ورد حديث عن النبي{ص} فحواه:” اختلاف امتي رحمة” فسره البعض ان اختلاف امة الاسلام رحمة, هذا يعني ان وحدتهم نقمة وبلاء . وهذا لا يتماشى مع العقل والمنطق. ومخالف تماما لحديث الرسول{ص} ستنقسم امتي الى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار الا فرقة واحدة. اذن اين الرحمة في اختلافهم اذا كلهم في النار..؟
ثانيا: لو رجعنا الى معاني اللغة العربية لوجدنا ان كل كلمة عربية تفيد في عدة معاني وكلها صحيحة . هذا معروف عند فقهاء اللغة. راجع كلمة خلاف في مصادر اللغة العربية تجد انها تعطي معنى مغايرا لكلمة اختلاف امتي رحمة .الموضوع له بعد عقائدي حاول المفسرون الامويون والعباسيون ان يرسخوا مفهوم الاختلاف رحمة في ذهن الامة..!! عكس ما ذكر في القران. المتتبع يجد قوله تعالى {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) وقوله ﴿واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا﴾. وفي السنة المطهرة: «ففي صحيح البخاري أن رسول الله[ص] في يوم النحر خطب خطبة قال في أخرها :فإن حرمة دمائكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض).» كيف يقول عن الاختلاف هنا { كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض } ثم يصف الاختلاف رحمة..؟!! قال سبحانه: {وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ}. قال الإمام الباقر (ع) لرجلين من أصحابه: شرّقا وغرّبا فلن تجدان علماً صحيحاً ــ إلا شيئاً خرج من عندنا أهل البيت ــ (ع) ..وقال الحسين (ع): ما ندرى ما ينقم الناس منّا؟! إنّا لبيت الرحمة وشجرة النبوّة ومعدن العلم
وكان زين العابدين (ع) إذا زالت الشمس صلّى ثم دعا فيقول: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد شجرة النبوّة موضع الرسالة {ومختلف الملائكة} ومعدن العلم وأهل بيت الوحى .فهم الثقل الذي خلفه رسول الله {ص} في الامة.[لاحظ مختلف الملائكة]. فيجب ان {نختلف الى الائمة المعصومين} {لنأخذ ديننا منهم ولا نختلف فيهم}.وبيان ذلك عبارة فلا تقدموهما أي{ الكتاب والعترة فتهلكوا} ولا تتأخروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم ــ فإنهم أعلم منكم ــ .فنحن اساسا غير مختلفين . عن ائمتنا كما اوصانا رسولنا الكريم{ص} بالتمسك بهما.بهذا نكون خارج المعادلة التي تقول تنقسم امتي الى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار, الا فرقة واحدة .{ اذن كلمة يختلف في , تختلف كثيرا عن كلمة يختلف الى}.
عن الفريابي قال: سمعت سفيان الثوري يقول: ليتني لم أكتب العلم وليتني أنجو من علمي كفافاً لا علي ولا لي. ص55- {أرشيف ملتقى أهل الحديث – اقتضاء العلم العمل – المكتبة الشاملة الحديثة} وهناك تصريحات لمحسوبين على العلم تنكروا لعلمهم .. عن عطاء قال: كان فتى {يختلف} إلى أم المؤمنين عائشة فيسألها وتحدثه فجاءها ذات يوم يسألها فقالت: يا بني هل عملت بعدما سمعت مني؟ فقال: لا والله فقالت: يا بني فبما تستكثر من حجج الله علينا وعليك. ص60. نفس المصدر.
اما الحديث المعروف بحديث سلسلة الذهب الذي رواه الامام الرضا {ع} عن آبائه الطاهرين عن النبي {ص}عن جبرائيل{ع}عن الله عَزَّ وجَلَّ، سلسلة رواته كلهم معصومون و لذلك سُمي الحديث بسلسلة الذهب. فلا يمكن ان يقع فيه اختلاف. والحمد لله على نعمته