9 أبريل، 2024 5:39 م
Search
Close this search box.

الاحزاب الدينية الى اين تذهب بالعراق ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

عدما سقط النظام البائد عام 2003 استبشرنا خبرا بان يوما جديدا قد طلع على العراق ستطوى فيه حقبة طولها 22 عاما من الدم والقمع والاستبداد والتي بدأت عام 1980 ( الحرب الصدامية الخمينية).. لقد كنا بسطاء وحالمين سذج لانه بعد اشهر قليلة انقلبت هذه البشرى الى كابوس اصبح فيه العراق عبارة عن كتل بشرية (طائفية وعرقية ) لارابط بينها و متورطة بصراع دموي عبثي مقدس  يقودها طلاب ثار طائفيون يدعون بانهم ( ثوار مقدسون  ) تجمعهم العملية السياسية  والفساد في المنطقة الخضراء المحصنة  او البروج المحصنة في مناطقهم يقودون مليشيات وعصابات ارهابية ويتلقون التمويل والاوامر من خارج الحدود حيث توجد مرجعاتهم الطائفية المقدسة التي تحكم بلدانا غنية جدا بالبتر ودولار على طريقة العصور الوسطى ( ايران –السعودية ) . واصبح لسان حالنا يتمثل (( ما رضى بجزة (صدام ) رضا بجزة وخروف ). والا هل يعقل ان نملك اكثر من مليون جندي والقاعدة وداعش وباعش والمليشيات البطاط وقيس الخزعلي تلعب بينا طوبة ( حدث العاقل بما لا يعقل … ) هذه اما نكته او كاميرا خفية .. في حرب ضروس استمرت ثمان سنوات لم تتوقف ثانية واحدة بجبهة طولها اكثر من الف كيلو متر كان العراق يقاتل باقل من مليون جندي هل كان هؤلاء امريكان او انكليز لقد كانوا عراقيين وعندنا الان اكثر من مليون مقاتل عاجزون على ضبط الحدود .. وحتى عندما كان النظام السابق ضعيفا جدا ومستهدف من قبل قوى اقليمية ودولية عظمى خلال عقد التسعينات هل سمع احد جريدي ( فار ) استطاع ان يعبر الحدود السورية السعودية الايرانية. قبل عام 2003 كان هناك نظام دكتاتوري تكفيري سياسي( بعثي علماني ) يحكم دولة بها جهاز امني واستخباراتي قوي لا تستطيع دول الاقليم العبث بها و بعد 2003 اصبح في العراق نظام ديمقراطي شكلي هجين تكفيري (ديني  طائفي ) يقود دولة شكلية تملك اجهزة امنية واستخباراتية شكلية بلا أي فعالية والذي يحمي هذا النظام مليشيات منظمة تدعمها قوى اقليمية . وشتان بين التكفير السياسي العلماني والتكفير الديني الطائفي. ان الاحزاب الدينية الطائفية المتطرفة هي اسوء من البعث بالألاف المرات و هي سبب كل الكوارث التي حلت بالعراق منذ عام 1980 عندما ركبت الموجة الخمينية بتصدير الثورة وتورطت بأعمال ارهابية في بيروت والكويت  وهي عندما سلموها السلطة بعد 2003 كانت بمساندة ايرانية لخلق عراق ضعيف يدور في فلكها وبقرة حلوب وبمساندة امريكية لاعتقادهم الجازم بان هذه الاحزاب ستذهب بالعراق الى العصور الوسطى المظلمة يتحكم فيه النطيحة والمتردية من شيوخ العشائر وشيوخ الدين وبواسطة هذا التطرف الدين الطائفي التكفيري المقدس فان العراق لابد ان ينفجر افقيا ( يتقسم جيوسياسيا) وينفجر عموديا ( يتقسم عقائديا ونفسيا ).. وعندها ستؤمن السيطرة على ثرواته النفطية بشروطها هي للمئة عام القادمة على الاقل وتامين تفوق اسرائيل في المنطقة وما يحصل الان في كردستان العراق من توقيع عقود نفطية مع شركات أمريكية وغربية اخري دون علم المركز اوضح دليل .. وما حصل من سحق الطبقة الوسطى والتي تضم المتعلمين وذوي الكفاءات والمدربين خلال حصار التسعينات وبعد 2003 بواسطة الاجتثاث السياسي والطائفي والثقافي هو دليل اخر لان أي تقدم حضاري حقيقي بدون هذه الطبقة هو حرث في البحر. ان الاحزاب الدينية المتطرفة المقدسة لا يمكن ان تخدم العراق حتى لو امتلكت النية لان دماغها مشغول كليا  بالنبش في (سقيفة بني ساعدة) و ساحات ( معركة الجمل ومعركة سفين) لا دامة مذابحها المقدسة وليس النبش في الحاضر او المستقبل لصنع حياة  تليق بالإنسان تميزه عن الحيوان .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب