18 ديسمبر، 2024 11:06 م

الاحزاب والعاصفة الانتخابية

الاحزاب والعاصفة الانتخابية

العراق بلدٌ قائم على نظام ديموقراطي،وتحدث فيه عملية التغيير السلمي للسلطة كل أربعة اعوام،وما إن تقترب الدورة الانتخابية،حتى تتسابق محتدمة قوى التصارع(الكتل والأحزاب) لاحتراف العملية التسقيطية.
ولم نراكم تخشون وتقيدون الكلمة الحرة؟

عاصفةٌ هائجة يكون الخاسر الأكبر فيها هو الشعب الوحيد،كونه لم يجني طيلة الأربعة عشرة عاماً الماضية سوى الفقر والموت والكذب وتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية فضلا عن جرفها الحالة الثقافية للهاوية !!

في حقيقة الأمر هم اثبتوا للجميع من خلال الدورات الانتخابية السابقة أنهم فاشلون في تمثيل إرادة الشعب ومعايشة معاناته .

الانتخابات البرلمانية باتت قريبة، وهناك العديد من التساؤلات العالقة في الذهن،ومن الضروري الإجابة عليها وبالأخص من الكتل،التي عملت على تمثيل الشعب طيلة تلك السنوات، منها :

أين هي برامجكم السياسية المزعومة؟
لماذا تختفي تماما بعد فوزكم في الانتخابات؟
كم جنسية غير العراقية تملكون؟
متى تشرعون القوانين التي تخدم البلد؟
متى يكون المواطن من اولوياتكم؟

“وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ” (الصافات 24)..

تجرنا للمزيد من الاستفاهمات المهمة:
متى ستحاسبون من تسبب بسقوط ثلث العراق؟
متى تحاسبون من جعل من (سبايكر) لقمة سائغة لشذاذ الآفاق داعش ؟
متى تحاسبون دواعش السلطة من الفاسدين المتنفذين؟
متى تحاسبون سراق المال العام ؟

إلى متى تبقى الحاصصة الحزبية هي صبغة الحكومات المتعاقبه ؟

مع الأسف الشديد هناك فئة كبيرة من الشعب العراقي غير مهتمة،ولاتأبه لسرقة المال العام والثروه الوطنية،وتخريب اقتصاد البلد وانهيار أمنه،بفعل التأثيرات الداخلية والخارجية.

إن حجم الاحزاب والكتل ونفوذها ودورها إنما يتناسب تناسباً عكسياً مع يقظة الشعب وصلابته وقوته.

كشعب يجب أن ندرك إنَّ كل ماعايشناه من واقع،ماهو إلا محض تجربة سيئة عكست لنا صورة واضحه وجلية لإرادتنا !!
فنحن من أتى بتلك الطغمة من خلال صناديق الاقتراع،وساهم في تجميل الأصنام المتخمة ورفعها على قامة الشعب.

وماهم في الحقيقة إلا افرازات سيئة ناتجة عن إرادة مسلوبة بكل حرية مبنية وفق أسس غير صحيحة .

بعد الذي عايشناه من صراع وحروب ودمار، وبعد كل ماقدمنا من دماء وعطاء وشهداء، يتحتم علينا ان نعيد النظر في بناء إرادة صحيحة، ومن أهم مقومات بنائها هي ترميم العلاقة مع الذات،لأنها أداة التغيير الحقيقة التي تنتج إرادة سليمة ومجتمع متصالح مع ذاته.

“إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم” ْ[الرعد:11]

وبالتالي المجتمع الناجح هو الذي يفرز طبقة نخبوية على الأقل تكون جديرة بمنحها ثقته لتمثله نيابياً.

ضمائرنا العراقية الاصيلة
هل نستنهضها ونحدث التغيير المنشود عبر ثورتنا البنفسجية القادمة ؟

ام نتركها في سباتٍ عميق دون الشعور بالمسؤولية الوطنية ؟