية أو حزبية أو غيرها فنقول لكم هذه اللغة لغة قطاع الطرق وهي لغتكم وتليق بكم ولكن لاتنطلي الا على اشباهكم ونظرائكم في المرض الذي في قلوبهم ، فدكتور فلاح وعائلته وإخوته ومن قبله ابائه وأجداده ابعد ما يكونوا عن أمراضكم هذه والدكتور فلاح النعيمي علم من إعلام العراق وكما سبقني احد المعلقين بان من اشرف عليهم من طلبة الدراسات العليا من غير طائفته هم أضعاف من درسهم من أبناء طائفته ، وكلهم الْيَوْمَ في مراكز التعليم العالي والجامعات المنتشرة في كل ربوع الوطن الذي مزقتموه بفتنكم وامراضكم وسخفكم الذي إبان لنا صغر عقولكم وافلاس تفكيركم الا من البؤس والتخبط ،، فكفوا افواهكم العفنة عن التخرص على هذا العلم النحرير والجهبذ الكبير بتفاهات أقوالكم .
5- اخيراً أوجه تعليقي هذا للعقلاء فقط وللشرفاء فقط ممن بقي له ذرة من مهنية أكاديمية تعلمناها من اساتذه حقيقيون وليسوا طارئون شاءت الصدفة ان يجلسوا في مكان لم يخصص لهم اغتصبوه عنوة من أصحابه الشرعيين .