23 ديسمبر، 2024 2:00 م

الاحياء السكنية تمنع تقدم التعليم العالي في العراق !

الاحياء السكنية تمنع تقدم التعليم العالي في العراق !

في كل دول العالم من امريكا الى موزمبيق الطلبة الاوائل يعينون في التعليم العالي مباشرة ان ارادوا ذلك، الا في بلد المتناقضات العراق فرغم وجود قرار بذلك فاكثر الكليات والجامعات العراقية لا تنفذه بذريعة عدم توفر الحاجة … وما كان يدهشني هو تعين من هو ادنى ولم اجد لهذا تفسيرا في البداية ثم تبين لي ان السبب هو الأحياء السكنية في الجامعات!!!
بناء الاحياء السكنية في الكليات و الجامعات نظام عالمي متبع في اغلب البلدان من باب توفير جميع المستلزمات للأساتذة بما فيها السكن لكي يتفرغوا للعطاء العلمي على ان يسلم البيت حين ترك الوظيفة او التقاعد ،ونظريا يجب ان يكون التدريسي قادرا على شراء بيت حينها،  ولكن في العراق لا يستطيع أي متقاعد شراء بيت الا ان كان مسؤولا في الحكومة او برلمانيا لهذا وخشية ان يجد الاستاذ (الذي خرج اجيالا من الطلاب وخدم بلده سنين طويلة ) نفسه وعائلته على قارعة الطريق، يسعى الى تعيين اولاده في نفس الجامعة او الكلية حتى لا يؤخذ البيت منه وعلى هذا الاساس يوجد اتفاق سري مقدس ان ابن الحي السكني مفضل على غيره بالتعين وان كان غيره افضل منه علما وادراكا!!!
الحل يكمن في بناء مجمعات سكنية للمتقاعدين تضمن لهم حياة كريمة وتغنيهم عن  التمسك ببيوتهم في الأحياء السكنية.
والى ان نصل لهذا اليوم يبقى  المتفوقين والاوائل في بيوتهم ينظرون الى شهاداتهم المعلقة على الجدران بحسرة على سنين السهر والتعب بينما زملائهم الأدنى منهم في الجامعات يعلمون الجيل الجديد ان القراءة لا تفيد وان من يريد النجاح في العراق يجب ان يتوفر لديه فيتامين واو (الواسطة).