16 سبتمبر، 2024 9:52 م
Search
Close this search box.

(الاحمدان) الجلبي والبرادعي With out

(الاحمدان) الجلبي والبرادعي With out

من مفارقات التغيير الذي نعيش استذكاراته هذه الايام من نيسان ،ان احد رموز التغيير وقادته وهو الدكتور احمد الجلبي بأعتراف امريكا المحررة لم يستطع ان يجد له موطئ قدم على مساحة الخارطة السياسية الجديدة للبلد الذي حلم يوما ان يكون رئيسا له بعد ان يتم انقاذه من اعتى الدكتاتوريات القمعية في العالم على الاطلاق،فلماذا ضاع الحلم عند اول عتبة على ابواب الوطن الحلم ؟ولماذا تولى زمام  الحل والعقد في ما اطلق عليه لاحقا بالعراق الجديد من كان متأخراعن دعم مشروع ان لم يكن رافضا له قطعيا والوثائق تثبت ذلك؟.
  ان على تاريخ العراق المعاصر  ان يتذكر احمد الجلبي جيدا عندما يذكر تغيير النظام السياسي 2003 ليس فقط لانه صاحب الدور الاهم في حمل الولايات المتحدة على اسقاط نظام ولو بالتدخل العسكري المباشر وهذا ما لايستطيع احد الجزم بصحته او عدمها والسبب الاهم هو ان الرجل مثل السلوك السياسي الجديد والنمط الفكري البديل المجترح من قبل الدول الكبرى عن الانظمة العربية التقليدية التي ظلت تحكم الشعوب بمزيج من الايديولوجيات القومية الثورية ودولة البوليس السري الدموية عقودا من الزمن.كانت حركة الجلبي في دعم وتأييد امريكا في محاولتها اسقاط نظام البعث بالقوة الضاربةايذانا ببداية عصر السياسي البراغماتي الرافض للأيدلوجيا بجميع صنوفها واشكالها وضعية كانت او دينية يسارية ام يمنية،ويمثل بداية تطبيق مقولة الانسان الكوني المتجرد من اعباء الهوية والخصوصية المحلية الضيقة المنخرط  في التناغم الهرموني لنظام العولمة السياسية والاقتصادية.ولهذا السبب في تصوري يرجع رفض الجماهير لشخصية الجلبي سياسيا ولافكاره التي جاء بها رمزيا،فالجماهير التي ما زالت تتجذر في عقولها وضمائرها نماذج اليوتوبيات الدينية المقموعة في ظل الانظمة السابقة والتي وجدت فرصتها للظهور والسيطرة والنفوذ بعد السقوط لم تكن لترضى بالرجل البديل الذي جاء يمثل الافكار الكونية والعصر العابر للهويات المحليةالجديدة واطلقت حكمها القطعي على الجلبي بأن يكون خارج حلبة الملعب السياسي واصبح جل ما يحلم به ان يكون له ولحزبه(المؤتمر) مقعد اواثنان في البرلمان.
 واذ تصح مقولة احمد شوقي العتيدة بأن العرب في الشرق والهم اخوان فأن الشئ ذاته حصل في مصر بعد الثورة وهذه المرة مع الدكتور احمد البرادعي المدير الاسبق للوكالة الدولية للطاقة النووية والذي مثل المشروع السياسي والفكري الجديد بنسخته المصرية متمثلا في تحديه لنظام مبارك ومطالبته اياه بالتنحي عن سدة الحكم واعلانه ترشيح نفسه للأنتخابات منافسا لرأس النظام الحاكم وقد مثلت حركته ودعوته المجتمع الدولي ولامريكا بالكف عن دعم النظام المصري ما مثل الشرارة الاولى التي الهبت حماس الجماهير لكسر هاجس الخوف في  واعلان الثورة الشعبية الواسعة التي تمكنت في اسقاط نظام ظل جاثما على رقاب المصريين تلاثين سنة كاملة.يبدو ان الجماهير المصرية لاتختلف عن الجماهير العراقية فقد كانت الغلبة في نهاية المطاف للأفكار القديمة المتمثلة بأستبدال ايديولوجيا النظام الشمولي باليوتوبيا الدينية فالجماهير تعيش بين المفارقتين الايديولوجيا واليوتوبيا ومن المنظرين من يضعهما في اطار مفهومي واحد بالرغم ان الاولى تعتمد على ملكة الفكر والثانية على العاطفة والخيال الا ان كليهما تعنيان في اللاتطابق اوبالنظام المبني رمزيا كما يقول بول ريكور .لقد قاد الاحمدان وهذا شرف كبير لهما حركة التغيير في بلديهما وان خرجا صفر اليدين من المناصب السياسية العليا.وقد يأتي الوقت الذي تفهم فيه الجماهير العربية اهمية البراغماتية في السياسة ومشروع الانسان الكوني وتعيد الاحمدان الى الحلبة السياسية مرة اخرى.

أحدث المقالات