17 نوفمبر، 2024 1:24 م
Search
Close this search box.

الاختلاف بين التقارب وتشتت الافكار ..

الاختلاف بين التقارب وتشتت الافكار ..

تعيد لنا الذكريات فيهيج وجدان الماضي ويبدأ الحاضر بشكواه عن زمنه ووقته الممل… سنين ماضية عشناها مع حرمان من كل شيء ولكنها كانت تمثل لنا السعادة في أي شيء..
الحياة المترفة في عالمنا اليوم قد قضت على كل شيء سعيد كنا نتمنى ان يأتي قبل يومه…
حتى العيد قد اختلفت افراحه بين النفوس ومشاركة الآخرين بالفرحة واصبحت ايامه اعتيادية كبقية الايام الاخرى…
لمن نشتكي جور الليالي وهي تشتكي لنا من اختلاف حياتنا واوقاتنا في الليل والنهار…
هل تغير الليل واختلفت ساعاته وهل كنا نعيش في نهار يختلف عن نهارنا هذا؟؟
تساؤلات لا يوجد لها اجوبة فنهرب منها ونذهب الى عالم ثاني هو عالم الذكريات ببؤسها وسعادتها ودليلنا هذه الصورة التي تعبر عن حالاتنا اليومية المستجدة وعن واقعنا الذي نعيش ايامه..
اين نحن اليوم من ((قوري)) شاي العصر واين.. واين…
اين البركة والنور الذي كنا نراه في وجوه كبار السن..
اين المجالس التي تمنحنا شهادة المواهب بدون دراسة اكاديمية.. اين (الچاسر) الذي كان يجمعنا مع اصدقاءنا واين ((المورد)) اوحافة النهر الذي كنا نقضي صيفنا فيه.. لقد اختلف كل شيء فالختيار الذي كان يعيش مع المهفة ومتعتها يجلس اليوم امام جهاز التبريد وعجوزه التي كانت بقربه طوال النهار تسكن اليوم بعيدة عنه في غرفة اخرى…. وان جلسوا في غرفة واحدة سويةً تجدهم يقضون لحظاتهم مع عالم اختلف فيه كل شيء ووصل بنا ان نعيش اصدقاء مع عوائلنا على جهاز الموبايل فقط… فياليت ما ولى يعود.. وياليت ماكنا نعيشه موجود رغم قساوته ورغم الفقر والعوز ولكنه جميل وجميل جدا بطيبة القلوب لأولئك الطيبون الذين زرعوا المحبة بين ابناء عوائلهم ولم نستطيع نحن بعظمتنا التكنلوجية ان نفعل مثلهم…
آهات وآهات في قلوبنا ونحن نتأمل الغد ولكنه ليس افضل من اليوم.. لقد مللنا الروتين وقيود الحياة الصاخبة واصبحنا ننظر يومياً الى المرآة لنرى فيها ما فعلته السنون عندما كشرت انيابها..فنغطي شعرنا الابيض بأصباغ صناعية لونها أسود ونمسح تجاعيد الوجه في مستحضرات تجميل..
لقد انتهى عصر الطبيعة وقامت بدفن نعشه التكنلوجيا الحديثة واصبحنا نعشق المظاهر في كل شيء فحياتنا مظاهر يتبجح بها الاغنياء ويُمثل فيها الفقراء وهم يحاولون ان يحصلوا على قوتهم اليومي احيانا باسم فقرهم…
كل شيء نعيشه مظاهر حتى طعامنا اصبحنا نتباهى بأنواعه امام الناس من أجل المظاهر وملابسنا التي تستر اجسادنا اصبحت هي من انواع المظاهر وحتى السيارات التي نمتلكها وبيوتنا التي نسكن فيها اصبحت تخضع للمظاهر المزيفة التي نعيشها… ولم يبقى شيء يتشابه بين الماضي والحاضر سوى ساعات الزمن…
والحديث طويل وطويل جدا…
والى هذه الصورة الجميلة هدية هذا البيت من الزهيري
༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻
عليش محطم العينين بالشوف
ومثلك چم طبيب يروح ويشوف
دوار الوكت صار أَشكال ونشوف
واليمك كل فكرها يصير عالنيت
تلگاها فجيدة شكثر عانت
چثيره افكار عندي اليوم عنت
تذكرت المواگد گبل والشف
༺༺༺༺༻༻༻༻

أحدث المقالات