23 ديسمبر، 2024 5:26 ص

الاحزاب والحركات العربية في ظل الهيمنة الامريكية

الاحزاب والحركات العربية في ظل الهيمنة الامريكية

تنزلق الاحزاب والحركات العربية اليوم في ظل الهيمنة الامريكية على العالم الى مواقف سياسية ساذجة في تعاملها مع هذه التحولات ومن ابرز سمات هذه المواقف هو عدم المبالاة في دراسة الواقع السياسي والاجتماعي الامر الذي جعل البعض من هذه الحركات السياسية خارج حركة التاريخ في قراءة القوانين المحركة للواقع ، فالذي لايستطيع ان يقراء هذه القوانين بشكل جيد اليوم لايستطيع ان يجد القوانيين البديلة التي يعتمدها في التغير.
نادت الاحزاب الشيوعية بالاممية والتي تمثلت في (الستالينية) في المرحلة التاسيسية  و تجاهلت   اهمية النضال الوطني لشعوب البلدان المستعمرة ضد الاستعمار والامبريالية ووضعت هذا النضال في خدمة استراتيجية سياسية مرحلية كما تجاهلت في الوقت نفسه الاهمية الحاسمة لانطلاق النضال الوطني ضد الاستعمار والامبريالية من اجل بناء الاشتراكية من ارضية قومية.
وتأسست حركة الاخوان المسلمين والحركات الاسلامية الاخرى كرد فعل بدائي على الغزو الحضاري لمنطقتنا العربية من قبل العالم الغربي المتقدم، هذا الغزو الذي وجدت فيه تهديدا جديا للقيم والتقاليد الموروثة ، كما وان هذه الحركات جائت كرد فعل على التنكر للتراث والتاريخ ومحاولة الشيوعية قطع الصلة بهما نهائيا.
فلكل حركة  سياسية في وطننا العربي اركان اساسية ترتكز اليها وان عملية الخروج عنها يعني انهيار المنظمومة الفكرية لهذه الحركات فالمرتكزات التي ترتكز اليها الحركات الماركسية (الشيوعية) هي غير ماترتكز اليه الحركات والاحزاب القومية وكذلك الاسلامية فهل حافظت هذه الحركات والاحزاب على مرتكزاتها الفكرية ام انها انساقت وراء سراب العصر الامريكي وابقت مرتكزاتها حبر على ورق ؟
 ان باستطاعة اي حزب اوحركة سياسية في الوطن العربي وكما جاء بدساتيرها ان يناقش ويعديل اي من المرتكزات الايدلوجية التي اقرتها وفق المعطيات والقوانين الجديدة التي تحرك الواقع ولكن من المؤكد ان يتم هذا من خلال المؤتمرات وبمشاركة واسعة من اعضائها فالنظام الداخلي والاهداف الايدلوجية  ليس منزلة او مقدسة كما هو الحال بالنسبة للدين ولكن السؤال هل فعلت اي هذه الحركات ذلك لاسيما الاحزاب والحركات التي ارتمت باحضان الامبريالية بعد ان كانت عدوها اللدود او الشيطان الاكبر وهل عملت على تغيير منطلاقاتها النظرية استنادا الى مواقفها الجديدة اوانها تريد البقاء على هذه الازدواجية بين النظرية والتطبيق؟
 وقعت الحركات والاحزاب العربية قديما باخطاء جسيمة في قراءتها للواقع العربي فالاحزاب الشيوعية تجاهلت واقع التجزئة الذي يحول دون تحقيق الاشتراكية ، فاقامة النظام الاشتراكي له متطلابات لايلبيها اي قطر من الاقطار العربية بمفرده، اما الاحزاب الاسلامية فوقعت بخطاء بتحويل التراث والتاريخ والقيم والتقاليد الى اداة للجمود والمحافطة في عالم متقدم وهي تقع اليوم وفي هذا القرن بنفس القراءة الخاطئة.
ان القرأة الساذجة من قبل الحركات السياسية العربية  للواقع وقوانينه تقود الى تأثيرات نفسية عميقة تصيب المواطن العربي ناهيك عن التاثيرات النفسية في اعضاء هذه الحركات ومن هذه التاثيرات هو الاحباط وزعزعة الثقة بالنفس وبالمستقبل وبالانتماء وان ضعف الانتماء يقود الى عدم القدر على الثبات والصمود في التصدي الى الهجمة العالمية الشرسة على ارضنا العربية في المجال العسكري والفكري والنفسي  وفي حالة تعرض مفاهيم العضو المنتمي الى هذه الحركات الى النقد والتشكيك والتاثيرات.
وجراء القراءة الساذجة للحركات التاريخية سيولد التطرف (التطرف بانواعه)  الذي يقود حتما الى العنف ، العنف الذي يتجسد في المليشيات والحركات المسلحة المتطرفة التي انتشرت على امتداد جغرافية الوطن العربي التي يعتقد القائمين عليها انها الرد الامثل على الحركات والتيارات المنافسه اما العنف على مستوى ابناء الحركة الواحدة فقد تجسد بخلق اعداء وهميون وان السبيل الامثل الى البقاء هو بالتخلص من هؤلاء الاعداء الوهميون.