10 أبريل، 2024 5:52 ص
Search
Close this search box.

الاحزاب الدينية وجرد الحساب في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

لايحتاج الانسان الى كثير من العناء ليكتشف ان الاحزاب والتيارات الدينية بكل اشكالها (احزاب الاخوان المسلمين- احزاب ولايات الفقيه ) تعيش خارج العصر لان نخبها القيادية من  المرضى الطفيليين الهاربين من الحضارة الحديثة الى دهاليز التاريخ يكل مؤامراته وصراعاته العبثية وجداله العقائدي العقيم اما قواعدها فهم القابعون بسجون الجهل والفقر والمرض ويتقدمهم الفتلة والمجرمون من العاطلين عن العمل في الارياف واحياء المدن الرثة بينما النخب المتحضرة التي تعيش عصرها فلا علاقة لها بهذه الاحزاب والحركات الدينية وتهرب من الدول الموبوءة بها .ان الاحزاب والتيارات الدينية العراقية ينطبق عليها هذا الوصف تماما والدليل عندما استلمت قيادة العراق بعد 2003 بواسطة القوائم الانتخابية المظلمة المقدسة (المغلقة ) ادخلت البلد في صراع عبثي دموي لانهاية له حرق الاخضر واليابس لانها لاتستطيع ان تتعايش مع الاخر الذي لايمكن ان يكون في عرفها الا  كافر او عميل او متامر او ارهابي او بعثي وهذا يفسر عزوف الالاف من الكفاءات التي غادرت العراق خلال حقبه النظام البائد من العودة اليه وانضمام الالاف اخرى اليهم بعد 2003 رغم شعورهم بذل الغربة وحاجة البلد الماسة اليهم وحدث هذا لاعتفاد هذه الاحزاب بانها تمتلك الحقيقة المطلقة المقدسة النهائية في قرن انتهت فيه الحقائق والعقائد والايدلوجيات المطلقة واصبح الفرد (الانسان ) تائه في العالم نتيجة الثورة العلمية التكنولوجية الرقمية وسط اكثر من سبعة مليارات انسان اضافة الى انها اوهمت نفسها بانها تمتلك شعبية كبيرة وجماهير عريضة داخل العراق يؤهلها ان تكون وصية مقدسة عليهم والواقع عكس هذا تماما لانها كانت احزاب طائفية بامتياز ولابعاد هذه الشبهة عنها الحقت كلمة (الوطنية ) في اخرها كما حدث (لاتحاد القوى (الوطنية ) (السني) او (التحالف( الوطني )(الشيعي) . ان الشعب العراقي تاريخيا كان في الاقليم شعب (متبوع – فاعل) وليس شعب (تابع- مفعول به ) لاي احد بينما كل الاحزاب والحركات الدينية العراقية هي احزاب (تابعة – مفعول بها ) تتحكم بها دول الجوار الاقليمي (سعودية- تركيا – ايران ) بالرموت كنترول اضافة الى انها ليست اقل سوءا من حزب البعث فكلاهما (فاشي-شمولي –عقائدي ) ولكن البعث يختلف عنها بانه كان حزب (متبوع – فاعل ) اقليميا.  وحتى عندما تقاسمت الاحزاب الدينية  وزارات ودوائر الدولة حولتهاالى تكايا للدراويش (السنة ) ومجالس حسنية (الشيعة ) يديرها الموالين الخلص من اتباعها وغضت النظر عن تاريخهم الاخلاقي والمهني والعلمي لاعتقادها ان الجاهل المؤمن الموالي طائفيا خير من مهني عالم غير طائفي صارت تحرك وزرائها ووكلائها ومديروها العامون في الوزارات مثل السبحة بيدها لتحصل منهم على الموارد المالية عن طريق المشتريات والمقاولات والعمولات لغرض تغطية تكاليف مكاتبها الكثيرة الفخمة وقنواتها الفضائية وصحفها اليومية وحملاتها الانتخابية و الحسابات المصرفية الخاصة بقياداتها. وعندما كانت تجبر هذه الاحزاب على ملىء حصتها من المناصب بالمهنيين فانها تفضل المهنيين الذين تم سجنهم او طردهم خلال حقبة النظام البائد بسبب الفساد او الاهمال وتمنحهم صكوك الغفران ليكونوا مظلومين او مناظلين او مهمشين في تلك الحقبة اوكانت تجمع المهنيين البعثيين الفاسدين حصرا من الشوارع التي رمتهم بها بعد اصدارها قانون اجتثاث البعث وتعمل على استثناءهم من القانون وتعيدهم لدوائر الدولة وتمنحهم المناصب بعد ان تخيرهم بين العمل كاتباع اذلاء وخدم وبقرة حلوب لها او رميهم للشارع مرة اخرى بالاجتثاث وشمل هذا المؤسسة العسكرية والامنية التي يديرها الان خيرة الفاسدين والفاشلين الذين تم انتقاءهم بعناية من الجيش والمؤسسة الامنية للنظام البائد وانظموا لاقرانهم من الالاف الضباط الدمج  التابعين لهذه الاحزاب التي منحتهم رتب قيادية ووزعتهم على اجهزة الامن والاستخبارات لانهم اهل ثقة وهم لايملكون حتى الشهادة المتوسطة والكثير منهم لايجيد القراءة والكتابة .بهذه الطريقة حولت هذه الاحزاب والحركات الدينية العراق الى اقطاعيات لها  وجعلته دولة فاشلة بلا امن اوخدمات او احترام لحقوق الانسان تقود العالم بالفساد وتتحكم بها المليشيبات والارهاب . وكانت اخر ثمرة مرة لهذا العمل الشنيع ان تحتل عصابات ارهابية ثلث العراق يوم 9-6-2014 عندما ترك ربع مليون ضابط وجندي عراقي مواقعهم الدفاعية واسلحتهم بلا قتال وقتل المئات منهم في قاعدة سبايكر وتشريد مليوني مدني  لقد رمت هذه الاحزاب وقادة المليشيات التابعة لها مسؤولية هذه الكارثة الوطنية على المؤمرات والنكسات ودول الجوار .. وهي الان تتقاتل على مناصب وزارات الداخلية والدفاع لتحصل على فرصة لخدمة الشعب العراقي الذي صار يعيش في وطن اشبه بطائرة خطفتها هذه الاحزاب وحولتها  للفضاء الكوني والعالم كله الان يبحث ان وسائل لانقاذ هذا الشعب لكن بلا جدوى …….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب